الامام الحسين (ع) يسجل كل شيء بذله أصحاب مواكب الخدمة حتى عود الكبريت .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
الكثير من المحبين والموالين لاهل البيت (ع) تراهم في شهري محرم وصفر يقيمون المواكب ويبذلون ارقى واطيب الطعام والشراب بمختلف الوانه واصنافه واشكاله على حب سيد الشهداء الامام الحسين (ع) فينفقون مئات الملايين على ذلك ايمانا منهم بقلة ما ينفقونه مقابل ما قدمه الامام الحسين (ع) من تضحيات في سبيل الله ورجاء وامنية منهم بان يحصلوا على الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ومن صاحب العزاء ابي عبد الله شهيد كربلاء (ع) على ما بذلوه .
وقد يظن البعض ان البذل بالمواكب الحسينية لابد ان يكون بذلا كبيرا ومقتصرا ومحصورا على الأغنياء فقط ولكن هذه القصة التي نقلتها لكم هي قصة واقعية حدثت لاحد خدمة المواكب الحسينية تدل على قبول الامام الحسين (ع) أي شيء من الباذلين حتى وان كان قليلا و يسيرا جدا في نظر الناس .
والقصة كالتالي : ( كان أحد المثرين الميسوري الحال في مدينة أصفهان في إيران ، يقيم المآتم للحسين عليه السّلام في العشرة الأولى من محرّم الحرام ، وفي إحدى السّنين أراد السّفر إلى العتبات المقدّسة في العراق ليكون بجوار مرقد الحسين عليه السّلام في العشرة الأولى من محرّم الحرام .
فجمع أهله وأقاربه وأوصاهم بإقامة المآتم في غيابه وأعطاهم ما يكفي من المال ، وقبل أن يسافر أقاموا له حفلة توديع حضرها الأقارب والأصدقاء وأهل المحلّة والجيران وودّعوه في مركز القوافل الذّاهبة إلى العراق .
فذهب الشّخص إلى العتبات المقدّسة وقضى العشرة الأوائل من محرّم الحرام بجوار مرقد سيّد الشّهداء عليه السّلام ، ولمّا كان عصر يوم عاشوراء ، وبعد انتهاء مراسم العزاء الحسيني جاء إلى المنزل للاستراحة فأخذ غفوة فرأى في عالم الرّؤيا زقاق منزله وقد صُفّت إلى جانب منزله القدور الكبيرة المعدّة للطّبخ ، ولكن الموجودين كانوا متحيّرين في إشعال الحطب لعدم وجود عود كبريت ، فمرّ شخص من هناك فأخرج من جيبه علبة كبريت وأشعل الحطب الّذي تحت القدر الأوّل ، وهنا تراءى له الحسين عليه السّلام وولده عليّ الأكبر عليه السّلام وهما يدوّنان المصاريف الّتي تُصرف في أيّام عاشوراء ، فوصلوا إلى باب داره ، فقال الإمام الحسين عليه السّلام لولده : سجّل يا بنيّ عود كبريت هذا الرّجل ، فقال عليّ الأكبر عليه السّلام : يا أبتاه إنّه عود كبريت ! فقال الإمام الحسين عليه السّلام : إن لم يكن كبريت هذا الرّجل فكيف كان هؤلاء النّاس سيشعلون الحطب تحت القدور؟
ففزع الرّجل من منامه وتعجّب لهذه الرّؤيا وبقيت في ذاكرته . وبعد رجوعه إلى أصفهان ، أقاموا له احتفالاً بقدومه وجاء النّاس يباركون له زيارته للأعتاب المقدّسة ، لكنّه ظلّ يبحث عن صاحب علبة الكبريت ويتفقّده من بين النّاس ، فتعجّب الحاضرون منه ، فقصّ عليهم الرّؤيا الصّادقة ، وتعجّب الحاضرون من دقّة الأمور الغيبيّة الّتي يعلم بها الأئمّة المعصومون عليهم السّلام وأنّه لا تخفى عليهم خافية ولا يضيع في سبيلهم المعروف ، وأنّه يسجّل عندهم حتّى الأرش في الخدش ، فكيف بعود كبريت ؟! وحضر الرّجل صاحب عود الكبريت وسمع بالقصّة وصار يبكي عند سماعه قبول الإمام الحسين عليه السّلام لعود الكبريت ) - 1 -
******************************
الهوامش :
1 - من فيوضات الحسين عليه السلام على المؤمنين ، تأليف فارس فقيه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
الكثير من المحبين والموالين لاهل البيت (ع) تراهم في شهري محرم وصفر يقيمون المواكب ويبذلون ارقى واطيب الطعام والشراب بمختلف الوانه واصنافه واشكاله على حب سيد الشهداء الامام الحسين (ع) فينفقون مئات الملايين على ذلك ايمانا منهم بقلة ما ينفقونه مقابل ما قدمه الامام الحسين (ع) من تضحيات في سبيل الله ورجاء وامنية منهم بان يحصلوا على الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ومن صاحب العزاء ابي عبد الله شهيد كربلاء (ع) على ما بذلوه .
وقد يظن البعض ان البذل بالمواكب الحسينية لابد ان يكون بذلا كبيرا ومقتصرا ومحصورا على الأغنياء فقط ولكن هذه القصة التي نقلتها لكم هي قصة واقعية حدثت لاحد خدمة المواكب الحسينية تدل على قبول الامام الحسين (ع) أي شيء من الباذلين حتى وان كان قليلا و يسيرا جدا في نظر الناس .
والقصة كالتالي : ( كان أحد المثرين الميسوري الحال في مدينة أصفهان في إيران ، يقيم المآتم للحسين عليه السّلام في العشرة الأولى من محرّم الحرام ، وفي إحدى السّنين أراد السّفر إلى العتبات المقدّسة في العراق ليكون بجوار مرقد الحسين عليه السّلام في العشرة الأولى من محرّم الحرام .
فجمع أهله وأقاربه وأوصاهم بإقامة المآتم في غيابه وأعطاهم ما يكفي من المال ، وقبل أن يسافر أقاموا له حفلة توديع حضرها الأقارب والأصدقاء وأهل المحلّة والجيران وودّعوه في مركز القوافل الذّاهبة إلى العراق .
فذهب الشّخص إلى العتبات المقدّسة وقضى العشرة الأوائل من محرّم الحرام بجوار مرقد سيّد الشّهداء عليه السّلام ، ولمّا كان عصر يوم عاشوراء ، وبعد انتهاء مراسم العزاء الحسيني جاء إلى المنزل للاستراحة فأخذ غفوة فرأى في عالم الرّؤيا زقاق منزله وقد صُفّت إلى جانب منزله القدور الكبيرة المعدّة للطّبخ ، ولكن الموجودين كانوا متحيّرين في إشعال الحطب لعدم وجود عود كبريت ، فمرّ شخص من هناك فأخرج من جيبه علبة كبريت وأشعل الحطب الّذي تحت القدر الأوّل ، وهنا تراءى له الحسين عليه السّلام وولده عليّ الأكبر عليه السّلام وهما يدوّنان المصاريف الّتي تُصرف في أيّام عاشوراء ، فوصلوا إلى باب داره ، فقال الإمام الحسين عليه السّلام لولده : سجّل يا بنيّ عود كبريت هذا الرّجل ، فقال عليّ الأكبر عليه السّلام : يا أبتاه إنّه عود كبريت ! فقال الإمام الحسين عليه السّلام : إن لم يكن كبريت هذا الرّجل فكيف كان هؤلاء النّاس سيشعلون الحطب تحت القدور؟
ففزع الرّجل من منامه وتعجّب لهذه الرّؤيا وبقيت في ذاكرته . وبعد رجوعه إلى أصفهان ، أقاموا له احتفالاً بقدومه وجاء النّاس يباركون له زيارته للأعتاب المقدّسة ، لكنّه ظلّ يبحث عن صاحب علبة الكبريت ويتفقّده من بين النّاس ، فتعجّب الحاضرون منه ، فقصّ عليهم الرّؤيا الصّادقة ، وتعجّب الحاضرون من دقّة الأمور الغيبيّة الّتي يعلم بها الأئمّة المعصومون عليهم السّلام وأنّه لا تخفى عليهم خافية ولا يضيع في سبيلهم المعروف ، وأنّه يسجّل عندهم حتّى الأرش في الخدش ، فكيف بعود كبريت ؟! وحضر الرّجل صاحب عود الكبريت وسمع بالقصّة وصار يبكي عند سماعه قبول الإمام الحسين عليه السّلام لعود الكبريت ) - 1 -
******************************
الهوامش :
1 - من فيوضات الحسين عليه السلام على المؤمنين ، تأليف فارس فقيه .
تعليق