بسم الله الرحمن الرحيم
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
ولادة السيد مريم العذراء عليها السلام
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة التحريم وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الثانية عشر .
ان للسيدة مريم بن عمران منزلة عظيمة يغبطها عليها الاولين والاخرين بما صبرت بجنب الاذى والبلاء والبهتان العظيم الذي رميت به , فقال رسول الله صلى الله عليه واله كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله .
ان الله عز وجل يجتبي من عباده ما يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب تبدء قصة السيدة حنّة ولادة مريم بنت عمران عليهم السلام انذاك لم ترزق ولدا وكانت حنَّة تحنُّ الى الاولاد فتوجهت الى الله تعالى بالدعاء فلم تمض مدة طويلة حتّى حملت وظنّت أن الجنين الذي هو في بطنها ذكر ولذلك فقد نذرت ما في بطنها محرراً وقد أشار القرآن الى هذا النذر في قوله تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
اذ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم ا الاية الخامسة والثلاثون .
والمحرر ها هنا يقصد به تحرير الولد من شد وثاقه باي شيء سورى التفرغ لخدمة بيت الله تعالى للعبادة والعمل الصالح وجعله مخلصاً للعبادة .
ولكن المفاجأة جاءت عند ولادة حنّة اذ أنها انجبت انثى لا ذكراً كما كانت تظن ويشير القرآن الكريم الى هذه المفاجئة بقوله بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
فلما وضعتها قالت ربّ اني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السادسة والثلاثون .
كلمة مريم في لغتة العبرية تعني العابدة وهو اسم علم امرأة باللغة السريانية ولكن الله تعالى تقبّل هذا المولود بالرغم من كونه انثى فقال تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
فتقبلها ربّها بقبول حسن وانبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السابعة والثلاثون .
ولدت السيدة مريم العذراء عليها السلام بعد فقد ولدها وهي يتيمة الأب فجاءت بها أُمها الى بيت المقدّس وقدّمتها لعلماء اليهود وقالت دونكم النذيرة فتنافس فيها الاحبار لأنّها كانت بنت نبيّهم واخيراً اتفقوا على اجراء القرعة بينهم، فجاؤا إلى نهر وأحضروا اقلامهم التي كانوا يقترعون بها وألقوها في الماء على قاعدة أن الذي يطفو قلمه على سطح الماء فهو الرابح فرست اقلام الجميع الاّ زكريا عليه السلام فصارت مريم في كفالته وقد أشار سبحانه في كتابه الى كفالة زكريا لمريم بقوله وكفلها زكريا والى القرعة بقوله تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
ذلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية الرابعة والاربعون .
و قد نشأت السيدة مريم العذراء برعاية الله وتربيته لها فقد ترعرعت ونشأت على عين الله تعالى وفي جوّ يعبق بالايمان والاخلاص والعبادة بعيدة عن الرذائل الخلقية والمفاسد الروحية وقد كانت كثيرة الاجتهاد في عبادة الله تعالى حتّى فاقت الاحبار لما بلغت تسع سنين صامت النهار وقامت الليل و تبتلت حتّى غلبت الاحبار .
وهذا أمر طبيعي جداً لإمرأة ستتحمل مسؤولية السر الالهي والمعجزة الكبرى ألاّ وهي الولادة العجائبية للمسيح عليه السلام فلتهيئة واعداد مثل هكذا امرأة يجب أن تكون في اعلى مراتب الانقطاع الى الله تعالى والاجتهاد في عبادته سبحانه.
و كانت العذراء مريم عليها السلام تقضي كل وقتها في محراب العبادة لا يدخل اليها احد الاّ النبي زكريا فقد كان يأتي اليها بالطعام والشراب و كان كلما جاءها زكريا وجد عندها رزقاً والواناً من الطعام لايعرف مصدره فاحتار عليه السلام في ذلك وسألها عن مصدر الرزق فقالت انه من عند الله وقد ذكر القرآن الكريم هذه لمعجزة لها في قوله تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمَـحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السابعة والثلاثون .
فلما ضمّ زكريا مريم إلى نفسه بنى لها بيتاً ضمّها إلى خالتها أم يحيى حتّى إذا شيّبت وبلغت مبلغ النساء بنى لها محراباً في المسجد وجعل بابه في وسطها لا يرمى إليها إلاّ بسلّم مثل باب الكعبة ولا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بطعامها وشرابها كل يوم فكان يجد عندها فاكهة في غير أوانها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف غضّاً طريّاً وهذه تكرمة من الله لها .
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
ولادة السيد مريم العذراء عليها السلام
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة التحريم وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الثانية عشر .
ان للسيدة مريم بن عمران منزلة عظيمة يغبطها عليها الاولين والاخرين بما صبرت بجنب الاذى والبلاء والبهتان العظيم الذي رميت به , فقال رسول الله صلى الله عليه واله كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله .
ان الله عز وجل يجتبي من عباده ما يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب تبدء قصة السيدة حنّة ولادة مريم بنت عمران عليهم السلام انذاك لم ترزق ولدا وكانت حنَّة تحنُّ الى الاولاد فتوجهت الى الله تعالى بالدعاء فلم تمض مدة طويلة حتّى حملت وظنّت أن الجنين الذي هو في بطنها ذكر ولذلك فقد نذرت ما في بطنها محرراً وقد أشار القرآن الى هذا النذر في قوله تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
اذ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم ا الاية الخامسة والثلاثون .
والمحرر ها هنا يقصد به تحرير الولد من شد وثاقه باي شيء سورى التفرغ لخدمة بيت الله تعالى للعبادة والعمل الصالح وجعله مخلصاً للعبادة .
ولكن المفاجأة جاءت عند ولادة حنّة اذ أنها انجبت انثى لا ذكراً كما كانت تظن ويشير القرآن الكريم الى هذه المفاجئة بقوله بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
فلما وضعتها قالت ربّ اني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السادسة والثلاثون .
كلمة مريم في لغتة العبرية تعني العابدة وهو اسم علم امرأة باللغة السريانية ولكن الله تعالى تقبّل هذا المولود بالرغم من كونه انثى فقال تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
فتقبلها ربّها بقبول حسن وانبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السابعة والثلاثون .
ولدت السيدة مريم العذراء عليها السلام بعد فقد ولدها وهي يتيمة الأب فجاءت بها أُمها الى بيت المقدّس وقدّمتها لعلماء اليهود وقالت دونكم النذيرة فتنافس فيها الاحبار لأنّها كانت بنت نبيّهم واخيراً اتفقوا على اجراء القرعة بينهم، فجاؤا إلى نهر وأحضروا اقلامهم التي كانوا يقترعون بها وألقوها في الماء على قاعدة أن الذي يطفو قلمه على سطح الماء فهو الرابح فرست اقلام الجميع الاّ زكريا عليه السلام فصارت مريم في كفالته وقد أشار سبحانه في كتابه الى كفالة زكريا لمريم بقوله وكفلها زكريا والى القرعة بقوله تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
ذلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية الرابعة والاربعون .
و قد نشأت السيدة مريم العذراء برعاية الله وتربيته لها فقد ترعرعت ونشأت على عين الله تعالى وفي جوّ يعبق بالايمان والاخلاص والعبادة بعيدة عن الرذائل الخلقية والمفاسد الروحية وقد كانت كثيرة الاجتهاد في عبادة الله تعالى حتّى فاقت الاحبار لما بلغت تسع سنين صامت النهار وقامت الليل و تبتلت حتّى غلبت الاحبار .
وهذا أمر طبيعي جداً لإمرأة ستتحمل مسؤولية السر الالهي والمعجزة الكبرى ألاّ وهي الولادة العجائبية للمسيح عليه السلام فلتهيئة واعداد مثل هكذا امرأة يجب أن تكون في اعلى مراتب الانقطاع الى الله تعالى والاجتهاد في عبادته سبحانه.
و كانت العذراء مريم عليها السلام تقضي كل وقتها في محراب العبادة لا يدخل اليها احد الاّ النبي زكريا فقد كان يأتي اليها بالطعام والشراب و كان كلما جاءها زكريا وجد عندها رزقاً والواناً من الطعام لايعرف مصدره فاحتار عليه السلام في ذلك وسألها عن مصدر الرزق فقالت انه من عند الله وقد ذكر القرآن الكريم هذه لمعجزة لها في قوله تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمَـحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السابعة والثلاثون .
فلما ضمّ زكريا مريم إلى نفسه بنى لها بيتاً ضمّها إلى خالتها أم يحيى حتّى إذا شيّبت وبلغت مبلغ النساء بنى لها محراباً في المسجد وجعل بابه في وسطها لا يرمى إليها إلاّ بسلّم مثل باب الكعبة ولا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بطعامها وشرابها كل يوم فكان يجد عندها فاكهة في غير أوانها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف غضّاً طريّاً وهذه تكرمة من الله لها .
تعليق