اصلاح اللسان
*********************
*********************
للسان دور كبير في تهذيب النفوس ، وتهذيب اخلاق الانسان وتصحيح خط السير الى الله ، لأن اللسان في الحقيقة ، هو المفتاح للعلوم الثقافية والعقيدة و الاخلاق ، واصلاحه يُعد أساساً لكل الإصلاحات الأخلاقية في واقع الإنسان ، والعكس صحيح .
إن ما يرتسم على الروح والنفس ، يظهر قبل كل شيء على فلتات اللسان واللطيف في الأمر أن قدامى الاطباء ، كانوا يشخصون المرض ، ويتعرفون على سلامة الشخص ومزاجه عن طريق اللسان ، فيمكن للسان أن يكشف لنا المفاسد الأخلاقية ، والسلبيات النفسية والتعقيدات الروحية ، التي تعتلج في صدور وروح الإنسان .
فيعتبر اللسان خطوة مهمة ومؤثرة في طريق التكامل الروحي والأخلاقي ، وقد عكس لنا أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ذلك الأمر في حديثه الذي قال فيه : " تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه " (1) .
وعن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : " لا يستقم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " (2) .
ومن جهة أخرى فإن الشفتين ، أفضل وسيلة للسيطرة على اللسان ، كما حدّثنا بذلك رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله) ، عن الباري عزوجل ، أنه قال : " يا ابن آدم إن نازعك لِسانُك في ما حرمت عليك فقد أعنتك بطبقتين فأطبق " (3).
_______________________________
1. نهج البلاغة ، الكلمة 392 ، من قصار كلماته (عليه السلام) .
2. بحار الأنوار ، ج68 ، ص 278 ، المحجة البيضاء ، ج5 ، ص 193 .
3. مجمع البيان ، ج10 ، ص494 ، نور الثقلين ، ج5 ، ص 518 .
تعليق