بسم الله الرحمن الرحيم
من المواقف العمرية التي كان يرى فيها تناقض أفعال النبي صلى الله عليه وآله مع القرآن:
موقفه من النبي صلى الله عليه وآله عندما عزم أن يصلي على جثمان ابن أبي بن أبي سلول.
يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب: " لما توفي ابن أبي جاء ابنه فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه، وقال له: إذا فرغت منه فآذنا. فلما فرغ منه آذنه به، فجاء [ صلى الله عليه وآله ] ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال له: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال لك: (إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) ؟!
فاعتراض عمر على النبي صلى الله عليه وآله في هذه الواقعة صريح لا يقبل التأويل، وادعاء الاجتهاد في هذه المسألة يثير السخرية ممن يدعيه، وممن ينسب هذا التصرف العمري إلى غيرته الدينية..
غير سوي
صحيح البخاري: (لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له. فأعطاه قميصه...
فجاء [ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ] ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين،
فقال في كتابه: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) [ التوبة / 80 ]
قال ابن عمر: فنزلت الآية (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) [ التوبة / 84 ] قال: فترك الصلاة عليهم) .
والحقيقة التي غابت عن عمر في هذه المسألة أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم على رسوله كما يفهم من الآية (استغفر لهم) الصلاة على المنافقين، وإنما خيره في ذلك بالرغم أن النتيجة في الحالتين هي عدم غفران الله لهم.
وقد اختار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي على ذلك المنافق لمصلحة وفائدة بالغة توخاها في استئلاف قلوب أبناء قبيلته الخزرج، حيث أسلم منهم بعد صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك ألف رجل وبعد تحقق هذه الفائدة، نزل قوله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً). [ التوبة / 84 ].
ومما يكن من الأمر، فلا بد وأن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعلم الناس بحلال الله وحرامه وأفهمهم لكتابه، ولا يحتمل أن يكون هناك أحد أعلم أو أفهم منه بذلك، وإلا لما كان النبي الذي أرسله الله للناس ليعلمهم الكتاب والحكمة، ولكان الأولى على الله أن يرسل الآخر بدلاً منه (والعياذ بالله). حتى أن عمر نفسه اعترف (بتجرئه) على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:(فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله).
وهذا نص رواية صحيح البخاري رقم
5460 - حدثنا صدقة أخبرنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن عبد الله قال
: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له . فأعطاه قميصه وقال ( إذا فرغت منه فآذنا ) . فلما فرغ آذنه به فجاء ليصلي عليه فجذبه عمر فقال أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } . فنزلت { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } . فترك الصلاة عليهم صحيح البخاري ج 5 ص 2184 باب لبس القميص
وهذه تفاصيل المصدر من المكتبة الشاملة
[ صحيح البخاري ]
الكتاب : الجامع الصحيح المختصر
المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي
الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987
تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق
عدد الأجزاء : 6
مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا .
من المواقف العمرية التي كان يرى فيها تناقض أفعال النبي صلى الله عليه وآله مع القرآن:
موقفه من النبي صلى الله عليه وآله عندما عزم أن يصلي على جثمان ابن أبي بن أبي سلول.
يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب: " لما توفي ابن أبي جاء ابنه فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه، وقال له: إذا فرغت منه فآذنا. فلما فرغ منه آذنه به، فجاء [ صلى الله عليه وآله ] ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال له: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال لك: (إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) ؟!
فاعتراض عمر على النبي صلى الله عليه وآله في هذه الواقعة صريح لا يقبل التأويل، وادعاء الاجتهاد في هذه المسألة يثير السخرية ممن يدعيه، وممن ينسب هذا التصرف العمري إلى غيرته الدينية..
غير سوي
صحيح البخاري: (لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له. فأعطاه قميصه...
فجاء [ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ] ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين،
فقال في كتابه: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) [ التوبة / 80 ]
قال ابن عمر: فنزلت الآية (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) [ التوبة / 84 ] قال: فترك الصلاة عليهم) .
والحقيقة التي غابت عن عمر في هذه المسألة أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم على رسوله كما يفهم من الآية (استغفر لهم) الصلاة على المنافقين، وإنما خيره في ذلك بالرغم أن النتيجة في الحالتين هي عدم غفران الله لهم.
وقد اختار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي على ذلك المنافق لمصلحة وفائدة بالغة توخاها في استئلاف قلوب أبناء قبيلته الخزرج، حيث أسلم منهم بعد صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك ألف رجل وبعد تحقق هذه الفائدة، نزل قوله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً). [ التوبة / 84 ].
ومما يكن من الأمر، فلا بد وأن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعلم الناس بحلال الله وحرامه وأفهمهم لكتابه، ولا يحتمل أن يكون هناك أحد أعلم أو أفهم منه بذلك، وإلا لما كان النبي الذي أرسله الله للناس ليعلمهم الكتاب والحكمة، ولكان الأولى على الله أن يرسل الآخر بدلاً منه (والعياذ بالله). حتى أن عمر نفسه اعترف (بتجرئه) على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:(فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله).
وهذا نص رواية صحيح البخاري رقم
5460 - حدثنا صدقة أخبرنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن عبد الله قال
: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له . فأعطاه قميصه وقال ( إذا فرغت منه فآذنا ) . فلما فرغ آذنه به فجاء ليصلي عليه فجذبه عمر فقال أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } . فنزلت { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } . فترك الصلاة عليهم صحيح البخاري ج 5 ص 2184 باب لبس القميص
وهذه تفاصيل المصدر من المكتبة الشاملة
[ صحيح البخاري ]
الكتاب : الجامع الصحيح المختصر
المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي
الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987
تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق
عدد الأجزاء : 6
مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا .