إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقد سند مايسمى بحديث العشرة المبشرين بالجنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد سند مايسمى بحديث العشرة المبشرين بالجنة



    نقد سند الحديث
    حيث ذكروا جملة من النقود من أهمها:

    أولا- إن هذا المقام وتلك المنقبة التي جمعت لهؤلاء العشرة لم يرد لها أي ذكر في أهم مصادر الحديث عند أهل السنة، وهما صحيحا البخاري ومسلم، فلم يرد في أهم الصحاح عندهم، وإنما ذكرت في مصادر هي أقل مرتبة وأهمية بكثير منهما حيث رواه الترمذي وأبو داوود وابن ماجة.
    ثانيا- إن هذا الحديث بكافة طرقه وأسانيده ينتهي إلى عبد الرحمان بن عوف وسعيد بن زيد ولم يروه أو يسمعه عن النبي​ أي شخص غيرهما. والبخاري ومسلم لم يذكرا شيئا في باب الفضائل والمناقب عنهما رغم أنهما من العشرة الذين اتفق أهل السنة على تعظيمهم وتكريمهم.
    ثالثا- إن من روى حديث العشرة المبشرة عن النبي ​ هما: عبد الرحمان بن عوف وسعيد بن زيد وكلاهما من العشرة! فيكون ذكرهما له من باب من زكى غيره بتزكية نفسه. ومن المعلوم في الشرع الإسلامي أن من شهد بشهادة له كفل فيها ولا تقبل شهادته فيها إجماعا وقولا واحدا. وهذا ما يثير الشك في صحة هذه الرواية، من حيث إرادة الراوي جر النار إلى قرصه.
    رابعا- إن هذا الحديث - العشرة المبشرة - نقل بعدة طرق وفي سلسلة أسانيده بعض الرواة الذين هم بحسب عقيدة أهل السنة أنفسهم غير موثقين ومعتبرين ولا يمكن الاعتماد على على رواياتهم؛ ومن جملتهم عبد العزيز بن محمد الدراوردي والذي ذكره أبو حاتم، وبين أنه لا يحتج به.
    كما ورد اسم عبد الله بن ظالم في سند بعضها كما في الحديث المنقول عن سعيد بن زيد. وقد رفض كل من البخاري ومسلم اعتماد أحاديثه، بل وصرحوا أن أحاديثه غير صحيحة. وقال ابن حجر: لينة البخاري. وفي تاريخ البخاري الكبير، قال: ليس له حديث إلا هذا - عشرة في الجنة - وبحسب أصحابي القتل!
    وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: قال البخاري: عبد الله بن ظالم ، عن سعيد بن زيد ، عن النبي​ : ولا يصح.

    خامسا- إن حديث العشرة المبشرة ينتهي إلى عبد الرحمان بن عوف وسعيد بن زيد عن النبي​، وكلا الطريقين إليهما ضعيف.

    فأما الطريق إلى عبد الرحمان بن عوف والوارد في سُنن الترمذي ومسند أحمد بن حنبل، فينحصر بحُميد ابن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عبد الرحمان بن عوف تارة، وعن رسول الله​ أخرى.

    وهذا إسناد باطل؛ لأن حُميد بن عبد الرحمان الزهري لم يرَ أبيه عبد الرحمان بن عوف، ولم يدركه! إذ إن عبد الرحمان بن عوف قد توفي سنة 32 للهجرة، وإن حُميد ابن عبد الرحمان الزهري لم يكن صحابيا وإنما هو تابعي قد توفي سنة 105 للهجرة عن عمر 73 سنة، فيكون قد ولد سنة 32 للهجرةـ، وهي سنة وفاة عبد الرحمان بن عوف!

    وعمر كهذا لا يرشحه لهذه الرواية، فكيف أصبح - بعمره هذا – الراوي الأوحد عن أبيه تارة وعن رسول الله تارة أخرى؟

    وقد أحصى ابن حجر من حدث عنهم حُميد الزهري من الصحابة، وليس فيهم عبد الرحمان بن عوف! هذا هو حال إسنادهم الأول للرواية عن عبد الرحمن بن عوف.

    فيبقى الطريق إلى الرواية قصرا على رواية سعيد بن زيد عن النبي​وهو أحد العشرة المبشَّرة المذكورين.

    وقد أورد نقاد الحديث من علماء الشيعة على هذا الإسناد الآتي:

    1- إنّ رواية سعيد بن زيد - وهو ابن عم عمر بن الخطاب - لم تظهر وتُعرف إلاّ في أيام حكم معاوية - والشاهد على ظهورها في عهده صدر الرواية نفسها، ففي بعضها: لما قدم فلان الكوفة أقام فلانا خطيبا، فأخذ بيدي سعيد بن زيد، فقال : ألا ترى إلى هذا الظالم - وذلك حين سمعه يسب عليا ​ - فأشهد على التسعة أنهم في الجنة (فعدهم)، قلت: ومن العاشر ؟ فتلكأ هنيئة، ثم قال: أنا .

    وجاء في رواية أخرى، أن سعيد بن زيد كان في المسجد - في الكوفة - فذكر رجل عليا فقام، الحديث.

    هكذا ظهرت هذه الرواية لأول مرة في الكوفة بعد وفاة النبي ​ بثلاثين سنة! ولم يسمع بها أحد من قبل !

    وهذا ما يثير الريب، فما هو سر إرجاء روايته هذه إلى زمان إمارة معاوية وعدم ذكرها في عهد الخلفاء الأربعة والجو يلائم نشرها، بل كانوا في حاجة لمثلها آنذاك في مواضع عديدة لتدعيم منصب الخلافة، فكأنها أوحيت إلى سعيد بن زيد فحسب يوم تسنم معاوية عرش الملك العضوض.

    2- إن هذه الرواية عن سعيد بن زيد مع أنها أكثر طرق حديث التبشير تنتهي إليها لا يوجد في طرقها إسناد يصحّ الاحتجاج به، لمحل الخدش في الرواة؛ لأنها رويت مرة من طريق عبد الله بن ظالم المازني عن سعيد بن زيد، وفي رواية أخرى عن عبد الرحمن بن الأخنس عن سعيد بن زيد.

    أما عبد الله بن ظالم المازني هذا فقد تقدم الكلام فيه من جهة رفض كل من البخاري ومسلم اعتماد أحاديثه. وذكر العقيلي له في الضعفاء. وأما عبد الرحمان بن الأخنس، فقال عنه ابن حجر: متروك.ابن حجر،
    نقد متن الحديث

    وقد أورد علماء الشيعة بعض النقود على متن الحديث، من أهمها:
    • الأول: أنّ نصّ الرواية لا يمكن التعويل عليه، لمحاولته الجمع بين الأضداد في أسماء الأشخاص الذين ذكروا بأنهم مبشرين بالجنة، حيث نجد نفس الذين بشروا بالجنة تقاتلوا فيما بينهم واختلفوا اختلافا كبيرا. وهذا مما علم بضرورة التاريخ في حرب صفين والجمل وخارجهما، حتى وصل الأمر إلى التخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم. والشواهد على ذلك كثيرة من أهمها:
    محاربة الزّبير وطلحة لعلي (ع) خليفة رسول اللَّه​ في وقعة الجمل في البصرة وهما باغيان قد أوجب القرآن قتالهما لخروجهما عليه بعد بيعتهما له، ومقتل طلحة بن عبيد اللَّه التيمي يوم الجمل سنة ستة وثلاثين للهجرة، وهو أحد العشرة المبشرة، بعد أن قام بحربه فيها.

    ومنها امتناع سعد بن أبي وقاص عن بيعة علي​ وبيعته لمعاوية! رغم محاربته لعلي (ع).فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب؟!

    فالواقع التاريخي والأحداث الصادرة عن بعض هؤلاء العشرة تأبى القول بأنهم خصوا بالبشارة في بالجنة بحديث العشرة.

    ومعلوم أن من التسعة المبشرة من قاتل عليّاً​ وخذله ولم ينصره ونكث بيعته معه، فكيف يكون بعد ذلك من المبشّرين بالجنّة؟!.وهل يعقل للمتقاتلين أن يكونا معاً في الجنة ؟!
    • الثاني: تخبط الرواة في تحديد من هم العشرة المبشرة وعددهم.
    فتارة يحددونهم بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي (ع) وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمان بن عوف وأبو عبيدة الجراح.

    وتارة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمان بن عوف في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة في الجنة.

    ويُلاحظ أن هذه الرواية ذكرت تسعة فقط، وليس عشرة. وفي هذا الإسناد يخرجون سعد بن أبي وقاص ويضعون مكانه سعد بن مالك .

    وتارة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وطلحة في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وسعيد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمان في الجنة، ولو شئت لسميت العاشر فقالوا من هو؟ قال الراوي أنا؛ أي سعيد بن زيد.

    وهذه الرواية ليس فيها علي (ع) ولا ابن الجراح، وأنهم ليسوا ضمن العشرة الذين اتفق أهل السنة على تعظيمهم وتكريمهم. فهذه الرواية تؤكد أن عليا ليس من المبشرين بالجنة، وأن وضعه ضمن حديث المبشرة من باب الخطأ.

    كما أن عدد المبشرين ثمانية وليس عشرة، وفيهم النبي ​. وبهذا يكون المبشرون بالجنة سبعة فقط بعد إخراج النبي محمد ​ من هذه الحسبة بالطبع؛ لأنه لا معنى لتبشير النبي نفسه بالجنة، وإن وضعهم النبي​ من ضمن المبشرين بالجنة أمر يؤكد الوضع والاختلاق.

    وفي رواية الحاكم النيشابوري، ورد اسم "عبد الله بن مسعود" بدلا من أسم "أبو عبيدة".

    وفي رواية سنن أبي داوود وسنن ابن ماجة لم يذكر أي واحد منهما لا أبو عبيدة ولا ابن مسعود، وذكر أسم النبي الأكرم​ بدلا منهما.

    إن هذا الاضطراب في متن الرواية مما يدفع للشك في أن هذه الرواية وضعت متأخرة، بل ويدفع لليقين أنها من مخترعات دولة بني أمية؛ لأن المفروض إن يكون العشرة أشهر من نار على علم لا يختلف فيهم الرواة ولا تشوبهم شائبة. وحسبك إن البخاري ومسلم لم يرويا حديث المبشّرة
    • الثالث- انّ ممّا يبيّن بطلان خبر العشرة المبشرة أنّ أبا بكر لم يحتج به لنفسه، ولا احتجّ به عثمان لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله، بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب لا أكثر، وذكر القطع بالجنة أولى منها وأحرى. فلو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ​ لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجنان.
    • الرابع: أن هذا الحديث معارض بما هو أصح منه سندا ومتنا، وهذا مما يثبت القول ببطلان حديث العشرة المبشرة بالجنة.

    ومن جملة تلك الروايات المعارضة والنافية:

    1- ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن سعد بن أبي وقّاص، أنه قال: "ما سمعت رسول الله ​ يقول لحي يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام".

    فهذا سعد بن أبي وقّاص– وهو أحّد العشرة المذكورين في حديث التبشير – قد شهد بأنه لم يسمع النبي​ يبشّر أحداً بالجنة سوى عبد الله بن سلاّم. وسعد بن أبي وقاص ضمن العشرة المبشّرين في الحديث، فكيف ينفي بنفسه هذا؟ وكيف غاب ذلك الحديث عنه وهو أحد العشرة، وآخرهم موتا؟ !

    2- معارضته لحديثي رسول الله ​ والذين يرويهما البخاري في صحيحه عن النبي: ( يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ). وقوله​: ( من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ).صحيح البخاري، ح 3092. وقد ماتت فاطمة وهي غاضبة على بعضهم. وفي رواية أخرى فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت. فكيف يكون حديث المبشرة شاملا لهم دون غيرهم.

    3- ما روي عن معاذ بن جبل: (سمعت رسول الله ​ يقول: إنه – أي عبد الله بن سلام - عاشر عشرة في الجنة).

    قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .

    وهذه الرواية صححها الحاكم والذهبي فينبغي أن يكون "عبد الله بن سلام" أحد العشرة المبشرة، وعليه فلا بد من إخراج واحد ممن ضمهم حديث المبشرة، بل أنه ينافي هذا حديث العشرة المبشرة، لأنه لو صح حديث المبشرة لكان ابن سلام يدخل الجنة بعدهم.

    4- ما رواه الإمام مالك في موطأه: "مرّ رسول الله​ وأبي بكر على شهداء أحد، فقال: أشهد عليهم، فقال أبو بكر: "ألسنا يارسول الله باخوانكم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله​ بلى، ولكن لا أدري ماتحدثون بعدي !! فبكى أبو بكر ثم بكى فقال: أنا لكائنون بعدك؟!".افأين البشارة في هذا الحديث.

    5- إن هذا الحديث يتعارض مع أخبار رسول الله​ لعلي​ أنه قال: ( أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ).

    فالناكثون: هم طلحة والزبير وعائشة، فإذا علي​ مأمور بقتالهم وهو على حق وهم على باطل.

    وما روي في صحيح مسلم وأبي داوود والترمذي وغيرها عن عليّ​ أنّ النبيّ​ قال له: "لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق"
    • الخامس- إنه لو كان خبر المبشرة صحيحاً - كما زعموا - لوجد في كلام هؤلاء المبشّرة بالجنة ما يصرح أو يشير إلى تبشيرهم، أو لا أقل لم يشكّوا بالظفر بثواب الله عزّ وجلّ في حياتهم وعند احتضارهم، لثقتهم بخبر الرسول​، لكن نجد من سيرة هؤلاء الصحابة المبشرة - ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان - ما يخالف ذلك تماما، والشواهد على وقوع الجزع والفزع من أبي بكر وعمر في حياتهما وعند احتضارهما كثيرة، ومن جملتها:

    ما رواه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال، بهامش الجزء الرابع من مسند أحمد بن حنبل، وكذلك السيوطي في تاريخه،والطبري في الرياض النضرة، عن أبي بكر أنه نظر إلى طائر على شجرة. فقال: (طوبى لك يا طائر تأكل الثمر وتقع على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك، ولوددتُ إني شجرة على جانب الطريق مر عليّ جمل فأكلني وأخرجني في بعرة ولم أكن من البشر)، وهذا ابن تيمية ينقل في منهاجه ويروي أبي بكر أنه قال: (ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت تبنة في لبنة).

    أمّا الخليفة عمر بن الخطاب فقد حكى عنه أبو نعيم في حلية الأولياء وابن تيمية في منهاجه، أن عمر قال: (يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كاسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء وبعضه قديدا، ثم أكلوني ولم أكن بشرا).
    وقد اعترف ابن تيمية في منهاجه بصحة نسبة ذلك إليه.

    وروي عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة قوله: رأيت عمر أخذ تبنة من حائط، فقال: "يا ليتني كنت هذه التبنة يا ليتني لم أخلق، يا ليت أمي لم تلدني، لم أك شيئا، يا ليتني كنت نسيا منسيا".

    وأخرج البخاري في صحيحه في باب مناقب عمر بن الخطاب عن ابن عباس أنه قال: (دخلت على عمر لما طعن فرأيته جزعاً فزعاً، فقلت لا بأس عليك يا أمير المؤمنين، فقال يا ابن عباس لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل أن اراه).





    إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ينجيك يوم الحشر من لهب النار
    فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والمروي عن كعب احبار

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    بارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X