يولد الأطفال وهم كالصفحة البيضاء، لا يكدر صفاء فكرهم ونقاء اتجاهاتهم شيء، يحملون جميع معاني الطهر والبراءة، ويتحمل الآباء والمربون مسؤولية ملء هذه الصفحة بالأفكار السليمة، وتعتبر الثقافة الدينية من أهم ما يتوجب على الآباء والمربين غرسه في نفس الطفل، لأنّها أساس الثقافة ومنبع السلوك القويم.
يقصد بالثقافة الدينية للطفل، غرس مبادئ العقيدة الصحيحة، ورفع المعاني الإيمانية، وتبصير الطفل بنعم الله تعالى، وعجائب قدرته، وإبداعه في خلقه، واتصافه بصفات الكمال.كما تشمل تعليم الطفل مبادئ الأحكام الفقهية، وتبصيره بالحسن والقبيح من الأعمال والأخلاق، وتنوير فكره بسيرة الرسول (ص) وسير الأئمة والصالحين، بما يتناسب مع مداركه العقلية، واستعداداته الفكرية.ولا يعني ذلك إبعادُه عن العلوم الدنيوية الضرورية لخدمة المجتمع والأمة، فإنّ ذلك من صلب الثقافة الدينية، ومطلب من مطالب الشريعة.
أهمية غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة:
أولاً: مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه، ومكاناً في فكره، وقبولاً من عقله
.ثانياً: مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء، ولعل ذلك بسبب قلة الهموم، فوجب استغلال هذه الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
ثالثاً: مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة، ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة، التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية، بخلاف لو بدأ التوجيه في مراحل متأخرة قليلاً
.رابعاً: أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة، كالقرية الصغيرة، والفردُ المسلم تتناوشه الأفكار المتضادة والمختلفة من كلّ ناحية، والتي قد تصده عن دينه، أو تشوش عليه عقيدته، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية، ليكونون على بصيرة من أمرهم، ويواجهون هذه الأفكار، بعقول واعية.
من صفحة البلاغ