قَالَ تَعَالَى : ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 7.]
أنّ الآيات القرآنية الكريمة جميعها محكمة ومفصلّة ؛ لقوله تعالى :
﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ - [سُّورَةُ هُودٍ : 1.]
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : النَّاسِخُ الثَّابِتُ الْمَعْمُولُ بِهِ .
وَالْمَنْسُوخُ مَا كَانَ يُعْمَلُ بِهِ ثُمَّ جَاءَ مَا نَسَخَهُ .
وَ الْمُتَشَابِهُ مَا اشْتَبَهَ عَلَى جَاهِلِهِ .
المصدر : (البحار : ج89, ص383.)
ولقد تشابهت بعض الآيات على القوم الظالمين والمنقلبين على أعقابهم بعد استشهاد النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فحرفوا الكلم عن مواضعه وفسروا القرآن بحسب أهوائهم :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 144.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا﴾ - [سُّورَةُ المَائِدَةِ : 41.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ - [سُّورَةُ المُؤْمنُونِ : 105.]
وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ الْمُحْكَمِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَمَّا الْمُحْكَمُ الَّذِي لَمْ يَنْسَخْهُ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ : ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ﴾ . وَإِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ فِي الْمُتَشَابِهِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقِفُوا عَلَى مَعْنَاهُ وَلَمْ يَعْرِفُوا حَقِيقَتَهُ فَوَضَعُوا لَهُ تَأْوِيلَاتٍ مِنْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ بِآرَائِهِمْ وَاسْتَغْنَوْا بِذَلِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ الْأَوْصِيَاءِ ، وَنَبَذُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ .
المصدر : (البحار : ج90, ص12.)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ :
مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .
وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ إِنْ أَصَابَ لَمْ يُؤْجَرْ وَإِنْ أَخْطَأَ فَهُوَ أَبْعَدُ مِنَ السَّمَاءِ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ .
المصدر : (البحار : ج89, ص115،111،110.)
ولقد قطعت هذه الآية الكريمة الطريق على كلِّ من يريد التفسير والتأويل للقرآن الكريم بغير عِلْمٍ من الراسخين في العلم .
وإنّ معنى الرسوخ الثبات ، أي ثبت الشيء في الذهن .
والراسخون في العلم : أي الثابتون فيه والعارفون ببواطنه .
والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة هم النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) .
فالوحيد الذي يعلم علوم القرآن هو النبي محمد (ص) ومن بعده عترته (ع) ؛
وذلك لأنّ الآية جاءت بصيغة الجمع بمعنى (راسخون) ولم تأتِ بصيغة المفرد (راسخ) .
خصوصاً أنهم معصومون من الزلل ومطهرون من الرجس تطهيراً ، والعصمة تعني الحفظ والوقاية ؛ لأنّ عَصَمَ تعني حَفِظَ ووقى . ويعني أنّ المعصوم قد وصل إلى مرتبة من العلم لا يقع فيه اختلاف وعصم نفسه به عن الخطأ وعن معصية الله ، وقد علم حقيقة المعصية وما يوجب سخط الله بها ، وهي ثابتة لا تتغيّر لديه ، وهي معنى الرسوخ .
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَعْنِي تَأْوِيلَ الْقُرْآنِ كُلِّهِ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ، فَرَسُولُ اللَّهِ أَفْضَلُ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ ، قَدْ عَلَّمَهُ اللَّهُ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّنْزِيلِ وَ التَّأْوِيلِ وَ مَا كَانَ اللَّهُ مُنْزِلًا عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يُعَلِّمْهُ تَأْوِيلَهُ ، وَ أَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُونَهُ كُلَّهُ . فَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مَا نَقُولُ إِذَا لَمْ نَعْلَمْ تَأْوِيلَهُ ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ : ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدَ رَبِّنا﴾ . وَالْقُرْآنُ لَهُ خَاصٌّ وَ عَامٌّ وَ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ ، فَالرَّاسِخُونُ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَهُ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّمَا نَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَعَدُوُّنَا الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، وَشِيعَتُنَا أُولُو الْأَلْبَابِ .
وَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي هَذِهِ الْآيَةِ :
﴿بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ .
وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَنَحْنُ نَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) ،
وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) .
المصدر :
(الكافي : ج1، ص213،212.)
و(البحار : ج89, ص92.)
أنّ الآيات القرآنية الكريمة جميعها محكمة ومفصلّة ؛ لقوله تعالى :
﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ - [سُّورَةُ هُودٍ : 1.]
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : النَّاسِخُ الثَّابِتُ الْمَعْمُولُ بِهِ .
وَالْمَنْسُوخُ مَا كَانَ يُعْمَلُ بِهِ ثُمَّ جَاءَ مَا نَسَخَهُ .
وَ الْمُتَشَابِهُ مَا اشْتَبَهَ عَلَى جَاهِلِهِ .
المصدر : (البحار : ج89, ص383.)
ولقد تشابهت بعض الآيات على القوم الظالمين والمنقلبين على أعقابهم بعد استشهاد النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فحرفوا الكلم عن مواضعه وفسروا القرآن بحسب أهوائهم :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 144.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا﴾ - [سُّورَةُ المَائِدَةِ : 41.]
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ - [سُّورَةُ المُؤْمنُونِ : 105.]
وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ الْمُحْكَمِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَمَّا الْمُحْكَمُ الَّذِي لَمْ يَنْسَخْهُ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ : ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ﴾ . وَإِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ فِي الْمُتَشَابِهِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقِفُوا عَلَى مَعْنَاهُ وَلَمْ يَعْرِفُوا حَقِيقَتَهُ فَوَضَعُوا لَهُ تَأْوِيلَاتٍ مِنْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ بِآرَائِهِمْ وَاسْتَغْنَوْا بِذَلِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ الْأَوْصِيَاءِ ، وَنَبَذُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ .
المصدر : (البحار : ج90, ص12.)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ :
مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .
وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ إِنْ أَصَابَ لَمْ يُؤْجَرْ وَإِنْ أَخْطَأَ فَهُوَ أَبْعَدُ مِنَ السَّمَاءِ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ .
المصدر : (البحار : ج89, ص115،111،110.)
ولقد قطعت هذه الآية الكريمة الطريق على كلِّ من يريد التفسير والتأويل للقرآن الكريم بغير عِلْمٍ من الراسخين في العلم .
وإنّ معنى الرسوخ الثبات ، أي ثبت الشيء في الذهن .
والراسخون في العلم : أي الثابتون فيه والعارفون ببواطنه .
والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة هم النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) .
فالوحيد الذي يعلم علوم القرآن هو النبي محمد (ص) ومن بعده عترته (ع) ؛
وذلك لأنّ الآية جاءت بصيغة الجمع بمعنى (راسخون) ولم تأتِ بصيغة المفرد (راسخ) .
خصوصاً أنهم معصومون من الزلل ومطهرون من الرجس تطهيراً ، والعصمة تعني الحفظ والوقاية ؛ لأنّ عَصَمَ تعني حَفِظَ ووقى . ويعني أنّ المعصوم قد وصل إلى مرتبة من العلم لا يقع فيه اختلاف وعصم نفسه به عن الخطأ وعن معصية الله ، وقد علم حقيقة المعصية وما يوجب سخط الله بها ، وهي ثابتة لا تتغيّر لديه ، وهي معنى الرسوخ .
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَعْنِي تَأْوِيلَ الْقُرْآنِ كُلِّهِ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ، فَرَسُولُ اللَّهِ أَفْضَلُ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ ، قَدْ عَلَّمَهُ اللَّهُ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّنْزِيلِ وَ التَّأْوِيلِ وَ مَا كَانَ اللَّهُ مُنْزِلًا عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يُعَلِّمْهُ تَأْوِيلَهُ ، وَ أَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُونَهُ كُلَّهُ . فَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مَا نَقُولُ إِذَا لَمْ نَعْلَمْ تَأْوِيلَهُ ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ : ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدَ رَبِّنا﴾ . وَالْقُرْآنُ لَهُ خَاصٌّ وَ عَامٌّ وَ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ ، فَالرَّاسِخُونُ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَهُ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّمَا نَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَعَدُوُّنَا الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، وَشِيعَتُنَا أُولُو الْأَلْبَابِ .
وَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي هَذِهِ الْآيَةِ :
﴿بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ .
وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَنَحْنُ نَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) ،
وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) .
المصدر :
(الكافي : ج1، ص213،212.)
و(البحار : ج89, ص92.)
تعليق