إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

براعة التَّقطيع القرآنيّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • براعة التَّقطيع القرآنيّ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    وقد لُوحظ في صياغة الكلام في القرآن تقطيع الكلام تقطيعاً خاصَّاً إلى فقرات تُسمَّى كلُّ واحدةٍ منها بـ(الآية)

    والتَّقطيع النَّثريّ على هذا النَّحو ممَّا يختصُّ به القرآن الكريم، ولا نعهده ـ فيما أعلم ـ في أيِّ نصٍّ دينيٍّ أدبيٍّ آخر، حتَّى خطب الإمام عليّ (ع)، ويبدو أنَّ إتقانه وإخراجه مخرجاً حسناً في جمع الكلام ليس أمراً سهلاً، فهو بذلك من مميِّزات القرآن الكريم.
    إنَّ تقطيع الكلام القرآنيّ إلى (آيات) ليس أمراً أوجده المسلمون في الكتابة أو اللَّفظ، بل هو في أصله كان منظوراً بصياغة الكلام، بمعنى أنَّ الكلام صِيغَ على نحو ينبغي تقطيعه إلى آيات، مع اهتمامٍ صوتيٍّ بآخر الآية، وقد جاء التَّعبير عن تلك الفقرات المقطَّعة بـ(الآيات) في القرآن الكريم نفسه، وهو في حقيقته إلفات للنَّظر إلى اتِّجاه المتكلِّم في صياغة النَّصِّ إلى هذا التَّقطيع.

    وقد لوحظ في هذه التَّقطيعات ـ عموماً ـ أنَّها جرت على ضربٍ من النَّثر الموزون يتَّصف بالخصائص التَّالية:

    (أولاً): سلاسة الانتقالات الصَّوتيَّة في داخل الآية من بدايتها إلى نهايتها على نحو ما وصفناه في الجملة.

    (ثانياً): تسلسل الآية ـ غالباً ـ على نحوٍ يُتراءى أنَّها تنهض ببدايتها وتستقرُّ بنهايتها، فلو تأمَّلت ـ مثلاً ـ آية البسملة لوجدت أنَّها تبتدئ بـ(الباء) و(الاسم)، وتتدرَّج لتنهض بكلمة (الله الرَّحمن)، وتستقرُّ في النِّهاية على كلمة (الرَّحيم)، ولو بدَّلت شيئاً في هذه الجملة لم تجد لها التَّسلسل المناسب، كما لو قلت ـ مثلاًـ: (بسم الله الرَّحيم الرَّحمن)، أو (بأسماء الله الرَّحمن الرَّحيم)، أو (بسم الرَّحمن الرَّحيم الله)، مع أنَّ ذلك كلَّه مفيدٌ لنفس المعنى.

    (ثالثاً): تكوين الآية بمجموعها وزناً مناسباً بحيث لو نقصت منها كلمةٌ أو جملةٌ لم تكن بتلك الحال، كما نجده في كثيرٍ من الآيات، فالبسملة نفسها ذات وزنٍ جذَّابٍ بالكلمات الأربع، فلو نقصت منها كلمةٌ كأن قلت: (بسم الله الرَّحيم)، أو (بسم الله الرَّحمن) أو (بسم الرَّحمن الرَّحيم) لانتقص بذلك جمالها. ومثالٌ آخر قوله تعال: [هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ]، فهذه الآية جميلةٌ بوزنها من خلال الكلمات الأربع، ولو حُذفت إحدى كلمتي (هيهات) لانتقص وزنها وذهب بعض روعتها.

    (رابعاً): تماثل الآيات أو تقاربها أو تناسبها في الوزن ما أمكن من دون تكلُّف، وهو أمرٌ ملحوظٌ بشكلٍ واسعٍ في آيات السُّور المكِّيَّة، كما هو ملحوظٌ بشكلٍ كبيرٍ في آيات السُّور المدنيَّة، ولكن في مستوى التَّناسب بين وزن الآيات.

    (خامساً): تماثل الآيات أو تقاربها في الكلمة الأخيرة، أو الكلمتين الأخريين منها وزناً، وفي الحرف الأخير فيما أمكن من دون تكلُّفٍ. ويُسمَّى تماثل الحرف الأخير بـ(السَّجع).

    🔹وقد تجنَّب القرآن الكريم أيَّ تكلُّفٍ في سبيل توحيد الوزن أو المحافظة على السَّجع، واسترسل في العرض متى حكمت اقتضاءات الكلام، حتَّى في السُّور القصار، وذلك أمر مشهود.

    🔹ولقد سعى فريق إلى معارضة القرآن، وهو أمرٌ يتكرَّر كلَّ فترةٍ، إلَّا أنَّ أيَّ نصٍّ من هذه النُّصوص ـ رغم اقتفائها للنَّسق القرآنيِّ واقتباسها منه وسعيها في التَّماثل معه ـ لا يبلغ المستوى الأدبيّ المعتاد فضلاً عن أن يكون مضاهياً للقرآن الكريم، ومن ثَمَّ لا يُطرح على وجهٍ واسعٍ، ولا يكون محلَّ التفاتِ الأدباء المسلمين وغيرهم بحالٍ.

    المصدر / رسالة الله سبحانه الى الإنسان ، ص ٢٧
    السيد محمد باقر السيستاني.
    ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    بارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X