اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول آية الله الشيخ هادي آل كاشف الغطاء [طاب ثراه]: « فرقتان قد عمّ داؤهما وانتشر بلاؤهما حتى صارتا محل المناظرة والمذاكرة في المحافل العلمية والنوادي الدينية .
فرقة عَمَتْ منها القلوب لا الأبصار ، فأنكرت الشمس في رابعة النهار زعمت أنها كالنبات مالها زارع ولا لاختلاف صورها صانع من غير أن تلجأ إلى حجمة قاطعة ، أو تركن إلى دلائلة ناصعة ، ادعت الآثار لا تدل على المؤثر ، ونظام هذا العالم لا يحتاج إلى مدبر..
وفرقة غلت في التوحيد بلا تعقل ولا استبصار ، واقتدت بإبليس في الإباء والاستكبار .
والفرقتان وإن كانتا على طرفي نقيض وجانبي إفراط وتفريط إلا أنهما يشتركان في الأعراض وإن اختلفا في الأمراض ، فالمادي لا يسوؤه بل ربما سرّه ما يفعله الوهابي من هتك شعائر الدين ، وطمس أعلام الأولياء والصالحين ، ونسخ جملة من السنن الشرعية والآداب الدينية ، والأحكام الإسلامية التي يراها المادي عثرة في سبيل حرية شهواته الهمجية ، وأمياله الشيطانية ، وربما دعاه ذلك إلى أن يكون من أعوان تلك الفرقة المبتدعة ، والشرذمة الشاذة ، والعصبة الضالة ، كما أن أعداء الإسلام رأوا تلك الأهواء الباطلة من أكبر وسائل الفتك بالإسلام والمسلمين ، وضرب بعضهم ببعض ، واضمحلال قواهم المادية والأدبية ، فزادوا الطين بلة »[١] .
________________________________________
[١] الأجوبة النجفية عن الفتاوى الوهابية ص١٨ ، ط: بوستان كتاب ١٤٢٩هـ .