بسم الله الرحمن الرحيم
معمقة في حديث لحديث علي وشيعته الفائزون يوم القيامة من قبل مركز موقع الأسئلة العقائدية
قالوا :
ورد لفظ الشيعة في عدة روايات، وقد فصلنا ذلك في إجابتنا على الموقع:
(الأسئلة العقائدية/ الشيعة/ شيعة علي (عليه السلام) هم خير البرية).
وإذا جاء في الدليل أحاديث ضعفت بعض أسانيدها فلأنها تصلح أن تكون شاهداً على غيرها من الروايات الأخرى أو يمكن من خلال عدة روايات تجميع القرائن على صحة صدور هذه اللفظة في السنة المعصومة.
ثم إن الحديث المذكور ليس مرسلاً بل ورد فيه أسانيد، ففي (شواهد التنزيل ج2 ص459) ذكر هذا السند:
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة وإملاءا أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن إبراهيم بن مهاجر مولى آل شخبرة قال: حدثني يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي، قال: سمعت علياً يقول: (حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي أما تسمع قول الله عز وجل: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) (البينة:7) هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غراءً محجلين).
وفي (الدر المنثور ج6ص379 )ذكر من أخرج الحديث فقال: وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقبل عليّ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) فكان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أقبل عليّ قالوا جاء خير البرية.
وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا عليٌ خير البرية.
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعليّ: (هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين).
وأخرج ابن مردويه عن علي قال: (قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم):ألم تسمع قول الله
(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين).
والمحصل أن من روى هذا الحديث مجموعة من الصحابة فيخرج بذلك من الإرسال، فقد روى الحديث جابر بن عبد الله وعلي (عليه السلام) وابن عباس وأبو سعيد وأبو برزة، هذا بالإضافة إلى الرواية التي ذكرتها عن أبي الجارود عن محمد بن علي التي هي رواية غير مرسلة لأن محمد بن علي يروي عن آبائه المعصومين عن رسول الله(ص)، ولو سلمنا بإرسالها فإن في باقي الأسانيد ما يكفي لإثبات صحة الحديث.
ونحن نذكر بالإضافة لما ذكرنا بعض تلك الأسانيد:
1- في (كفاية الطالب ص 118 ط الغري): قال:أخبرنا إبراهيم بن بركات القرشي أخبرنا الحافظ علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا الحافظ أبو العباس حدثنا محمد بن أحمد القطواني حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري حدثنا إبراهيم بن جعفر ابن عبد الله بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله....
2- ابن عساكر في تاريخه: وأخبرني المقرئ أبو إسحاق بن يوسف بن بركة الكتبي عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني عن أبي الفتح عبدوس عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري أخبرنا الحافظ أحمد بن مردويه أخبرنا أحمد بن محمد بن السري حدثنا المنذر بن محمد بمن المنذر حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن مهاجر حدثني يزيد بن شراحيل قال سمعت علياً يقول:....
3- في (شواهد التنزيل ج2ص364 ط بيروت): أخبرنا أبو عمر البسطامي أخبرنا أبو أحمد بن عيد الجرجاني أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله الاهوازي،أخبرنا معمر بن سهل أخبرنا أبو سمرة أحمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة أخبرنا شريك عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال:...
أولاً: الروايات التي تذكر الشيعة متعددة في متونها وفي اسانيدها فتعدد الطرق يشهد في الجملة الى صدورها وثبوتها عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) ويقوي الحديث ويرتقي به الى الحجية والصحة بحسب القواعد العلمية الحديثية.
ثانياً: ان مثل هذه الروايات التي تذكر ان الشيعة هم خير البرية وهم الفرقة الناجية وهم اول من يدخل الجنة من المسلمين وهم اوراق شجرة النبوة الطيبة وهم في الجنة وهم ويقدمون مع علي (عليه السلام) راضين مرضيين ورواة مرويين مبيضة وجوههم يردون الحوض فمثل هذه النصوص لا يمكن ان يتجرأ ويجازف احد علماء السنة وينص على تصحيحها والا انهدم مذهبه واثبت الحق لشيعة علي (عليه السلام) واثبت قدم واصالة هذا المصطلح الشريف الذي يعيبونه ليل نهار ويضللون اصحابه ان لم يكفروهم ولذلك لا تتوقع اخي الحبيب ان ينصوا على صحة شيء من هذه الروايات ولكننا سنكتفي بنقلها عمن رواها واخرجها وابدى رأيه فيها من علمائهم المعتبرين دون المتعصبين او النواصب مثل ابن تيمية وابن الجوزي وامثالهم واشباههم.
ثالثاً: رويت هذه الاحاديث التي تنص على مدح شيعة علي (عليه السلام) في المصادر المعتبرة من امهات كتب اهل السنة كثيرا ونكتفي بذكر بعضها:
أ- قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/173: وعن أبي هريرة: أن علي بن أبي طالب قال: يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟! قال (صلى الله عليه وآله) : فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وان عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء وأني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين أنت معي وشيعتك في الجنة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إِخوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ )) (الحجر:47) لا ينظر أحد في قفا صاحبه. ثم قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلمي بن عقبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
ب- وقال الهيثمي في مجمع زوائده ايضا9/131: وبسنده (يقصد الطبراني): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت وشيعتك تردون على الحوض رواة مرويين مبيضة وجوهكم وان عدوك يردون على الحوض ظمأ مقمحين. (ولم يعلق عليه الهيثمي بشيء).
ج- وقال الهيثمي في مجمع زوائده 9/131: وعن عبد الله ابن أبي نجى أن عليا أتى يوم النضير بذهب وفضة فقال: ابيضي واصفري وغري غيري غري أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فأذن في الناس فدخلوا عليه قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال يا علي انك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضاب مقمحين ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح. وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
اما المتقي الهندي فقال عن هذا الاسناد: الطبراني في الاوسط وقال: لم يروه عن ابي الطفيل الا جابر تفرد به عبد الكريم ابو يعفور واضاف عليه: وجابر الجعفي شيعي غالي وثقه شعبة والثوري.
وقال ابو داود: ليس بالقوي وقال النسائي: متروك، وعبد الكريم ابو يعفور قال فيه ابو حاتم: من عين الشيعة وذكره ابن حبان في الثقات. انتهى كلام المتقي الهندي المنصف وكما ترى قد ضعفوا واعلوا الرواية بجابر الذي هو من علماء الاسلام الكبار ولكنه لكون من حواريي ائمة اهل البيت (عليهم السلام) حاولوا الطعن فيه بحجة او باخرى وكل ما طعن فيه به انما هو قضايا عقائدية لا علاقة لها بالعدالة والتقوى وضبط الحديث والصدق فليضعفوا الكثير من رواة الصحيحين من الثقات ممن لديهم عقائد تخالف وتنافي عقائدهم ان كان ميزانهم قسطاسا.
د- وروى الحاكم في مستدركه على الصحيحين 3/160 عن ميناء بن ابي ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها واصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة.
ثم قال الحاكم: هذا متن شاذ وإن كان كذلك فان إسحاق الدبرى صدوق وعبد الرزاق وأبوه وجده ثقات وميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمع منه والله أعلم. أهـ. وهذا تصحيح مبطن من الحاكم لقوة الرواية ودلالتها لم يتمكن من قول كلام يصحح فيه الرواية اكثر مما قال ولذلك ومع كل هذا التحفظ من الحاكم فانظر الى تعنيف الذهبي له وانكاره عليه تساهله في كلامه حول هذا الحديث.
هـ - ورى الهيثمي في مجمع زوائده 9/131 ما نقله عن الطبراني فقال: بسنده ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا. ( ولم يعلق عليه الهيثمي ).
اقول: ثم وجدته في 9/174 وقال بعده: رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الاسلمي وهو ضعيف.
واخرجه المتقي الهندي في كنز عماله عن ابن عساكر عن علي وقال: (وفيه اسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف قال ابن عدي: حدث باحاديث لا يتابع عليها، واخرجه الطبراني عن محمد بن عبيد الله بن ابي رافع عن ابيه عن جده ) أهـ.
وكما ترى اخي العزيز تلميح المتقي الهندي بكون هذا الحديث قوياً ومعتبراً حيث ذكر له اسنادين وضعف رجلا في احدهما وسكت عن الاخر فلاحظ. وقال الفتني في تذكرة الموضوعات ص99: وفي الوجيز (أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها وأصل الشجرة في جنة عدن ) اورده عن ميناء وقال موضوع اتهموا به ميناء وعن علي وفيه عباد بن يعقوب رافضي وعن ابن عباس وفيه موسى بن نعيمان لا يعرف. قلت (المصنف): حديث ميناء اخرجه الحاكم وقال: متن شاذ ورجاله ثقات وميناء صحابي وتعقبه الذهبي وقال: موضوع وميناء تابعي ساقط. أهـ.
اقول: اما طريق علي (عليه السلام) فعابوه بعباد بن يعقوب مع كونه شيخا للبخاري وروى في صحيحه عنه مقرونا مع انه قد صحح بعض احاديثه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي، على بعضها وسكت عن بعض وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري ص410: رافضي مشهور الا انه كان صدوقا وثقة ابو حاتم، وقال الحاكم: كان ابن خزيمة اذا حدث عنه يقول: حدثنا الثقة في روايته المتهم في راي عباد بن يعقوب.
و- وقد ذكر الطبري في تفسيره 30/335 وهو شيخ المفسرين عند اهل السنة وجها واحدا منقولا عن السلف في تفسير الاية الكريمة من قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) (البينة:7)... الى ان قال: يقول (تعالى): من فعل ذلك من الناس فهم خير البرية. وقد: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عيسى بن فرقد، عن أبي الجارود، عن محمد بن علي أولئك هم خير البرية فقال النبي (ص): أنت يا علي وشيعتك. أهـ.
ز- ذكر السيوطي في تفسيره الدر المنثور 6/379 والشوكاني في تفسيره فتح القدير 5/476 قالا: أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي، فأقبل علي، فقال النبي صلى الله عليه وآله: "والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ". ونزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )). فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا: "جاء خير البرية" وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا: "عليا خير البرية". وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: "أنت وشيعتك ترد علي يوم القيامة راضين مرضيين". وأخرج ابن مردويه عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ألم تسمع قول الله (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ ))؟ أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جيئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين. أهـ
فتبين من كل ما سبق ان هذه الاحاديث اتي تذكر علي (عليه السلام) وشيعته (اعزهم الله) وانهم خير البرية مروية بطرق كثيرة ومستفيضة في كتب ومصادر ومراجع اهل السنة المعتبرة ورواها واخرجها محدثوهم وحفاظهم وذكرها مفسروهم المعتبرون كابن جرير الطبري والسيوطي والشوكاني والالوسي وغيرهم من المفسرين.
كما ذكرها ورواها واخرجها ابن مردويه وابن عساكر والحاكم والطبراني والهيثمي والمتقي الهندي وغيرهم من المحدثين مع روايتها باسانيد متعددة ومخارج كثيرة وفي مناسبات عدة والفاظ متقاربة ومع عدم ورود تفسير ذلك في احد الصحابة غير علي (عليه السلام) واهل بيته وشيعته فهذا كله يشهد ويدل ان لهذا الحديث وهذه التسمية وهذا الاطلاق اصل صدر عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن الله عزوجل ولا يمكن بعد كل ذلك انكاره او غض الطرف عنه ما يدل على احقية اتباع اهل البيت (عليهم السلام) وعلو كعبهم في جميع الادلة والبراهين وعلى كافة الاصعدة والمسائل والحمد لله رب العالمين الذي له الحجة البالغة التي اقامها على الخلق اجمعين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
معمقة في حديث لحديث علي وشيعته الفائزون يوم القيامة من قبل مركز موقع الأسئلة العقائدية
قالوا :
ورد لفظ الشيعة في عدة روايات، وقد فصلنا ذلك في إجابتنا على الموقع:
(الأسئلة العقائدية/ الشيعة/ شيعة علي (عليه السلام) هم خير البرية).
وإذا جاء في الدليل أحاديث ضعفت بعض أسانيدها فلأنها تصلح أن تكون شاهداً على غيرها من الروايات الأخرى أو يمكن من خلال عدة روايات تجميع القرائن على صحة صدور هذه اللفظة في السنة المعصومة.
ثم إن الحديث المذكور ليس مرسلاً بل ورد فيه أسانيد، ففي (شواهد التنزيل ج2 ص459) ذكر هذا السند:
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة وإملاءا أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن إبراهيم بن مهاجر مولى آل شخبرة قال: حدثني يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي، قال: سمعت علياً يقول: (حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي أما تسمع قول الله عز وجل: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) (البينة:7) هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غراءً محجلين).
وفي (الدر المنثور ج6ص379 )ذكر من أخرج الحديث فقال: وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقبل عليّ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) فكان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أقبل عليّ قالوا جاء خير البرية.
وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا عليٌ خير البرية.
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعليّ: (هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين).
وأخرج ابن مردويه عن علي قال: (قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم):ألم تسمع قول الله
(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين).
والمحصل أن من روى هذا الحديث مجموعة من الصحابة فيخرج بذلك من الإرسال، فقد روى الحديث جابر بن عبد الله وعلي (عليه السلام) وابن عباس وأبو سعيد وأبو برزة، هذا بالإضافة إلى الرواية التي ذكرتها عن أبي الجارود عن محمد بن علي التي هي رواية غير مرسلة لأن محمد بن علي يروي عن آبائه المعصومين عن رسول الله(ص)، ولو سلمنا بإرسالها فإن في باقي الأسانيد ما يكفي لإثبات صحة الحديث.
ونحن نذكر بالإضافة لما ذكرنا بعض تلك الأسانيد:
1- في (كفاية الطالب ص 118 ط الغري): قال:أخبرنا إبراهيم بن بركات القرشي أخبرنا الحافظ علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا الحافظ أبو العباس حدثنا محمد بن أحمد القطواني حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري حدثنا إبراهيم بن جعفر ابن عبد الله بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله....
2- ابن عساكر في تاريخه: وأخبرني المقرئ أبو إسحاق بن يوسف بن بركة الكتبي عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني عن أبي الفتح عبدوس عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري أخبرنا الحافظ أحمد بن مردويه أخبرنا أحمد بن محمد بن السري حدثنا المنذر بن محمد بمن المنذر حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن مهاجر حدثني يزيد بن شراحيل قال سمعت علياً يقول:....
3- في (شواهد التنزيل ج2ص364 ط بيروت): أخبرنا أبو عمر البسطامي أخبرنا أبو أحمد بن عيد الجرجاني أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله الاهوازي،أخبرنا معمر بن سهل أخبرنا أبو سمرة أحمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة أخبرنا شريك عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال:...
أولاً: الروايات التي تذكر الشيعة متعددة في متونها وفي اسانيدها فتعدد الطرق يشهد في الجملة الى صدورها وثبوتها عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) ويقوي الحديث ويرتقي به الى الحجية والصحة بحسب القواعد العلمية الحديثية.
ثانياً: ان مثل هذه الروايات التي تذكر ان الشيعة هم خير البرية وهم الفرقة الناجية وهم اول من يدخل الجنة من المسلمين وهم اوراق شجرة النبوة الطيبة وهم في الجنة وهم ويقدمون مع علي (عليه السلام) راضين مرضيين ورواة مرويين مبيضة وجوههم يردون الحوض فمثل هذه النصوص لا يمكن ان يتجرأ ويجازف احد علماء السنة وينص على تصحيحها والا انهدم مذهبه واثبت الحق لشيعة علي (عليه السلام) واثبت قدم واصالة هذا المصطلح الشريف الذي يعيبونه ليل نهار ويضللون اصحابه ان لم يكفروهم ولذلك لا تتوقع اخي الحبيب ان ينصوا على صحة شيء من هذه الروايات ولكننا سنكتفي بنقلها عمن رواها واخرجها وابدى رأيه فيها من علمائهم المعتبرين دون المتعصبين او النواصب مثل ابن تيمية وابن الجوزي وامثالهم واشباههم.
ثالثاً: رويت هذه الاحاديث التي تنص على مدح شيعة علي (عليه السلام) في المصادر المعتبرة من امهات كتب اهل السنة كثيرا ونكتفي بذكر بعضها:
أ- قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/173: وعن أبي هريرة: أن علي بن أبي طالب قال: يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟! قال (صلى الله عليه وآله) : فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وان عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء وأني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين أنت معي وشيعتك في الجنة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إِخوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ )) (الحجر:47) لا ينظر أحد في قفا صاحبه. ثم قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلمي بن عقبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
ب- وقال الهيثمي في مجمع زوائده ايضا9/131: وبسنده (يقصد الطبراني): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت وشيعتك تردون على الحوض رواة مرويين مبيضة وجوهكم وان عدوك يردون على الحوض ظمأ مقمحين. (ولم يعلق عليه الهيثمي بشيء).
ج- وقال الهيثمي في مجمع زوائده 9/131: وعن عبد الله ابن أبي نجى أن عليا أتى يوم النضير بذهب وفضة فقال: ابيضي واصفري وغري غيري غري أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فأذن في الناس فدخلوا عليه قال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال يا علي انك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضاب مقمحين ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح. وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
اما المتقي الهندي فقال عن هذا الاسناد: الطبراني في الاوسط وقال: لم يروه عن ابي الطفيل الا جابر تفرد به عبد الكريم ابو يعفور واضاف عليه: وجابر الجعفي شيعي غالي وثقه شعبة والثوري.
وقال ابو داود: ليس بالقوي وقال النسائي: متروك، وعبد الكريم ابو يعفور قال فيه ابو حاتم: من عين الشيعة وذكره ابن حبان في الثقات. انتهى كلام المتقي الهندي المنصف وكما ترى قد ضعفوا واعلوا الرواية بجابر الذي هو من علماء الاسلام الكبار ولكنه لكون من حواريي ائمة اهل البيت (عليهم السلام) حاولوا الطعن فيه بحجة او باخرى وكل ما طعن فيه به انما هو قضايا عقائدية لا علاقة لها بالعدالة والتقوى وضبط الحديث والصدق فليضعفوا الكثير من رواة الصحيحين من الثقات ممن لديهم عقائد تخالف وتنافي عقائدهم ان كان ميزانهم قسطاسا.
د- وروى الحاكم في مستدركه على الصحيحين 3/160 عن ميناء بن ابي ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها واصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة.
ثم قال الحاكم: هذا متن شاذ وإن كان كذلك فان إسحاق الدبرى صدوق وعبد الرزاق وأبوه وجده ثقات وميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمع منه والله أعلم. أهـ. وهذا تصحيح مبطن من الحاكم لقوة الرواية ودلالتها لم يتمكن من قول كلام يصحح فيه الرواية اكثر مما قال ولذلك ومع كل هذا التحفظ من الحاكم فانظر الى تعنيف الذهبي له وانكاره عليه تساهله في كلامه حول هذا الحديث.
هـ - ورى الهيثمي في مجمع زوائده 9/131 ما نقله عن الطبراني فقال: بسنده ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا. ( ولم يعلق عليه الهيثمي ).
اقول: ثم وجدته في 9/174 وقال بعده: رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الاسلمي وهو ضعيف.
واخرجه المتقي الهندي في كنز عماله عن ابن عساكر عن علي وقال: (وفيه اسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف قال ابن عدي: حدث باحاديث لا يتابع عليها، واخرجه الطبراني عن محمد بن عبيد الله بن ابي رافع عن ابيه عن جده ) أهـ.
وكما ترى اخي العزيز تلميح المتقي الهندي بكون هذا الحديث قوياً ومعتبراً حيث ذكر له اسنادين وضعف رجلا في احدهما وسكت عن الاخر فلاحظ. وقال الفتني في تذكرة الموضوعات ص99: وفي الوجيز (أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها وأصل الشجرة في جنة عدن ) اورده عن ميناء وقال موضوع اتهموا به ميناء وعن علي وفيه عباد بن يعقوب رافضي وعن ابن عباس وفيه موسى بن نعيمان لا يعرف. قلت (المصنف): حديث ميناء اخرجه الحاكم وقال: متن شاذ ورجاله ثقات وميناء صحابي وتعقبه الذهبي وقال: موضوع وميناء تابعي ساقط. أهـ.
اقول: اما طريق علي (عليه السلام) فعابوه بعباد بن يعقوب مع كونه شيخا للبخاري وروى في صحيحه عنه مقرونا مع انه قد صحح بعض احاديثه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي، على بعضها وسكت عن بعض وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري ص410: رافضي مشهور الا انه كان صدوقا وثقة ابو حاتم، وقال الحاكم: كان ابن خزيمة اذا حدث عنه يقول: حدثنا الثقة في روايته المتهم في راي عباد بن يعقوب.
و- وقد ذكر الطبري في تفسيره 30/335 وهو شيخ المفسرين عند اهل السنة وجها واحدا منقولا عن السلف في تفسير الاية الكريمة من قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) (البينة:7)... الى ان قال: يقول (تعالى): من فعل ذلك من الناس فهم خير البرية. وقد: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عيسى بن فرقد، عن أبي الجارود، عن محمد بن علي أولئك هم خير البرية فقال النبي (ص): أنت يا علي وشيعتك. أهـ.
ز- ذكر السيوطي في تفسيره الدر المنثور 6/379 والشوكاني في تفسيره فتح القدير 5/476 قالا: أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي، فأقبل علي، فقال النبي صلى الله عليه وآله: "والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ". ونزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )). فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا: "جاء خير البرية" وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا: "عليا خير البرية". وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: "أنت وشيعتك ترد علي يوم القيامة راضين مرضيين". وأخرج ابن مردويه عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ألم تسمع قول الله (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ ))؟ أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جيئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين. أهـ
فتبين من كل ما سبق ان هذه الاحاديث اتي تذكر علي (عليه السلام) وشيعته (اعزهم الله) وانهم خير البرية مروية بطرق كثيرة ومستفيضة في كتب ومصادر ومراجع اهل السنة المعتبرة ورواها واخرجها محدثوهم وحفاظهم وذكرها مفسروهم المعتبرون كابن جرير الطبري والسيوطي والشوكاني والالوسي وغيرهم من المفسرين.
كما ذكرها ورواها واخرجها ابن مردويه وابن عساكر والحاكم والطبراني والهيثمي والمتقي الهندي وغيرهم من المحدثين مع روايتها باسانيد متعددة ومخارج كثيرة وفي مناسبات عدة والفاظ متقاربة ومع عدم ورود تفسير ذلك في احد الصحابة غير علي (عليه السلام) واهل بيته وشيعته فهذا كله يشهد ويدل ان لهذا الحديث وهذه التسمية وهذا الاطلاق اصل صدر عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن الله عزوجل ولا يمكن بعد كل ذلك انكاره او غض الطرف عنه ما يدل على احقية اتباع اهل البيت (عليهم السلام) وعلو كعبهم في جميع الادلة والبراهين وعلى كافة الاصعدة والمسائل والحمد لله رب العالمين الذي له الحجة البالغة التي اقامها على الخلق اجمعين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.