إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هَوِيَّةُ التَّشَيُعِ فِي مَنهَجِ الإِمَامِ الحَسَنِ العَسْكَرِيّ(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هَوِيَّةُ التَّشَيُعِ فِي مَنهَجِ الإِمَامِ الحَسَنِ العَسْكَرِيّ(ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته



    لإِمامُ الحَسَنُ العَسكريّ(ع)، هو الإِمامُ الحَادي عَشر، في سِلسِلَةِ الإِمامَةِ المعَصومَة. كما أَنَّهُ(ع)، حَمَلَ فِي صُلبِهِ المُباركِ، مُخَلِّصَ البَشريَّةِ مِن الظُلمِ والعُدوانِ، الإِمامُ الثَّاني عَشر الحُجَّةَ بن الحَسَنِ(ع). لقدّ تَربصَتْ بالإِمامِ(ع) السُلطَةُ الظالمةُ، كما فعلَتِ بآبائهِ الأَطهارِ(ع). لِتُجهِضَ مَشروعَهُ التَّغييريّ، الّذي يُعتبرُ أَحَدَ حلقاتِ المَشروعِ الكُلِّيّ، للأَئِمَّةِ المَعصومين. في زمنٍ تكاثَرتْ فيهِ الأَهواءُ، وكثُرَت فيه المفَاسِدُ والظُلامَات، بسببِ فَسادِ الجهازِ الحُكومِيّ آنذاك.

    كما كانَت أَنشِطةُ السُلطَةِ الحاكِمةِ، جَادَّةً في التَّصدِي لأَيِّ عمَلٍ إِصلاحِيّ، كي لا تتعرَضُ، سَلامَةُ عرشِ السُلطةِ الحاكمَةِ للخَطَر. فكانَت أَجهزَةُ الحُكمِ الظالِمِ، تُثيرُ حَولَ الإِمامِ(ع)، الكثيرَ مِن الشُكوكِ والشُبهاتِ. وكانَت تَنظرُ إِلى أنشطتِهِ بعيّنِ القَلقِ، بسببِ جماهيريَّتِهِ الواسِعةِ، المنتشرةِ بيّن آفاقِ المعمورةِ. لأَحقيَّتهِ وشَرفِهِ ومكانَتهِ العلميَّةِ والروحيَّةِ بيّن مُحبيه. فكانَت السلطةُ تَحرُصُ، عَلى عَزلِ الإِمامِ(ع)، إِجتماعيّاً وسِياسِيّاً، ومنعِ اتّصالهِ بالجماهير، واتّصالِهم بِه، مِن خلالِ فَرضِ الإِقامَةِ الجَبريَّةِ، عليهِ فِي مدينةِ سَامَرّاء.

    لكنْ بقَتْ الأُمَّةُ المؤمنَةُ متمسكةً بخطِّ أَهلِ البَيّتِ(ع)، وتتّصلُ بالإِمامِ عبرَ وصاياهُ، التي يَنقلُها إِليها خواصُهُ، كلّما دعَت الضرورةُ لذلك. إِنَّ المشروعَ الرئيسَ والأَساسَ، للأَئِمَّةِ(ع)، هو اشاعةُ الفضيلَةِ، وتطبيقُ مبادئ الإِسلامِ السَمحاءِ، وإِفشاءِ السَلامِ والعَدلِ، والحَقِّ بيّن النَّاسِ، ليعيشَ المجتمعُ الحياةَ الإِنسانيَّةِ، الّتي أَرادها اللهُ تَعالى أَنْ تَكون.

    ولغرضِ النُّهوضِ بالأُمَّةِ، ارتَأَتْ حكمةُ الإِمامِ الحَسنِ العَسكري(ع)، أَنْ يُعيدَ تَذكيرَ الأُمَّةِ، الّتي تُشايعُ خَطَّ أَهلِ البَيّتِ(ع)، بهويَّةِ التَّشَيُع. تلك الهويَّةُ الَتي كلَّفَتْ شِيْعَةَ آلِ محمدٍ(ص)، الكثيرَ من المآسي والنَّكباتِ والدَّماءِ، والحرمانِ والتَّعسفِ والظُلمِ، مِن قِبَلِ كُلِّ السُلطويّينَ الّذينَ يَستَشعِرونَ الخَطرَ، مِن أَتباعِ أَهلِ البَيّْتِ(ع)، خوفاً على نُفوذِهم وسُلطانِهم.

    وكان تأكيدُ الإِمامُ الحسنُ العَسكريّ(ع)، على أَصحابهِ والسائرينَ على خطِّهِ العِصمَويّ، بالتمسُّكِ بخطِّ الإِمَامَةِ، كانَ بمثابَةِ التأكيدِ، على وجودِ الكِيانِ الشِّيعيّ، واستمرارِهِ حيّاً، في بيئةِ ذلكَ المجتمع. فهناك قطّاعاتٌ من المجتمعِ، أَثَّرَت على أَفكارِها، انحرافَاتُ السِياسَةِ السُلطويَّةِ. فعملت السلطةُ بكلِّ آليّاتِها، الترغيبيّةِ والتَرهيبيَّةِ، والدِّعائيَّةِ والإِعلاميَّةِ والإِغرائيَّةِ وغيرِها، مِن الأَدواتِ المُضَلِّلَةِ الّتي تَتَفَنَنُ بامتلاكِها الأَنظمةُ الطّاغوتيَّة، لغرضِ تَدميرِ قِيَمِ وأَخلاقِ المُجتمع. فكانَتْ خُطَّةُ الإَمامِ الحَسنِ العَسكريّ(ع)، مبنيَّةً على أساسينِ هما:

    الأساسُ الأولُ: ترسيخُ المفاهيمُ الإِسلاميَّةِ العقائديَّةِ الصَّحيحةِ، في ذهنيَّةِ الإِنسانِ المُسلمِ، مِن خلالِ تبيانِ طريقِ الحَقِّ، وتبيانِ طريقِ البَاطِل. فقالَ(ع)، مُوضحاً آفاقَ ذلك كما يلي:

    1. (والناسُ على طبقاتٍ مختلفين شتّى، فالمستبصرُ على سبيلِ نجاةٍ متمسّكٍ بالحقِّ، فيتعلّقُ بفرعٍ أَصيلٍ غيرِ شَاكٍّ، ولا مُرتابٍ لا يجدُ عنهُ ملجأً. وطبقةٌ لم تأخذُ الحقَّ من أَهلهِ، فهُم كراكبِ البحرِ يموجُ عندَ مَوجِهِ، ويَسكُنُ عندَ سُكونِه).

    2. (وطبقةٌ استحوذَ عليهم الشَيطانُ، شأْنَهم الردّ على أَهلِ الحقِّ، ودفعِ الحقِّ بالباطلِ، حَسداً مِن عندِ أَنفسِهم، فَدَعْ مَن ذَهبَ يميناً وشمالاً، كالراعي، إِذا أرادَ أنْ يجمعَ غنمَهُ، جمعَها بأَدوَنِ السَّعي)(موسوعة الامام الحسن العسكري ص281 ج3)(انتهى).

    الأَساسُ الثّاني: وضعَ الإِمامُ(ع)، مواصفاتٍ محدَّدةً، كما جاءَت فِي القُرآنِ الكريمِ. فبيَّنَ الإِمامُ(ع)، كيّفَ يجبُ أَنْ يكونَ، سُلوكُ الإِنسَانِ الشِّيعِيّ المُنتَمِي لمدرَسةِ أَهلِ البَيّتِ(ع)، فِي المجتمع. فَقالَ(ع) فِي ذلك حديثاً، أَجدُ مِن ضَروراتِ التَّبسيطِ، ذِكرَهُ بالنُقاطِ التَّاليَة:

    1. هُم الذينَ آمنوا باللّهِ، ووصفوهُ بصفاتِه، ونزّهوهُ عَن خِلافِ صفاتِهِ (لم يجسموه ويجسدوه/الكاتب). وصدَّقوا محمّداً في أَقواله، (لم يردّوا عليه قولاً أَبداً/الكاتب). وصوّبوهُ في كلِّ أَفعالِه (جعلوهُ معصوماً قولاً وفِعلاً/الكاتب).

    2. ورأوا عَليّاً (ع) بعدَهُ سَيِّداً إِمامَاً، وقَرْمَاً هُمَامَاً، (والقَرْمُ من الرجال : السيّد المُعظم.... وفي حديث علي (ع): أَنا أَبو حَسنٍ القَرْم).(لسان العرب لابن منظور/ج-12 ص/ 473). لا يَعدلُه مِن أُمَّةِ مُحمّدٍ أَحَدٌّ، ولا كلُّهم، إِذا اجتمعوا في كَفَّةٍ، يوزَنونَ بوَزنِهِ، بَلّْ يَرجِحُ عليهم، كما تَرجِحُ السماءُ والأَرضُ، على الذَرَّة (الذَرَّة: الجُسيّم الصغير جداً).

    3. وشِيْعَةُ عَليّ (ع)، هُم الّذين لا يبالونَ في سبيلِ اللّهِ، أَ وَقَعَ المَوتُ عليهِم، أو وَقعوا على المَوت. (لأَنَّهم مشاريعُ استشهادٍ، مِن أَجلِ عقيدَتِهم/ الكاتب).

    4. وشِيْعَةُ عَليّ (ع)، هُم الّذين يُؤثرون إِخوانَهم، على أَنفُسهِم، ولوكانَ بهم خَصاصَةٌ. (فهم أَهلُ التّراحُم والتضحيَّة والإيثار/الكاتب).

    5. وهُمْ الّذين لا يَراهُم اللّهُ، حيثُ نهاهُم. ولا يَفقدُهُمْ مِن حيثُ أَمرَهُم. (ملتزمين بأوامرِ الخالقِ تعالى/الكاتب).

    6. وشِيْعَةُ عَليّ (ع)، هُمْ الّذين يَقتَدونَ بعَليٍّ (ع)، في إِكرامِ إِخوانِهم المؤمنين.

    7. كما يخاطبُ الإِمامُ الحسنُ العسكريّ(ع)، الآخرَ عمّا تقدَّمَ مِن نُقاطٍ، فيقولُ(ع): (ما عَنْ قَولي أَقولُ لكَ هذا، بلّْ أَقولُهُ عَن قَوّلِ مُحمّدٍ(ص). فذلِك قولُهُ تَعَالى: (وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ). قَضُوا الفَرائضَ كلِّها، بَعدَ التَّوحِيدِ، واعتِقادِ النُبوَّةِ والإِمَامَةِ. وأَعظمُها فَرضاً، قَضاءُ حُقوقِ الإِخوَانِ فِي اللّهِ)(موسوعة الامام الحسن العسكري ج3 ص327).

    لَمْ يكُنْ نشاطُ الإِمامِ الحسنِ العسكريّ(ع)، مُريحاً للسُلطةِ الغاشِمةِ، وهو يُمارسُ نشَاطَ تغذيَةِ أَفكارِ النَّاسِ، بالقيمِ والمبادئ الإِسلاميَّةِ، النَّقيَةِ الصَّحيحَةِ المُطابِقَةِ، تمامَاً للقرآنِ الكَريمِ، والسُنَّةِ النَّبويَّةِ الصَّحيحَة. فقَرَّرت السلطاتُ الحاكمَةُ، فِي الثامِنِ مِن شَهرِ رَبيعٍ الأَوَّلِ، مِن عامِ ستّينَ ومائتينِ، مِن الهِجرةِ المُباركةِ، إِنهاءَ حياةِ الإِمامِ الحَسَنِ العَسكريّ(ع)، لتَسْلَمَ عُروشُهم مِن كلَّ تَهديدٍ مُحتمل.

    وعندَما نستَذكِرُ هذهِ المناسبَةَ الأَليمةَ، يُحَتِّمُ الأَمرُ على جَميعِ مُحبّي أَهلِ البَيّتِ(ع)، الاقتداءَ بهديهِم، والعملَ على تطبيقِ رسالَتهم، وهي رسالةُ الاسلامِ المجيدِ، مِن أَجلِ تحقيقِ العَدالَةِ الإِجتماعيَّة، وتحقيقِ الأَمنِ والرَّفاهِ للجَميع.



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    بارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا مولاتي

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X