هل الإمام علي (ع) مدح عمر بن الخطّاب؟
السؤال : في نهج البلاغة:« لله بلاء فُلاَن ، فَلَقَدْ قَوَّمَ الاَْوَدَ، وَدَاوَى الْعَمَدَ ، وَأَقَامَ السُّنَّةَ ، وَخَلَّفَ الْفِتْنَةَ ! ذَهَبَ نَقِيَّ الثَّوْبِ، قَلِيلَ الْعَيْبِ ، أَصَابَ خَيْرَهَا، وَسَبَقَ شَرَّهَا ، أَدَّى إِلَى اللهِ طَاعَتَهُ ، وَاتَّقَاهُ بِحَقِّهِ ، رَحَلَ وَتَرَكَهُمْ فِي طُرُق مَتَشَعِّبَة ، لاَ يَهْتَدِي بِهَا الضَّالُّ ، وَلاَ يَسْتَيْقِنُ الْمُهْتَدِي » .
هل المقصود في هذه الفقرة عمر ن الخطّاب ؟
الجواب :
هل المقصود في هذه الفقرة عمر ن الخطّاب ؟
الجواب :
ليس المقصود من « فُلاَن » عمر بن الخطّاب قطعاً ؛ لأنّ الإمام عليّ (عليه السّلام) كان لا يقبل سيرة عمر بن الخطّاب ، ويحتجّ عليه ، ويظهر خطأه في حياته ، ويظهر تذمّره وإنزجاره من حكمه بعد وفاته .
قال في نهج البلاغة (الخطبة الشِقْشَِقية) : « حَتّى مَضَى الاَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلى بِها الَى فُلانٍ ( وفي نسخة « أخي عدي » ، وفي نسخة أخرى : « إلى عمر » ) بَعْدَهُ.
ثمّ تمّثل بقول الأعشى :
شَتّانَ ما يَوْمِى عَلى كُوْرَها * وَ يَوْمُ حَيّانَ أَخِى جابِرٍ
فَيَا عَجَباً بَيْنا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ ، إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا ، فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا ، وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا ، وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا ، وَيَقْلّ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا ، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ ، وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ ، فَمُنِيَ النَّاس لعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ ، وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ ، فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَِة».
قال في نهج البلاغة (الخطبة الشِقْشَِقية) : « حَتّى مَضَى الاَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلى بِها الَى فُلانٍ ( وفي نسخة « أخي عدي » ، وفي نسخة أخرى : « إلى عمر » ) بَعْدَهُ.
ثمّ تمّثل بقول الأعشى :
شَتّانَ ما يَوْمِى عَلى كُوْرَها * وَ يَوْمُ حَيّانَ أَخِى جابِرٍ
فَيَا عَجَباً بَيْنا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ ، إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا ، فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا ، وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا ، وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا ، وَيَقْلّ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا ، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ ، وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ ، فَمُنِيَ النَّاس لعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ ، وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ ، فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَِة».
والمقصود من قوله : « لله بلاء فُلاَن » سلمان الفارسي الذي كان والياً على المدائن ، والأوصاف التي ذكرها الإمام (عليه السّلام) لا تتناسب إلاّ مع سلمان (رضوان الله تعالى عليه).
ولو كان المراد عمر بن الخطّاب ـ على فرض المحال ـ لكان الإمام (عليه السّلام) يصرّح باسمه ، ولا داعي إلى الإشارة إليه بقوله : « لله بلاء فُلاَن » ؛ لأنّ الإعلام كان بنفع الخلفاء مدّة «۲٥» سنّة ، وكان المسلمون في هذه السنين المتطاولة متعوّدين على متابعة آراء ونظريان وبدع عمر بن الخطّاب بل لم يتمكن أمير المؤمنين (عليه السّلام) حتّى في عاصمته « الكوفة » من تغيير ما ابتدعه عمر بن الخطّاب ، فمثلاً : حينما أرسل الإمام الحسن (عليه السّلام) إلى المسجد ليمنع الناس عن صلاة التراويح بالجماعة صاحوا : « واعمراه » ، أو « واسنة عمراه » .
فيظهر أنّ الذي وصفه الإمام عليّ (عليه السّلام) بقوله : « لله بلاء فُلاَن...» كان من أصحابه المخلصين كسلمان الفارسي ، وكان يخشى من التصريح باسمه كي لا يقول الناس : إنّ عليّاً (عليه السّلام) يمدح أصحابه واتباعه وأنصاره.
فيظهر أنّ الذي وصفه الإمام عليّ (عليه السّلام) بقوله : « لله بلاء فُلاَن...» كان من أصحابه المخلصين كسلمان الفارسي ، وكان يخشى من التصريح باسمه كي لا يقول الناس : إنّ عليّاً (عليه السّلام) يمدح أصحابه واتباعه وأنصاره.