عود الأراك بثغرها:
-----------------
السؤال:
ما مدى صحة القصة التالية مع البيتين:
دخل أمير المؤمنين على السيدة الزهراء فرآها تستاك بعود الأراك, فغار من العود, فأنشأ البيتين التاليين:
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَا
لو كنت من أهل القتال قتلتك *** ما فاز مني يا سِواكُ سِواكا
الجواب:
1/ هذه القصة من القصص المشهورة جدًا بين الناس (الشيعة وأهل السنة) في عالم النت, لا سيما وأن بعض الدعاة (من أهل السنة) قام بذكرها في مقاطع على اليوتيوب, ولكن لم أجد – حتى الآن- أحدًا ذكر مصدرًا لها.
2/ نفت بعض المواقع السنية وجود هذه القصة في أي مصدر من مصادرهم.
3/ بحثت كثيرًا عن هذه القصة وهذين البيتين فلم أجد – حتى الآن – لا هذه القصة, ولا هذين البيتين في أي من المصادر, لا الشيعية ولا السنية ولا الشعرية.
الكتب الوحيد الذي عثرت عليه هو ديوان شعر شعبي (النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية), ولم يذكر على هذه الطبعة اسم مؤلف الديوان نفسه, وفيه يقول المؤلف ص 25 ( حتى صار لا يرضى على بنت محمد – صلّى الله عليه وآله- أن يقبّل ثغرها السواك بحيث يراه بعينيه, غير أنه أمرها بأن تستاك في غير حضوره ورؤيته لما يعلم ما في السواك من الفضل, وأنه السنة التي سنّها أخوه وابن عمه محمد نبي الإسلام – صلّى الله عليه وآله- حتى أصبحت سنة نبوية إسلامية, سنة مبعدة لكل بدعة, ولذا تسمع ما ينسب إليه سلام الله عليه من هذين البيتين:
قبّلت يا عود الأراكة ثغرها ** ما خفت يا عود الأراك أراكا
لو كان غيرك يا سواك قتلته ** ما نال منا يا سواك سواكا) انتهى.
وهذا المؤلف – رحمه الله – لم يكتب اسمه هو على الديوان, ولم يذكر المصدر الذي أخذ منه هذه القصة أو البيتين.
4/ يوجد اختلاف شديد في نقل البيتين, ولعل السبب في ذلك أن الناقلين لهما ينقلون من دون مصدر, فكل شخص يأتي بالكلمة الأقرب إلى ذوقه, مما سبب في انكسار البيت الشعري حسب بعض النقولات.
وإليك بعض الاختلافات في النقل:
الشطر الأول من البيت الأول:
قبّلت يا عود الأراكة ثغرها
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها
هنئت يا عود الأراك بثغرها
أ حللت يا عود الأراك بثغرها
أ تغيب يا عود الأراك بثغرها
ظفرت يا عود الأراك بثغرها
ما لي أراك يا أراك بثغرها
الشطر الثاني من البيت الأول:
أما خشيت يا عود الأراك أراك
أوما خشيت يا أراك أراك
أما خشيت يا أراكُ أراك
أما خفت يا عود الأراك أراك
أما كدت يا عود الأراك أراك
الشطر الأول من البيت الثاني:
لو كان غيرك يا سواك قتلته
فلو كنت من أهل القتال قتلتك
لو كنت من أهل القتال قتلتك
لو كُنت أهلاً القتــال قَتلتــك
الشطر الثاني من البيت الثاني:
ما نال منا يا سواك سواكا
وما فاز مني يا سواك سواك
لكن ما لي يا سواك سواك
ما فاز منها يا سِواكُ ســـواك
5/ وإن كان العود ليس أهلاً للقتال, ولكنه أهل للحرق والكسر, فلماذا لم يحرق العود أو يكسره؟!!
6/ إذا كان الزوج يغار من عود الأراك, فالأولى أن يغار من الملابس, فتأمل جيدًا.
7/ تكرر نداء العود في الشطر الأول والشطر الثاني من البيت الأول, وتكرر نداء السواك في الشطر الأول والشطر الثاني من البيت الثاني, وهذا لا يدل على قوة في الشعر.
8/ هناك العديد من الأبيات لشعراء آخرين قريبة السبك والفكرة من السابق, وننقل هنا بعضها:
مغني المحتاج - محمد بن أحمد الشربيني - ج 1 - ص 55
تالله إن جزت بوادي الأراك * وقبلت أغصانه الخضر فاك
فابعث إلى المملوك من بعضها * فإنني والله ما لي سواك
وقال آخر:
طلبت منك سواكا وما طلبت سواكا ** وما أردت أراكا لكن أردت أراكا
بغية الطلب في تاريخ حلب - عمر بن أحمد العقيلي الحلبي ( ابن العديم ) - ج 2 - ص 925
قد تفاءلت بالأراك فلما * أن رأيت الأراك قلت أراكا
وتخوفت أن يكون سواكا * فيكون الذي أراه سواكا
الوافي بالوفيات - الصفدي - ج 1 - ص 139
أراك اتخذت سواكا أراكا * لكيما أراك وأنسي سواكا
سواك فما أشتهي أن أرى * فهب لي رضابا وهب لي سواكا
قلت من ههنا أخذ القائل قوله الخفيف:
ما أردت الأراك إلا لأني * إن ذكرت الأراك قلت أراكا
وهجرت السواك إلا لأني * إن ذكرت السواك قلت سواكا
وفي كشكول آل عرفات – رحمه الله - ص 291:
عن البهاء زهير:
إني أغار إذا الأراك ** دنا إليك وقبّلك
ويروعني واشي النسيم ** إذا ثناك وميّلك
والله العالم بحقائق الأمور
12/ رجب الأصب / 1436 هـ
-----------------
السؤال:
ما مدى صحة القصة التالية مع البيتين:
دخل أمير المؤمنين على السيدة الزهراء فرآها تستاك بعود الأراك, فغار من العود, فأنشأ البيتين التاليين:
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَا
لو كنت من أهل القتال قتلتك *** ما فاز مني يا سِواكُ سِواكا
الجواب:
1/ هذه القصة من القصص المشهورة جدًا بين الناس (الشيعة وأهل السنة) في عالم النت, لا سيما وأن بعض الدعاة (من أهل السنة) قام بذكرها في مقاطع على اليوتيوب, ولكن لم أجد – حتى الآن- أحدًا ذكر مصدرًا لها.
2/ نفت بعض المواقع السنية وجود هذه القصة في أي مصدر من مصادرهم.
3/ بحثت كثيرًا عن هذه القصة وهذين البيتين فلم أجد – حتى الآن – لا هذه القصة, ولا هذين البيتين في أي من المصادر, لا الشيعية ولا السنية ولا الشعرية.
الكتب الوحيد الذي عثرت عليه هو ديوان شعر شعبي (النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية), ولم يذكر على هذه الطبعة اسم مؤلف الديوان نفسه, وفيه يقول المؤلف ص 25 ( حتى صار لا يرضى على بنت محمد – صلّى الله عليه وآله- أن يقبّل ثغرها السواك بحيث يراه بعينيه, غير أنه أمرها بأن تستاك في غير حضوره ورؤيته لما يعلم ما في السواك من الفضل, وأنه السنة التي سنّها أخوه وابن عمه محمد نبي الإسلام – صلّى الله عليه وآله- حتى أصبحت سنة نبوية إسلامية, سنة مبعدة لكل بدعة, ولذا تسمع ما ينسب إليه سلام الله عليه من هذين البيتين:
قبّلت يا عود الأراكة ثغرها ** ما خفت يا عود الأراك أراكا
لو كان غيرك يا سواك قتلته ** ما نال منا يا سواك سواكا) انتهى.
وهذا المؤلف – رحمه الله – لم يكتب اسمه هو على الديوان, ولم يذكر المصدر الذي أخذ منه هذه القصة أو البيتين.
4/ يوجد اختلاف شديد في نقل البيتين, ولعل السبب في ذلك أن الناقلين لهما ينقلون من دون مصدر, فكل شخص يأتي بالكلمة الأقرب إلى ذوقه, مما سبب في انكسار البيت الشعري حسب بعض النقولات.
وإليك بعض الاختلافات في النقل:
الشطر الأول من البيت الأول:
قبّلت يا عود الأراكة ثغرها
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها
هنئت يا عود الأراك بثغرها
أ حللت يا عود الأراك بثغرها
أ تغيب يا عود الأراك بثغرها
ظفرت يا عود الأراك بثغرها
ما لي أراك يا أراك بثغرها
الشطر الثاني من البيت الأول:
أما خشيت يا عود الأراك أراك
أوما خشيت يا أراك أراك
أما خشيت يا أراكُ أراك
أما خفت يا عود الأراك أراك
أما كدت يا عود الأراك أراك
الشطر الأول من البيت الثاني:
لو كان غيرك يا سواك قتلته
فلو كنت من أهل القتال قتلتك
لو كنت من أهل القتال قتلتك
لو كُنت أهلاً القتــال قَتلتــك
الشطر الثاني من البيت الثاني:
ما نال منا يا سواك سواكا
وما فاز مني يا سواك سواك
لكن ما لي يا سواك سواك
ما فاز منها يا سِواكُ ســـواك
5/ وإن كان العود ليس أهلاً للقتال, ولكنه أهل للحرق والكسر, فلماذا لم يحرق العود أو يكسره؟!!
6/ إذا كان الزوج يغار من عود الأراك, فالأولى أن يغار من الملابس, فتأمل جيدًا.
7/ تكرر نداء العود في الشطر الأول والشطر الثاني من البيت الأول, وتكرر نداء السواك في الشطر الأول والشطر الثاني من البيت الثاني, وهذا لا يدل على قوة في الشعر.
8/ هناك العديد من الأبيات لشعراء آخرين قريبة السبك والفكرة من السابق, وننقل هنا بعضها:
مغني المحتاج - محمد بن أحمد الشربيني - ج 1 - ص 55
تالله إن جزت بوادي الأراك * وقبلت أغصانه الخضر فاك
فابعث إلى المملوك من بعضها * فإنني والله ما لي سواك
وقال آخر:
طلبت منك سواكا وما طلبت سواكا ** وما أردت أراكا لكن أردت أراكا
بغية الطلب في تاريخ حلب - عمر بن أحمد العقيلي الحلبي ( ابن العديم ) - ج 2 - ص 925
قد تفاءلت بالأراك فلما * أن رأيت الأراك قلت أراكا
وتخوفت أن يكون سواكا * فيكون الذي أراه سواكا
الوافي بالوفيات - الصفدي - ج 1 - ص 139
أراك اتخذت سواكا أراكا * لكيما أراك وأنسي سواكا
سواك فما أشتهي أن أرى * فهب لي رضابا وهب لي سواكا
قلت من ههنا أخذ القائل قوله الخفيف:
ما أردت الأراك إلا لأني * إن ذكرت الأراك قلت أراكا
وهجرت السواك إلا لأني * إن ذكرت السواك قلت سواكا
وفي كشكول آل عرفات – رحمه الله - ص 291:
عن البهاء زهير:
إني أغار إذا الأراك ** دنا إليك وقبّلك
ويروعني واشي النسيم ** إذا ثناك وميّلك
والله العالم بحقائق الأمور
12/ رجب الأصب / 1436 هـ
تعليق