بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
من المعلوم أن الكذب حرام في نفسه لأنه قبيح ذاتا . وقد ذم الله تبارك وتعالى الكذب في عشرات بل مئات الآيات القرآنية الشريفة وتوعد بعقاب الكذاب وبدخوله النار . وبما أننا نعتقد بعصمة الأنبياء (عليهم السلام) فإننا نعتقد بعدم صدور المحرمات والقبائح منهم ومنها الكذب .
ولكن مع شديد الأسف نجد في التراث الروائي لأبناء العامة وأعني تحديدا صحيح البخاري ومسلم ما ينسب إلى نبي من أنبياء الله - وهو نبي الله إبراهيم (عليه السلام) - الكذب .
روى البخاري في صحيحه فقال : (( حدثنا محمد بن محبوب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لم يكذب إبراهيم - عليه السلام - إلا ثلاث كذبات : ثنتين منهن في ذات الله - عز وجل - : قوله : { إني سقيم } . (الصافات : 89) وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } . (الأنبياء : 63) وقال : بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له : إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه ، فسأله عنها . فقال : من هذه ؟ قال : أختي ، فأتى سارة قال : يا سارة ، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني ، فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ...... )) . (1) .
وما فعله نبي الله إبراهيم (عليه السلام) ليس بكذب في عقيدتنا نحن الشيعة الإمامية بل هو ما يعبر عنه عندنا بالتورية تقية من ضرر وجور الحكام الظالمين .
وهذا هو رأينا في هذه المسألة . وقال برأينا أيضا بعض علماء العامة من أهل الخلاف .
جاء في بعض المواقع الخاصة بأهل الخلاف : (( وإنَّما أُطلِقَ الكذِبُ على هذِه الأمورِ لكونِهِ قالَ كلامًا يظُنُّهُ السامِعُ كذبًا لكنَّ حقيقةَ الأمرِ أنَّهُ لم يكنْ كذلِكَ لأنَّهُ مِن المَعاريضِ فليسَ بكذِبٍ مَحضٍ .
أمَّا الأُولى : عِندما طلَبَ منهُ قَومُهُ أنْ يخرُجَ معَهمْ إلى عِيدِهِمْ وأرادَ أنْ يَكسِرَ آلِهتَهُم قالَ لهمْ : { إِنِّي سَقِيمٌ } ، أي : ليظُنُّوا أنَّه مَريضٌ مُصابٌ ، فيترُكوه ، وأَرادَ أنَّ قَلْبَهُ مريضٌ ممَّا يَصنعونَ مِن الكُفرِ أو غيرِ ذلكَ .
وأمَّا الثانيةُ : فعِندما حطَّمَ الأَصنامَ ورَجعوا واتَّهموهُ بِهذا الفعلِ فقالَ : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } أرادَ أنَّهُ سببٌ في الفِعلِ لا هُو الفاعلُ نفسُه ؛ لأنَّهُ لَمَّا وَجدَها مُتراصَّةً حوْلَهُ تَعظيمًا لهُ حطَّمها كلَّها إِمْعانًا في إذْلالِهِ ؛ وقد قال ذلك ليُعمِلوا عقولَهم فيَعرِفوا أنَّها أحجارٌ لا تستطيعُ فِعلَ شيءٍ .
وأمَّا الثالِثةُ : فعِندما قدِمَ هُوَ وزَوجَتُه سارَّةُ أرضًا كانَ يحكُمُها جبَّارٌ مِن الجَبابِرةِ ، فقيلَ لهذا الجَبَّارِ : إنَّ في أَرضِكَ رجُلًا معَ امرأةٍ مِن أحسنِ النَّاسِ ، أي : مِن أَجمَلِهمْ ؛ فأَرسلَ إلى إِبراهيمَ فَسألَه عنْها ؛ فَقالَ : إنَّها أُخْتي ، أرادَ أنَّها أُختُه في اللهِ وفي الدِّينِ والإِسلامِ ؛ إذْ لوْ قَالَ زَوجتي ، لَقَتلَهُ الفاجِرُ ليَتخَلَّصَ مِنه ، وقيلَ : لأَلزَمَه بِطلاقِها ، ثمَّ رجَعَ إِبراهيمُ إلى زَوْجتِهِ ، فَقالَ لها : إنَّهُ ليسَ على وَجهِ الأَرضِ مُؤمنٌ غَيري وغَيرُكِ ، أي : الأرضُ التي هُمْ بِها ، ثم قالَ لَها وقدْ سأَلني هَذا الجبَّارُ فأَخبَرْتُه أنَّكِ أُختي ، فلا تُكَذِّبيني فتقُولي هُو زَوجي ، ...... )) . (2) .
ومن قال بصدور الكذب من الأنبياء (عليهم السلام) يؤدي قوله هذا بصورة أو بأخرى إلى عدم تصديق أقوالهم وبالتالي يؤدي إلى إنتفاء الغرض من بعثتهم وهو هداية الناس .
فالأنبياء (عليهم السلام) منزهون عن الكذب بكل أشكاله وألوانه .
------------------------------------------
(1) صحيح البخاري / الجزء 4 / الصفحة 112 / كتاب أحاديث الأنبياء / باب قول الله تعالى : { واتخذ الله إبراهيم خليلا } سورة النساء الآية 125 / حديث رقم 3205 .
(2) هذا الشرح من موقع الدرر السنية / القائمة الرئيسة / الموسوعة الحديثية / شروح الأحاديث .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
من المعلوم أن الكذب حرام في نفسه لأنه قبيح ذاتا . وقد ذم الله تبارك وتعالى الكذب في عشرات بل مئات الآيات القرآنية الشريفة وتوعد بعقاب الكذاب وبدخوله النار . وبما أننا نعتقد بعصمة الأنبياء (عليهم السلام) فإننا نعتقد بعدم صدور المحرمات والقبائح منهم ومنها الكذب .
ولكن مع شديد الأسف نجد في التراث الروائي لأبناء العامة وأعني تحديدا صحيح البخاري ومسلم ما ينسب إلى نبي من أنبياء الله - وهو نبي الله إبراهيم (عليه السلام) - الكذب .
روى البخاري في صحيحه فقال : (( حدثنا محمد بن محبوب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لم يكذب إبراهيم - عليه السلام - إلا ثلاث كذبات : ثنتين منهن في ذات الله - عز وجل - : قوله : { إني سقيم } . (الصافات : 89) وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } . (الأنبياء : 63) وقال : بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له : إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه ، فسأله عنها . فقال : من هذه ؟ قال : أختي ، فأتى سارة قال : يا سارة ، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني ، فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ...... )) . (1) .
وما فعله نبي الله إبراهيم (عليه السلام) ليس بكذب في عقيدتنا نحن الشيعة الإمامية بل هو ما يعبر عنه عندنا بالتورية تقية من ضرر وجور الحكام الظالمين .
وهذا هو رأينا في هذه المسألة . وقال برأينا أيضا بعض علماء العامة من أهل الخلاف .
جاء في بعض المواقع الخاصة بأهل الخلاف : (( وإنَّما أُطلِقَ الكذِبُ على هذِه الأمورِ لكونِهِ قالَ كلامًا يظُنُّهُ السامِعُ كذبًا لكنَّ حقيقةَ الأمرِ أنَّهُ لم يكنْ كذلِكَ لأنَّهُ مِن المَعاريضِ فليسَ بكذِبٍ مَحضٍ .
أمَّا الأُولى : عِندما طلَبَ منهُ قَومُهُ أنْ يخرُجَ معَهمْ إلى عِيدِهِمْ وأرادَ أنْ يَكسِرَ آلِهتَهُم قالَ لهمْ : { إِنِّي سَقِيمٌ } ، أي : ليظُنُّوا أنَّه مَريضٌ مُصابٌ ، فيترُكوه ، وأَرادَ أنَّ قَلْبَهُ مريضٌ ممَّا يَصنعونَ مِن الكُفرِ أو غيرِ ذلكَ .
وأمَّا الثانيةُ : فعِندما حطَّمَ الأَصنامَ ورَجعوا واتَّهموهُ بِهذا الفعلِ فقالَ : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } أرادَ أنَّهُ سببٌ في الفِعلِ لا هُو الفاعلُ نفسُه ؛ لأنَّهُ لَمَّا وَجدَها مُتراصَّةً حوْلَهُ تَعظيمًا لهُ حطَّمها كلَّها إِمْعانًا في إذْلالِهِ ؛ وقد قال ذلك ليُعمِلوا عقولَهم فيَعرِفوا أنَّها أحجارٌ لا تستطيعُ فِعلَ شيءٍ .
وأمَّا الثالِثةُ : فعِندما قدِمَ هُوَ وزَوجَتُه سارَّةُ أرضًا كانَ يحكُمُها جبَّارٌ مِن الجَبابِرةِ ، فقيلَ لهذا الجَبَّارِ : إنَّ في أَرضِكَ رجُلًا معَ امرأةٍ مِن أحسنِ النَّاسِ ، أي : مِن أَجمَلِهمْ ؛ فأَرسلَ إلى إِبراهيمَ فَسألَه عنْها ؛ فَقالَ : إنَّها أُخْتي ، أرادَ أنَّها أُختُه في اللهِ وفي الدِّينِ والإِسلامِ ؛ إذْ لوْ قَالَ زَوجتي ، لَقَتلَهُ الفاجِرُ ليَتخَلَّصَ مِنه ، وقيلَ : لأَلزَمَه بِطلاقِها ، ثمَّ رجَعَ إِبراهيمُ إلى زَوْجتِهِ ، فَقالَ لها : إنَّهُ ليسَ على وَجهِ الأَرضِ مُؤمنٌ غَيري وغَيرُكِ ، أي : الأرضُ التي هُمْ بِها ، ثم قالَ لَها وقدْ سأَلني هَذا الجبَّارُ فأَخبَرْتُه أنَّكِ أُختي ، فلا تُكَذِّبيني فتقُولي هُو زَوجي ، ...... )) . (2) .
ومن قال بصدور الكذب من الأنبياء (عليهم السلام) يؤدي قوله هذا بصورة أو بأخرى إلى عدم تصديق أقوالهم وبالتالي يؤدي إلى إنتفاء الغرض من بعثتهم وهو هداية الناس .
فالأنبياء (عليهم السلام) منزهون عن الكذب بكل أشكاله وألوانه .
------------------------------------------
(1) صحيح البخاري / الجزء 4 / الصفحة 112 / كتاب أحاديث الأنبياء / باب قول الله تعالى : { واتخذ الله إبراهيم خليلا } سورة النساء الآية 125 / حديث رقم 3205 .
(2) هذا الشرح من موقع الدرر السنية / القائمة الرئيسة / الموسوعة الحديثية / شروح الأحاديث .
تعليق