اللهم صل على محمد وآل محمد
كان هناك شيخ صالح اشتهر بالرقية الشرعية ولطالما كتب الله تعالى الشفاء لمبتلين على يديه، ولم يكن يهتم للمردود المادي بقدر إهتمامه بالأجر من الله تعالى وهذا ما أضفى عليه الإخلاص.
وذات مساء جاءه رجل يبدو عليه أمارات الثراء والسلطة، ولما دخل عليه سأله عن حاجته فقال له إن يده اليسرى قد أصيبت بشبه شلل من الكتف الى الأصابع فقرأ عليه الشيخ لحوالي ساعة وبعد الإنتهاء من الرقية سأله كيف تشعر فقال له اشعر بارتياح نفسي ولكني لا أشعر باي تحسن في يدي، فقال له الشيخ : خذ هذا ماء مقري وهذا زيت مقري وشرح له طريقة الإستخدام وقال له : اراك بعد ثلاثة أيام ان شاء الله، وأخرج الرجل الثري مبلغاً كبيراً للشيخ فنظر اليه الشيخ بإبتسامة امتنان ولم ياخذه، ومضى الرجل.
بعد ثلاثة أيام عاد الرجل ولكن لا نتيجة تُذكر، فأدرك الشيخ الذي يرى بنور الله تعالى أن وراء السطور ماهو أعظم من مجرد مس أو عين و أن مايعانيه الرجل بلاء وليس ابتلاء وشتان مابينهما.
فساله : أحكي لي عن ملابسات مرضك ؟
فقال له الرجل : قبل ثلاث سنوات بدأت يدي تؤلمني وتقسو الى ان وصلت لهذا الحد فبادرت بالسفر الى المانيا للعلاج وهناك أجريت لي فحوصات صارمة بعدها اعطوني دواء وخضعت للعلاج الطبيعي لشهرين ولكن بدون جدوى، وذهبت لدولة اخرى، والنتيجة لانتيجة.
فقال لي بعض المقربين مادام الطب لم ينفعك، فالأمر لايخلو من مرض روحاني أو سحر فعليك بالمقرئين، وقد ترددت على مقرئين كُثر ولكن بدون جدوى، وفي الأخير قالوا لي ان الشيخ فلان لايشق له غبار في الرقية فأتيتك.
فسأله الشيخ : ماذا فعلت ؟
فقال الرجل : ماذا تقصد بماذا فعلت !!؟
فقال له الشيخ : ما انت فيه يا أخي بلاء من رب العالمين.
والبلاء لاينزل الابذنب ولايُرفع الا بتوبة*،
وانا أستطيع ان أجعلك تاتي يومياً للرقية لدي وفي كل مرة اخذ منك مبلغاً كبيراً بدون إستفادة ولكني يعلم الله أني أريد لك الخير فحدثني بأي ذنب أصابك هذا ؟
فذهل الرجل من الشيخ وفراسته وقال له : بداية القصة أن لي فيلا كبيرة وجميلة جداً ترقى الى مستوى قصر إلا أن أرض جاري قد شوهتها لأنها تقتص جزء منها وقد عرضت عليه بيع الأرض لكنه رفض وقبل ثلاث سنوات عدت وأغريته بمبلغ أكبر ولكنه رفض فما كان مني إلا أن انتزعتها بأسلوبي الخاص.
فقال له الشيخ : ماذا تقصد بإسلوبك الخاص.
فقال له الرجل : بطرق ملتوية فبالمال أشتريت ذمم أناس حولوا الحق الى باطل والباطل الى حق وتغيير مستندات وحتى طمس معلومات موثقة في جهات رسمية أو تغييرها، وأصبحت الأرض لي وبدون مقابل، وحتى لو لجاء صاحب الحق للقضاء فسيكون من الصعب عليه اثبات حقة.
فقال له الشيخ : قلت قبل ثلاث سنوات وهي نفس الفترة التي بداء فيها مرضك، يا أخي ان الظلم ظلمات يوم القيامة وأنت الآن تتخبط في ظلمات ظلمك للبحث عن الشفاء، ولن تجده الا في نور التوبة والمغفرة.
اسمع .... الليلة ان شاء الله تعالى تذهب لصاحب الأرض الى بيته ومعك قيمة الأرض بسعر اليوم وليس قبل ثلاث سنوات، وتضيف عليها قيمة إيجار ثلاث سنوات وأيضا مبلغ تَرضية للرجل من اهدار كرامته وقهره بأخذ حقة وإظهار ضعفة، اذهب اليه واطلب منه السماح وقبل رآسه ويديه وإن إستطعت أن تُقبل رجليه فافعل واعطيه المبلغ واستغفر الله تعالى على جرمك، وستجد الله غفوراً رحيماً.
فذهب الرجل ومعه المال في حقيبة، وبمجرد أن فتح صاحب الأرض الباب وراي الثري انفعل وصرخ في وجهه ماذا تريد مني الم تأخذ أرضي ماذا تريد بعد، وفؤجى بالرجل الثري يُقبل راسة وينكب على يديه يقبلهما باكياً قائلاً : سامحني ياأخي بمجرد ان اخذت أرضك بلاني المنتقم جبار السماوات والأرض ببلاء عجز طب الارض وكل ثروتي ان يشفيني منه، وأعطاه المبلغ وقال له ان شئت أعدت اليك أرضك والمال كله لك، ووسط ذهول صاحب الأرض طلب الثري من صاحب الأرض ان يسامحه فقال له قد سامحتك، فقال له بل من قلبك فقال له قد سامحتك فنزل باكياً عند رجليه اراد تقبيلها فرفعه صاحب الأرض قائلاً : استغفر الله فقال له الثري : بل من قلبك عندها بكى صاحب الأرض وقال له : والله اني سامحتك من قلبي عندها يقسم الثري انه شعر بضربة على كتفة الأيسر صرخ على إثرها فاذا بالدماء تتدفق في ذراعه ويدية وشفاه الله في لحظة.
*الشاهد من القصة فليسأل كلاً منا نفسه كم من بلاء حل عليه بسبب ظلم ما *
*إرجاع الحقوق لأهلها دليل صدق التوبة.*
تعليق