على أعتاب الجواد الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام
دوره في تفسير القرآن
ومن أمثلة تفسيره عليه السلام ، ما نقله الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لاَبي جعفر عليه السلام سائلاً عن معنى
لا تُدرِكُهُ الاَبصَارُ وهو يُدرِكُ الاَبصارَ
سورة الاَنعام 6 | 103
فقال عليه السلام يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ؟
اُصول الكافي 1 : 99 | 11
دوره في ترسيخ العقائد الاِسلامية
وروى داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري أنّ رجلاً ناظر الاِمام الجواد عليه السلام في أسماء الله تعالى وصفاته ، فقال كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فسأله رجل فقال : أخبرني عن الربِّ تبارك وتعالى ، له أسماء وصفات في كتابه ؟ وأسماؤه وصفاته هي هو ؟
فقال أبو جعفر عليه السلام
إنّ لهذا الكلام وجهين إن كنت تقول هي هو ، أي أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك وإن كنت تقول : هذه الصفات والاَسماء لم تزل فإنّ ( لم تزل ) محتمل معنيين فإن قلت لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها ، فنعم وإن كنت تقول لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها ، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره ، بل كان الله ولا خلق ، ثم خلقها ـ أي الاَسماء ـ وسيلة بينه وبين خلقه يتضرّعون بها إليه ، ويعبدونه وهي ذكره
وكان الله ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل ، والاَسماء والصفات مخلوقات . والمعاني والمعنيُّ بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف وإنّما يختلف ويأتلف المتجزّئ ، فلا يقال الله مؤتلف ، ولا الله قليل ، ولا كثير ، ولكنه القديم في ذاته؛ لاَنّ ما سوى الواحد متجزّئ ، والله واحد لا متجزئ ، ولا متوهّم بالقلة والكثرة ، وكلّ متجزئ أو متوهَّم بالقلّة والكثرة فهو مخلوق دالٌّ على خالقٍ له فقولك ( إنّ الله قدير ) ، خبّرت أنه لا يعجزه شيء فنفيت بالكلمة العجز ، وجعلت العجز سواه . وكذلك قولك ( عالم ) ، إنّما نفيت بالكلمة الجهل ، وجعلت الجهل سواه
وإذا أفنى الله الاَشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ، ولا يزال من لم يزل عالماً
أصول الكافي 1 : 87 | 3 باب المعبود من كتاب التوحيد
فقال الرجل : فكيف سمّينا ربّنا سميعاً ؟
فقال الاِمام لاَنّه لا يخفى عليه ما يُدرك بالاَسماع ، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس ، وكذلك سميناه بصيراً؛ لاَنّه لا يخفى عليه ما يُدرك بالاَبصار . من لون أو شخص أو غير ذلك ، ولم نصفه ببصر لحظة العين
وكذلك سمّيناه لطيفاً لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك ، وموضع النشوء منها ، والعقل والشهوة للسفاد والحدب على نسلها ، وإقام بعضها على بعض ، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والاَودية والقفار . فعلمنا أنّ خالقها لطيف بلا كيف ، وإنّما الكيفية للمخلوق المكيّف
وكذلك سمّينا ربّنا قوياً لا بقوة البطش المعروف من المخلوق ، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة ، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان ، وما كان ناقصاً كان غير قديم ، وما كان غير قديم كان عاجزاً
فربّنا تبارك وتعالى لا شبه له ولا ضدّ ، ولا ندّ ، ولا كيف ، ولا نهاية ، ولا تبصار بصر . ومحرّم على القلوب أن تُمثّله ، وعلى الاَوهام أن تحدّه ، وعلى الضمائر أن تكوّنه جلّ وعزّ عن أداة خلقه ، وسمات بريّته ، وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً
اُصول الكافي 1 : 118 | 12 . والآية من سورة الزخرف : 43 |
دوره في تفسير القرآن
ومن أمثلة تفسيره عليه السلام ، ما نقله الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لاَبي جعفر عليه السلام سائلاً عن معنى
لا تُدرِكُهُ الاَبصَارُ وهو يُدرِكُ الاَبصارَ
سورة الاَنعام 6 | 103
فقال عليه السلام يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ؟
اُصول الكافي 1 : 99 | 11
دوره في ترسيخ العقائد الاِسلامية
وروى داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري أنّ رجلاً ناظر الاِمام الجواد عليه السلام في أسماء الله تعالى وصفاته ، فقال كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فسأله رجل فقال : أخبرني عن الربِّ تبارك وتعالى ، له أسماء وصفات في كتابه ؟ وأسماؤه وصفاته هي هو ؟
فقال أبو جعفر عليه السلام
إنّ لهذا الكلام وجهين إن كنت تقول هي هو ، أي أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك وإن كنت تقول : هذه الصفات والاَسماء لم تزل فإنّ ( لم تزل ) محتمل معنيين فإن قلت لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها ، فنعم وإن كنت تقول لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها ، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره ، بل كان الله ولا خلق ، ثم خلقها ـ أي الاَسماء ـ وسيلة بينه وبين خلقه يتضرّعون بها إليه ، ويعبدونه وهي ذكره
وكان الله ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل ، والاَسماء والصفات مخلوقات . والمعاني والمعنيُّ بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف وإنّما يختلف ويأتلف المتجزّئ ، فلا يقال الله مؤتلف ، ولا الله قليل ، ولا كثير ، ولكنه القديم في ذاته؛ لاَنّ ما سوى الواحد متجزّئ ، والله واحد لا متجزئ ، ولا متوهّم بالقلة والكثرة ، وكلّ متجزئ أو متوهَّم بالقلّة والكثرة فهو مخلوق دالٌّ على خالقٍ له فقولك ( إنّ الله قدير ) ، خبّرت أنه لا يعجزه شيء فنفيت بالكلمة العجز ، وجعلت العجز سواه . وكذلك قولك ( عالم ) ، إنّما نفيت بالكلمة الجهل ، وجعلت الجهل سواه
وإذا أفنى الله الاَشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ، ولا يزال من لم يزل عالماً
أصول الكافي 1 : 87 | 3 باب المعبود من كتاب التوحيد
فقال الرجل : فكيف سمّينا ربّنا سميعاً ؟
فقال الاِمام لاَنّه لا يخفى عليه ما يُدرك بالاَسماع ، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس ، وكذلك سميناه بصيراً؛ لاَنّه لا يخفى عليه ما يُدرك بالاَبصار . من لون أو شخص أو غير ذلك ، ولم نصفه ببصر لحظة العين
وكذلك سمّيناه لطيفاً لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك ، وموضع النشوء منها ، والعقل والشهوة للسفاد والحدب على نسلها ، وإقام بعضها على بعض ، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والاَودية والقفار . فعلمنا أنّ خالقها لطيف بلا كيف ، وإنّما الكيفية للمخلوق المكيّف
وكذلك سمّينا ربّنا قوياً لا بقوة البطش المعروف من المخلوق ، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة ، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان ، وما كان ناقصاً كان غير قديم ، وما كان غير قديم كان عاجزاً
فربّنا تبارك وتعالى لا شبه له ولا ضدّ ، ولا ندّ ، ولا كيف ، ولا نهاية ، ولا تبصار بصر . ومحرّم على القلوب أن تُمثّله ، وعلى الاَوهام أن تحدّه ، وعلى الضمائر أن تكوّنه جلّ وعزّ عن أداة خلقه ، وسمات بريّته ، وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً
اُصول الكافي 1 : 118 | 12 . والآية من سورة الزخرف : 43 |