بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
من الصعب جدا أن تنحدر و تسيل دموع الإمام الحسين (عليه السلام) على خديه و وجنتيه فإن نزول هذه القطرات القليلة يعني حصول الأذية الكبيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي قال لفاطمة - أو لأم سلمة - لما سمع بكاء ابنه الحسين (عليه السلام) : (( ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني )) . (1) .
وكذلك فإن بكاءه يؤذي الأنبياء والأولياء والملائكة .
(( جاء في بعض الأخبار : أن أعرابيا أتى رسول الله فقال له : يا رسول الله ! لقد صدت خشفة غزالة وأتيت بها إليك هدية لولديك الحسن والحسين ، فقبلها رسول الله ودعا له بالخير ، فإذا الحسن واقف عند جده فرغب إليها فأعطا النبي إياها .
فما مضى ساعة إلا والحسين قد أقبل ورأى الخشفة عند أخيه يلعب بها فقال : يا أخي ! من أين لك هذه الخشفة ؟ فقال الحسن : أعطانيها جدي رسول الله .
فسار الحسين مسرعا إلى جده فقال له : يا جداه ! أعطيت أخي خشفة يلعب بها ولم تعطني مثلها ، وجعل يكرر القول على جده وهو ساكت ولكنه يسلي خاطره ويلاطفه بشيء من الكلام ، حتى أفضى من أمر الحسين إلى أن هم يبكي ، فبينما هو كذلك إذا نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد ، فنظرنا فإذا ظبية ومعها خشفها ومن خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول الله وتضربها بأحد أطرافها حتى أتت بها إلى النبي ، ثم نطقت الغزالة بلسان فصيح ، وقالت : يا رسول الله ! قد كانت لي خشفتان إحداهما صادها الصياد وأتى بها إليك ، وبقيت لي هذه الأخرى ، وأنا بها مسرورة ، وإني كنت الآن أرضعها ، فسمعت قائلا يقول : أسرعي يا غزالة ! بخشفك إلى النبي وأوصليه سريعا ، لأن الحسين واقف بين يدي جده ، وقد هم أن يبكي ، والملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة ، ولو بكى الحسين لبكت الملائكة المقربون لبكائه .
وسمعت [ أيضا ] قائلا يقول : أسرعي يا غزالة ! قبل جريان الدموع على خد الحسين ، فإن لم تفعلي سلطت [ عليك ] هذه الذئبة تأكلك مع خشفك ، فأتيت بخشفي إليك يا رسول الله ! وقطعت مسافة بعيدة حتى طويت [ لي ] الأرض حتى أتيت مسرعة ، وأنا أحمد الله ربي [ على أن ] جئتك قبل جريان دموع الحسين على خده ، فارتفع التكبير والتهليل من الأصحاب ، ودعا النبي للغزالة بالخير والبركة ، وأخذ الحسين الخشفة وأتى به إلى أمه الزهراء ، فسرت بذلك سرورا عظيما )) . (2) .
------------------------------
(1) ترجمة الإمام الحسين (ع) / ابن عساكر / الصفحة 190 .
(2) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 43 / الصفحة 312 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
من الصعب جدا أن تنحدر و تسيل دموع الإمام الحسين (عليه السلام) على خديه و وجنتيه فإن نزول هذه القطرات القليلة يعني حصول الأذية الكبيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي قال لفاطمة - أو لأم سلمة - لما سمع بكاء ابنه الحسين (عليه السلام) : (( ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني )) . (1) .
وكذلك فإن بكاءه يؤذي الأنبياء والأولياء والملائكة .
(( جاء في بعض الأخبار : أن أعرابيا أتى رسول الله فقال له : يا رسول الله ! لقد صدت خشفة غزالة وأتيت بها إليك هدية لولديك الحسن والحسين ، فقبلها رسول الله ودعا له بالخير ، فإذا الحسن واقف عند جده فرغب إليها فأعطا النبي إياها .
فما مضى ساعة إلا والحسين قد أقبل ورأى الخشفة عند أخيه يلعب بها فقال : يا أخي ! من أين لك هذه الخشفة ؟ فقال الحسن : أعطانيها جدي رسول الله .
فسار الحسين مسرعا إلى جده فقال له : يا جداه ! أعطيت أخي خشفة يلعب بها ولم تعطني مثلها ، وجعل يكرر القول على جده وهو ساكت ولكنه يسلي خاطره ويلاطفه بشيء من الكلام ، حتى أفضى من أمر الحسين إلى أن هم يبكي ، فبينما هو كذلك إذا نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد ، فنظرنا فإذا ظبية ومعها خشفها ومن خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول الله وتضربها بأحد أطرافها حتى أتت بها إلى النبي ، ثم نطقت الغزالة بلسان فصيح ، وقالت : يا رسول الله ! قد كانت لي خشفتان إحداهما صادها الصياد وأتى بها إليك ، وبقيت لي هذه الأخرى ، وأنا بها مسرورة ، وإني كنت الآن أرضعها ، فسمعت قائلا يقول : أسرعي يا غزالة ! بخشفك إلى النبي وأوصليه سريعا ، لأن الحسين واقف بين يدي جده ، وقد هم أن يبكي ، والملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة ، ولو بكى الحسين لبكت الملائكة المقربون لبكائه .
وسمعت [ أيضا ] قائلا يقول : أسرعي يا غزالة ! قبل جريان الدموع على خد الحسين ، فإن لم تفعلي سلطت [ عليك ] هذه الذئبة تأكلك مع خشفك ، فأتيت بخشفي إليك يا رسول الله ! وقطعت مسافة بعيدة حتى طويت [ لي ] الأرض حتى أتيت مسرعة ، وأنا أحمد الله ربي [ على أن ] جئتك قبل جريان دموع الحسين على خده ، فارتفع التكبير والتهليل من الأصحاب ، ودعا النبي للغزالة بالخير والبركة ، وأخذ الحسين الخشفة وأتى به إلى أمه الزهراء ، فسرت بذلك سرورا عظيما )) . (2) .
------------------------------
(1) ترجمة الإمام الحسين (ع) / ابن عساكر / الصفحة 190 .
(2) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 43 / الصفحة 312 .
تعليق