السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
🌹🧕🌹🧕🌹🧕🌹🧕🌹
ايتها النساء تحظين بشرف الأمومة.. وانتنّ بهذا الشرف مقدّمات على الرجال.. انكنّ تتعهدن مسؤولية تربية الاطفال في احضانكنّ. وان أول مدرسة يتعلم فيها الطفل هي حضن الأم، فالام الصالحة تربي طفلاً صالحاً.
وإذا ما كانت الأم منحرفة -لا سمح الله- سوف ينشأ الطفل منحرفاً في احضانها، لأن العلاقة التي تربط الاطفال بالام دونها أية علاقة أخرى. ومادام الطفل في أحضان امه، فإن كل ما يفكر به ويتطلع اليه يتلخص فيها، وينظراليه من خلالها. ان كلام الأم وخُلقها وافعالها تترك تأثيرها في الاطفال.
لا شك ان حضن الأم، الذي هو المدرسة الأولى للطفل، إذا ما كان مهذباً طاهراً، فإن الطفل ينشأ ويترعرع في سنينه الأولى على تلك الأخلاق الحميدة، وعلى هذا التهذيب والعمل الصالح. فإذا ما رأى الطفل الاخلاق الحسنة والأفعال الصالحة والكلام المهذب فسوف ينشأ على تلك الأخلاق والأفعال بوحي من تقليده لأمّه التي هي اسمى مَن يُقلد. (1)
ليس من السهل عدّ حقوق الام الكثيرة، ولا يمكن اداؤها حقها. ان ليلة واحدة من سهر الام لطفلها، تعادل سنين من عمر أب ملتزم. ام الرأفة والرحمة التي تحملها نظرات الام النورانية، ما هي إلاّ تجلٍ لرأفة ورحمة ربّ العالمين.. لقد مزج الله تبارك وتعالى قلوب الأمهات وأرواحهن بنور رحمة ربوبيته، بما يعجز عن وصفها احد، ولن يدركها غيرهنّ. وان هذه الرحمة الأزلية هي التي أكسبت الأُمّهات كل هذه القدرة على تحمل العذاب والمعاناة منذ لحظة استقرار النطفة في الأرحام، وطوال فترة الحمل، ولحظة الولادة، ومرحلة الطفولة إلى آخر العمر.. والمشقة والعذاب اللذين يعجز عن تحملهما الآباء ولو ليلة واحدة.
وحقاً ما ورد في الحديث الشريف من ان "الجنة تحت أقدام الأمهات"(2)
وقد ورد بهذا التعبير اللطيف للدلالة على سمو عظمتها ودعوة الابناء للبحث عن السعادة والجنة تحت تراب اقدامهن المباركة، والمحافظة على حرمتهن بعد حرمة الحق المتعال، والبحث عن رضا الله تبارك وتعالى في رضا الامهات وسعادتهن. ان طفلاً صالحاً يتربى في احضانكن من الممكن ان يسعد شعباً كاملاً.
اما لو كانت تربيته سيئة فقد يفسد مجتمعاً لا سمح الله. لا تتصوروا انه طفل؛ فقد ينزل هذا الطفل الى المجتمع ويحتل موقعاً على رأس المجتمع ثم يسوقه إلى الفساد.(3)
ينبغي لكنّ في امومتكن تهذيب الاطفال.. كذلك في ممارستكن التعليم يجب عليكن ان تعملن على تهذيبهم.. يجب عليكن رفد المجتمع بافراد صالحين، لتجعلوا من المجتمع مجتمعاً سليماً.
وان حصل العكس -لا سمح الله- فانكنّ تتحملن وزر العواقب. فكما أن كل عمل خير ستقومون به، يعود جزء من حسناته اليكنّ، لكونكن منشأ عمل الخير هذا، فكذلك إذا ما منحتن المجتمع شريحة فاسدة -لا سمح الله- وراحت هذه الشريحة تعيث فساداً بالمجتمع، فإن ضرر ذلك سيلحق بكنّ أيضاً.(4)
ان هذه الأم التي يترعرع الطفل في احضانها، تتحمل اعظم مسؤولية، ولديها اشرف عمل، ألا وهو رعاية الطفل. ان تنشئة الطفل وتقديم انسان للمجتمع، هو من اشرف الأعمال في العالم.. انه الهدف الذي بعث الله تبارك وتعالى الأنبياء من أجله على مرّ التاريخ من آدم إلى الخاتم، فهم بعثوا لتربية الانسان.(5)
ينبغي ان تكون احضانهن مدرسة علمية وايمانية. وهو عمل عظيم جداً لا تقدر عليه غير الامهات. ان ملازمة الطفل لأمه اكثر من ملازمته للأب، وان القدر الذي تتركه اخلاق الام على الطفل البريء، لا يتوفر للآخرين(6)
🔸️🔶️🔸️🔶️🔸️🔶️🔸️🔶️🔸️
1) من حديث حول دور الامهات الحساس في تربية الأبناء بتاريخ 13/5/1979.
2) كنز العمال، حديث 45439
3) من حديث حول دور الامهات الحساس في تربية الابناء بتاريخ 13/5/1979.
4) من حديث حول دور الامهات الحساس في تربية الابناء بتاريخ 13/5/1979.)
5)من حديث في جمع من العاملين في حقل التعليم والطلبة الجامعيين بتاريخ 24/5/1979) ).
6)(من حديث في اعضاء الاتحاد الاسلامي لوزارة الصحة بتاريخ 17/7/1979.)
تعليق