عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ:
لَمَّا جَلَسَ عَلِیٌّ علیه السلام بِالْخِلَافَةِ وَ بَایَعَهُ النَّاسُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَی الْمَسْجِدِ مُتَوَکِّئاً عَلَی عُکَّازَةٍ فَلَمْ یَزَلْ یَتَخَطَّی النَّاسَ حَتَّی دَنَا مِنْهُ فَقَال
یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ دُلَّنِی عَلَی عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ نَجَّانِیَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ
فَقَالَ لَهُ اسْمَعْ یَا هَذَا ثُمَّ افْهَمْ ثُمَّ اسْتَیْقِنْ قَامَتِ الدُّنْیَا بِثَلَاثَةٍ
بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لِعِلْمِهِ وَ بِغَنِیٍّ لَا یَبْخَلُ بِمَالِهِ عَلَی أَهْلِ دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِفَقِیرٍ صَابِرٍ
فَإِذَا کَتَمَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ وَ بَخِلَ الْغَنِیُّ وَ لَمْ یَصْبِرِ الْفَقِیرُ
فَعِنْدَهَا الْوَیْلُ وَ الثُّبُورُ وَ عِنْدَهَا یَعْرِفُ الْعَارِفُونَ لِلَّهِ أَنَّ الدَّارَ قَدْ رَجَعَتْ إِلَی بَدْئِهَا أَیْ إِلَی الْکُفْرِ بَعْدَ الْإِیمَانِ
أَیُّهَا السَّائِلُ فَلَا تَغْتَرَّنَّ بِکَثْرَةِ الْمَسَاجِدِ وَ جَمَاعَةِ أَقْوَامٍ أَجْسَادُهُمْ مُجْتَمِعَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّی.
أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا النَّاسُ ثَلَاثَةٌ زَاهِدٌ وَ رَاغِبٌ وَ صَابِرٌ
فَأَمَّا الزَّاهِدُ فَلَا یَفْرَحُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الدُّنْیَا أَتَاهُ وَ لَا یَحْزَنُ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْهَا فَاتَهُ
وَ أَمَّا الصَّابِرُ فَیَتَمَنَّاهَا بِقَلْبِهِ فَإِنْ أَدْرَکَ مِنْهَا شَیْئاً صَرَفَ عَنْهَا نَفْسَهُ لِمَا یَعْلَمُ مِنْ سُوءِ عَاقِبَتِهَا
وَ أَمَّا الرَّاغِبُ فَلَا یُبَالِی مِنْ حِلٍّ أَصَابَهَا أَمْ مِنْ حَرَامٍ
قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَا عَلَامَةُ الْمُؤْمِنِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ
قَالَ یَنْظُرُ إِلَی مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ حَقٍّ فَیَتَوَلَّاهُ وَ یَنْظُرُ إِلَی مَا خَالَفَهُ فَیَتَبَرَّأُ مِنْهُ وَ إِنْ کَانَ حَبِیباً قَرِیباً
قَالَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ غَابَ الرَّجُلُ فَلَمْ نَرَهُ فَطَلَبَهُ النَّاسُ فَلَمْ یَجِدُوهُ
فَتَبَسَّمَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ
مَا لَکُمْ هَذَا أَخِی الْخَضِرُ علیه السلام .
----------
📕بحار الانوار
لَمَّا جَلَسَ عَلِیٌّ علیه السلام بِالْخِلَافَةِ وَ بَایَعَهُ النَّاسُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَی الْمَسْجِدِ مُتَوَکِّئاً عَلَی عُکَّازَةٍ فَلَمْ یَزَلْ یَتَخَطَّی النَّاسَ حَتَّی دَنَا مِنْهُ فَقَال
یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ دُلَّنِی عَلَی عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ نَجَّانِیَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ
فَقَالَ لَهُ اسْمَعْ یَا هَذَا ثُمَّ افْهَمْ ثُمَّ اسْتَیْقِنْ قَامَتِ الدُّنْیَا بِثَلَاثَةٍ
بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لِعِلْمِهِ وَ بِغَنِیٍّ لَا یَبْخَلُ بِمَالِهِ عَلَی أَهْلِ دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِفَقِیرٍ صَابِرٍ
فَإِذَا کَتَمَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ وَ بَخِلَ الْغَنِیُّ وَ لَمْ یَصْبِرِ الْفَقِیرُ
فَعِنْدَهَا الْوَیْلُ وَ الثُّبُورُ وَ عِنْدَهَا یَعْرِفُ الْعَارِفُونَ لِلَّهِ أَنَّ الدَّارَ قَدْ رَجَعَتْ إِلَی بَدْئِهَا أَیْ إِلَی الْکُفْرِ بَعْدَ الْإِیمَانِ
أَیُّهَا السَّائِلُ فَلَا تَغْتَرَّنَّ بِکَثْرَةِ الْمَسَاجِدِ وَ جَمَاعَةِ أَقْوَامٍ أَجْسَادُهُمْ مُجْتَمِعَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّی.
أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا النَّاسُ ثَلَاثَةٌ زَاهِدٌ وَ رَاغِبٌ وَ صَابِرٌ
فَأَمَّا الزَّاهِدُ فَلَا یَفْرَحُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الدُّنْیَا أَتَاهُ وَ لَا یَحْزَنُ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْهَا فَاتَهُ
وَ أَمَّا الصَّابِرُ فَیَتَمَنَّاهَا بِقَلْبِهِ فَإِنْ أَدْرَکَ مِنْهَا شَیْئاً صَرَفَ عَنْهَا نَفْسَهُ لِمَا یَعْلَمُ مِنْ سُوءِ عَاقِبَتِهَا
وَ أَمَّا الرَّاغِبُ فَلَا یُبَالِی مِنْ حِلٍّ أَصَابَهَا أَمْ مِنْ حَرَامٍ
قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَا عَلَامَةُ الْمُؤْمِنِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ
قَالَ یَنْظُرُ إِلَی مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ حَقٍّ فَیَتَوَلَّاهُ وَ یَنْظُرُ إِلَی مَا خَالَفَهُ فَیَتَبَرَّأُ مِنْهُ وَ إِنْ کَانَ حَبِیباً قَرِیباً
قَالَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ غَابَ الرَّجُلُ فَلَمْ نَرَهُ فَطَلَبَهُ النَّاسُ فَلَمْ یَجِدُوهُ
فَتَبَسَّمَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ
مَا لَکُمْ هَذَا أَخِی الْخَضِرُ علیه السلام .
----------
📕بحار الانوار