إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إساءة فهم الشّفاعة!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إساءة فهم الشّفاعة!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته

    لعلّ الذين أساؤوا فهمها [الشّفاعة]، لم يفهموا معناها، فالشّفاعة تسير في خطّ مغفرة الله، لأنَّ الله تعالى قد يغفر للإنسان بشكلٍ مباشر، وقد يغفر له بواسطة الشفعاء الذين أَذِنَ لهم بالشّفاعة. وكما أنّ الله يغفر لمن يشاء، ويعذِّب من يشاء، فالشفعاء أيضاً قد يشفعون لمن يشاء الله لهم، بأنْ يأخذوا ببرنامج الشّفاعة، وقد لا يشفعون لمن قد يتصوَّر أنّه سينال شفاعتهم، وهو لا يعمل بعملهم، ولا يسير بسيرتهم، إذ مَن قال لكَ إنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) يشفع لك، وإنَّ الأئمة (عليهم السلام) يشفعون لك لمجرَّد أنّك تحبّهم؟ بل هناك مبدأ للشّفاعة لا يمكن أن يُتخطَّى. أمّا أن تعتبر أنَّ الشّفاعة مضمونة سلفاً مهما عملت ومهما أسأت، فهذا سوءُ فهم للشّفاعة، كما يسيء البعض فَهْم المغفرة، فالله يقول: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف: 156] ويقول: {يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ}[المائدة: 18].

    وقد يقول قائل: لا بدَّ أن يغفر الله لي، وهو لم يتب ولم يستغفر ربَّه، في حين لا بدَّ من أن ينطلق المؤمن ولديه خوفٌ من جهة، ورجاءٌ من جهة: "خَفِ الله خوفاً لو أتيته بحسنات الثّقلين لعذَّبك، وارج الله رجاءً لو أتيته بذنوب الثّقلين لعفا عنك"، هذه هي المسألة.

    أمّا دور الشَّفاعة في التربية الإسلاميَّة، فهي أنّها تجعل الإنسان يثق بهؤلاء الّذين أعطاهم الله تعالى الشّفاعة، لأنّهم أطاعوه واتّقوه حقَّ تقاته، ولأنّهم جاهدوا في سبيله حتى أتاهم اليقين، ودعوا إلى دينه بالحكمة والموعظة في جنبه.

    ثمّ إنَّ الشّفاعة تعطي الإنسان الرّجاء عندما يعرف أنَّ هناك شفعاء أعطاهم الله الإذن في الشّفاعة، وجعل لهم برنامجاً في ذلك، فإنّه سبحانه يغفر لكَ من أجل شفاعة الشَّافعين لك.

    إنَّ الله جعل الشَّفاعة للمؤمنين ولبعض الأعمال تكريماً لهم، وتقديراً لأعمالهم، بحيث أراد سبحانه أن يعرِّف النّاس قيمتهم عنده ومنزلتهم لديه، وليست الشَّفاعة أمراً صوريّاً كما قد يتصوَّر البعض، بل هي حقيقة واقعة، ولكنَّ الشّفعاء يعرفون البرنامج الذي وضعه الله لهم في الشَّفاعة، وليس معناها أنَّ الله يقول لهم اشفعوا لفلان أو لفلان كما لو كانوا يتلقّون قائمة بأسماء هؤلاء:
    {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}[الأنبياء: 28]، {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}[سبأ: 23].

    فالأئمة (عليهم السلام) عندهم برنامج مقنَّن، والله يشفِّعهم فيما سمح لهم، ولا يشفعون كما يشفع النّاس على طريقة الرّهبة والرّغبة والوساطة والاعتبارات الدنيويّة الأخرى، ولكنَّهم يشفعون من خلال القاعدة التي تلتقي مع حكمة الله ورحمته. كما أنَّ الله يغفر لمن يشاء من خلال رحمته وحكمته.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X