إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسرار الصلاة- الجزء :2

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسرار الصلاة- الجزء :2


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    كما تتأهب عند القدوم على ملك من ملوك الدنيا، وتلقاه بالسكينة والوقار والخوف والرجاء، واستحضر عظمة الله وجلاله، وعدم تناهي قدرته وكماله ونقصان قدرك ومرتبتك، وعدم قابليتك للقيام بخدمته، وقصورك عن أداء وظائف طاعته.
    آداب الصلاة
    إذا أتيت بالطهارة في مكانك، وهو ظرفك الأبعد، ثم في ثيابك، وهو غلافك الأقرب، ثم في بشرتك، وهي قشرك الأدنى، فلا تفعل عن لبك وذاتك، وهو قلبك، فطهره بالتوبة والندم على ما فرط، وتصميم العزم على الترك في المستقبل، فطهر بها باطنك، فإنه موضع نظر ربك.

    ثم إذا سترت مقابح بدنك عن أبصار الخلق باللباس، فأخطر بالك فضائح سرك التي لا يطلع عليها إلا ربك، وطالب نفسك بسترها، وتحقق أنه لا يستر عن عين الله ساتر، وإنما يكفرها الخوف والندم والحياء، فتستفيد بإظهارها في قلبك انبعاث جنود الخوف والندم والحياء من مكامنها، فتذل به نفسك، ويستكين تحت الخجلة قلبك، وتقوم بين يدي الله تعالى قيام العبد المجرم المسئ الآبق، الذي ندم فرجع إلى مولاه، ناكسا رأسه من الخوف والحياء. قال الصادق (ع): (أزين اللباس للمؤمن لباس التقوى، وأنعمه الإيمان، قال الله تعالى:
    (ولباس التقوى ذلك خير)
    وأما اللباس الظاهر، فنعمة من الله تعالى تستر بها عورات بني آدم، وهي كرامة أكرم الله بها ذرية آدم ما لم يكرم بها غيره، وهي للمؤمنين آلة لأداء ما افترض الله عليهم. وخير لباسك ما لا يشغلك عن الله عز وجل، بل يقربك من ذكره وشكره وطاعته، ولا يحملك على العجب والرياء والتزين والتفاخر والخيلاء، فإنها من آفات الدين، ومورثة للقسوة في القلب.

    فإذا لبست ثوبك، فأذكر ستر الله عليك ذنوبك برحمته، والبس باطنك بالصدق كما البست ظاهرك بثوبك، وليكن باطنك من الصدق في ستر
    الهيبة، وظاهرك في ستر الطاعة.

    واعتبر بفضل الله، حيث خلق أسباب اللباس ليستر بها العورات الظاهرة، وفتح أبواب التوبة والإنابة والإغاثة ليستر بها عورات الباطن من الذنوب وأخلاق السوء. ولا تفضح أحدا حيث ستر الله عليك ما أعظم منه. واشتغل بعيب نفسك واصفح عما لا يعنيك حاله وأمره. واحذر أن يفنى عمرك بعمل غيرك، ويتجر برأس مالك غيرك وتهلك نفسك، فإن نسيان الذنوب من أعظم عقوبة الله في العاجل، وأوفر أسباب العقوبة في الآجل. وما دام العبد منشغلا بطاعة الله تعالى،

    ومعرفة عيوب نفسه، وترك ما يشين في دين الله عز وجل، فهو بمعزل عن الآفات، خائض في بحر رحمة الله عز وجل، يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة والبيان. وما دام ناسيا لذنوبه، جاهلا بعيوبه، راجعا إلى حوله وقوته، لا يفلح إذا أبدا)

    🔸آداب المصلي
    إذا أتيت مصلاك، فاستحضر فيه أنك كأن بين يدي ملك الملوك، تريد مناجاته، والتضرع إليه، والتماس رضاه، ونظره إليك بعين الرحمة.
    فاختر مكانا يصلح، كالمساجد الشريفة، والمشاهد المطهرة، مع الإمكان.

    فإنه تعالى جعل تلك المواضع محلا لإجابته، وموضع تزول فيوضاته ورحمته، على مثال حضرة الملوك، الذين يجعلونها وسيلة لنيل المقاصد والمطالب.

    فأدخلها بالسكينة والوقار، ومراقبا للخشوع والانكسار. قال الصادق (ع):
    (إذا بلغت باب المسجد، فاعلم أنك قد قصدت باب ملك عظيم، لا يطأ بساطه إلا المطهرون، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقون، فهب القدوم إلى بساط هيبة الملك، فإنك على خطر عظيم إن غفلت، فاعلم أنه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك. فإن عطف عليك برحمته وفضله، قبل منك يسير الطاعة،

    وأجزل لك عليها ثوابا كثيرا. وإن طالبك باستحقاقه الصدق والاخلاص عدلا بك، حجبك ورد طاعتك وإن كثرت. وهو فعال لما يريد. واعترف بعجزك وتقصيرك وانكسارك وفقرك بين يديه، فإنك قد
    ------------------------------
    *الكتاب: جامع السعادات*
    *المؤلف: محمد مهدي النراقي*
    *الجزء: 3، ص 273،274*

    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X