مَن هُو البُهلُول؟
بُهلول هو وهب بن عمرو، والبُهلول اسم يجمع خصاله الحسنة التي كان يتصف بها، فقد كان جميلاً، وتقياً،
وورعاً، له موقعه العلمي والاجتماعي في عصر هارون العباسي، عاصر البُهلول الإمامين الصادق والكاظم
عليهما السلام، ولكونه من علماء ذلك الوقت ومن المحبين لأهل البيت عليهم السلام؛ أراد هارون العباسي إجباره
على توقيع ورقة أصدر فيها أمره بقتل الإمام الكاظم عليه السلام،
فذهب بُهلول إلى الإمام الكاظم عليه السلام وطلب منه أن يخلّصه من هذه الورطة،
فأمره الإمام عليه السلام أن يتظاهر بالجنون؛ ليكون في أمان من سطوة هارون
وكان بهذه الذريعة يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان النكاية والمزاح.
فلنسايره في طريقه، ولنستمع لحلو كلامه، ولنضع بين أيديكم بعضاً من قصصه:
وَهبتُكَ ما رأيتَ في المَنام
أراد رجل أن يمكر ببُهلول - وكان يعرفه ويعرف صفاء نيّته وطهارة قلبه - ولعلّ ذلك هو الذي دعا هذا الرجل
إلى تنفيذ ما يدور في رأسه من أفكار.
وذات يوم رأى هذا الرجل بُهلولاً فسلّم عليه فردّ بُهلول السلام.
وقال الرجل: رأيتُ البارحة في المنام رؤيا عجيبة.
قال بُهلول: خيراً إن شاء الله، وماذا رأيت؟.
قال الرجل: رأيتُ كأنك وهبتني مائة دينار من الذهب.
علم بُهلول بما يدور في نفس الرجل، فضحك قليلاً وقال: نعم، الأمر على ما وصفت، لكني لا أريد أن استردّ ما
وهبتك إياه في المنام.
خجل الرجل وانصرف، لكنه علم أنّ لبهلول عقلاً أكبر من عقله وأكثر إدراكاً.
سارة جعفر الكلابي
تم نشره في المجلة العدد(69)
بُهلول هو وهب بن عمرو، والبُهلول اسم يجمع خصاله الحسنة التي كان يتصف بها، فقد كان جميلاً، وتقياً،
وورعاً، له موقعه العلمي والاجتماعي في عصر هارون العباسي، عاصر البُهلول الإمامين الصادق والكاظم
عليهما السلام، ولكونه من علماء ذلك الوقت ومن المحبين لأهل البيت عليهم السلام؛ أراد هارون العباسي إجباره
على توقيع ورقة أصدر فيها أمره بقتل الإمام الكاظم عليه السلام،
فذهب بُهلول إلى الإمام الكاظم عليه السلام وطلب منه أن يخلّصه من هذه الورطة،
فأمره الإمام عليه السلام أن يتظاهر بالجنون؛ ليكون في أمان من سطوة هارون
وكان بهذه الذريعة يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان النكاية والمزاح.
فلنسايره في طريقه، ولنستمع لحلو كلامه، ولنضع بين أيديكم بعضاً من قصصه:
وَهبتُكَ ما رأيتَ في المَنام
أراد رجل أن يمكر ببُهلول - وكان يعرفه ويعرف صفاء نيّته وطهارة قلبه - ولعلّ ذلك هو الذي دعا هذا الرجل
إلى تنفيذ ما يدور في رأسه من أفكار.
وذات يوم رأى هذا الرجل بُهلولاً فسلّم عليه فردّ بُهلول السلام.
وقال الرجل: رأيتُ البارحة في المنام رؤيا عجيبة.
قال بُهلول: خيراً إن شاء الله، وماذا رأيت؟.
قال الرجل: رأيتُ كأنك وهبتني مائة دينار من الذهب.
علم بُهلول بما يدور في نفس الرجل، فضحك قليلاً وقال: نعم، الأمر على ما وصفت، لكني لا أريد أن استردّ ما
وهبتك إياه في المنام.
خجل الرجل وانصرف، لكنه علم أنّ لبهلول عقلاً أكبر من عقله وأكثر إدراكاً.
سارة جعفر الكلابي
تم نشره في المجلة العدد(69)
تعليق