شبهة ان الأنبياء (ع) لا يورثون المال بنص قول الامام الصادق (ع) والرد عليها .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
يحتج علينا البعض عن سبب الاعتراض على الحديث الذي رواه أبو بكر ابن ابي قحافة ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) في حين ان هناك حديث مروي في الكافي عن الامام الصادق يؤيد ويعضد الحديث الذي ذكره أبو بكر ابن ابي قحافة .
روى الكليني بسنده إلى أبي البختري عن الامام الصادق (ع) انه قال : ( إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذلك أن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظاً وافراً ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) - 1 -
الحديث وإن كان ضعيفاً بسبب وجود أبي البختري في سنده ، و اسمه وهب بن وهب ، قال العلامة : إنه كان قاضياً كذاباً عامياً ، ونقل الكشي عن الفضل بن شاذان : أنه اكذب البرية ، وقال الشيخ : إنه ضعيف عامي المذهب - 2 - ولكن لو سلمنا جدلا بصحة السند نرد و نجيب على هذه الشبهة بالأجوبة التالية :
ج 1 : قال السيد الخوئي : ( فالرواية ناظرة الى أن شأن الأنبياء ليس أن يجمعوا درهماً ولا ديناراً أو ليس همهم وحرصهم الى ذلك وجمع الأموال ، بل حرصهم أن يتركوا الاحاديث (العلم) وصرحوا (عليهم السلام) بذلك وان المتروك أي شيء في بعض الروايات , وقال لكن ورثوا الاحاديث ومن أخذ منها فانما أخذ بحظ وافر , وليست هي ناظرة الى أن الانبياء لم يتركوا شيئاً أصلاً من الدار والثياب , بل لا ينافي بترك درهم ودرهمين اذ ليس ذلك من قبيل الحرص بجمع المال والاّ فالأئمة (عليهم السلام) كانوا يتملكون الدار والثياب ويورثو نها للوارث ) - 3 -
ج 2 : أنّ كلمة (الإرث) في هذه الروايات قد استعملت في معناها العرفي واللغوي لا معناها الاصطلاحي والفقهي .
فان الحمل على المعنى الفقهي من الإرث يتعارض مع ظهور الآيات كما ذكرته الزهراء (ع) في خطبتها المعروفة ردّاً على غاصبي فدك .
ج 3 : التأريخ والنقل يثبت توريث الأنبياء (ع) لاولادهم وهذا يؤكد على ان المعنى المقصود في تلك الروايات هو المعنى اللغوي لا الفقهي .
************************
الهوامش :
1 - الكافي ، للشيخ الكليني ، ج 1 ، ص 22.
2 - شرح أصول الكافي ، مولي محمد صالح المازندراني ، ج 2 ، ص 25 .
3 - مصباح الفقاهة ، للسيد الخوئي ، ج 3 ، ص 288 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
يحتج علينا البعض عن سبب الاعتراض على الحديث الذي رواه أبو بكر ابن ابي قحافة ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) في حين ان هناك حديث مروي في الكافي عن الامام الصادق يؤيد ويعضد الحديث الذي ذكره أبو بكر ابن ابي قحافة .
روى الكليني بسنده إلى أبي البختري عن الامام الصادق (ع) انه قال : ( إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذلك أن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظاً وافراً ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) - 1 -
الحديث وإن كان ضعيفاً بسبب وجود أبي البختري في سنده ، و اسمه وهب بن وهب ، قال العلامة : إنه كان قاضياً كذاباً عامياً ، ونقل الكشي عن الفضل بن شاذان : أنه اكذب البرية ، وقال الشيخ : إنه ضعيف عامي المذهب - 2 - ولكن لو سلمنا جدلا بصحة السند نرد و نجيب على هذه الشبهة بالأجوبة التالية :
ج 1 : قال السيد الخوئي : ( فالرواية ناظرة الى أن شأن الأنبياء ليس أن يجمعوا درهماً ولا ديناراً أو ليس همهم وحرصهم الى ذلك وجمع الأموال ، بل حرصهم أن يتركوا الاحاديث (العلم) وصرحوا (عليهم السلام) بذلك وان المتروك أي شيء في بعض الروايات , وقال لكن ورثوا الاحاديث ومن أخذ منها فانما أخذ بحظ وافر , وليست هي ناظرة الى أن الانبياء لم يتركوا شيئاً أصلاً من الدار والثياب , بل لا ينافي بترك درهم ودرهمين اذ ليس ذلك من قبيل الحرص بجمع المال والاّ فالأئمة (عليهم السلام) كانوا يتملكون الدار والثياب ويورثو نها للوارث ) - 3 -
ج 2 : أنّ كلمة (الإرث) في هذه الروايات قد استعملت في معناها العرفي واللغوي لا معناها الاصطلاحي والفقهي .
فان الحمل على المعنى الفقهي من الإرث يتعارض مع ظهور الآيات كما ذكرته الزهراء (ع) في خطبتها المعروفة ردّاً على غاصبي فدك .
ج 3 : التأريخ والنقل يثبت توريث الأنبياء (ع) لاولادهم وهذا يؤكد على ان المعنى المقصود في تلك الروايات هو المعنى اللغوي لا الفقهي .
************************
الهوامش :
1 - الكافي ، للشيخ الكليني ، ج 1 ، ص 22.
2 - شرح أصول الكافي ، مولي محمد صالح المازندراني ، ج 2 ، ص 25 .
3 - مصباح الفقاهة ، للسيد الخوئي ، ج 3 ، ص 288 .
تعليق