بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عمار بنحمودة يذكر أن هناك مصادر سنيه تثبت وجود عنف لإتمام البيعه لأبي بكر بداية من قبيلة أسلم التي إزدحمت بها سكك المدينة ، وتلى ذلك إستخدام عمر للعنف بلسانه وبيده بجلبه فتيله وحطب لإحراق دار الزهراء عليها السلام كما نقل البلاذري وابن قتيبه رغم أن عليا كان مشغولآ بتجهيز جسد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للدفن ، وذكر أن هناك مصادر أخرى منها ماذكره ابن قتيبه في كتابه الإمامه والسياسه أن عليآ عليه السلام قال :" أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليه بالقرابة من النبيّ ﷺ، وتأخذونه منّاأهل البيت غصباً " انتهى
وذكر أن عائشه رفضت بيعة الإمام علي عليه السلام حتى خاضت ضده معركة الجمل وقد ضمّ جيشها حلفاً مع طلحة والزبير
أنقل من مقاله ميراث الفتن بالهوامش موضع الشاهد :
1- ميراث الصراع على السّلطة
بدأت الفصول الأولى للخلاف على السّلطة يوم السّقيفة، حين اجتمع فريق من الأنصار والمهاجرين وغُيّب عليّ بن أبي طالب (ت 40 هـ) عن مفاوضات الحكم، وقُضي الأمر بخلافة أبي بكر (ت 13 هـ) بعد طول جدل بين الفريقين المتنازعين، وبعد أن امتلأت الشوارع بمقاتلي قبيلة أسلم[2] لتحسم موازين القوّة لصالح أبي بكر، وبقيت بوادر الخلاف بين الصحابة مؤجّلة حتّى قامت الاحتجاجات على "عثمان بن عفّان" (ت 35 هـ) وقتل في عقر داره، ثمّ تتالت فصول العنف بين الصّحابة وهم يتنازعون بينهم حكم المسلمين في واقعة الجمل بين أنصار عائشة وأنصار عليّ، ومعركة صفين بين أتباع عليّ وجيش معاوية، وفي النهروان حين انقسم أتباع عليّ إلى فريقين وصاروا يقاتلون بعضهم بعضاً، وبمقتل "الحسين بن علي" (ت 61 هـ) اكتملت ملامح الفصل الديني والسياسيّ بين الفرق الإسلاميّة المتناحرة على الشرعيّة، فقد أريقت الدّماء وأظهر كلّ فريق من المتنازعين أنّ له الحقّ المطلق وأنّ خصمه على ضلال.
3- ميراث العنف ومعارك الشرعيّة
يمكن القول إنّ السبب الرئيس في نقمة كثير من المنتمين إلى المذهب الشيعيّ على أعلام أهل السنّة والجماعة هو أحداث السقيفة والفتنة، ومقتل الحسين بن عليّ، وبؤر التوتّر تلك هي التي غذّت الذاكرة الشيعيّة بنقمة على أهل السنّة والجماعة، فقد اعتبرت السّقيفة المؤامرة الأولى التي حيكت ضدّ عليّ بن أبي طالب من أجل إبعاده عن الحكم، ولذلك فقد نحت بعض الفرق الشيعيّة إلى تكفير أبي بكر وعمر، بل إنّ بعض المصادر التي تبدو محايدة في ظاهرها لا تخفي العنف الذي سلّط على عليّ من أجل أن يبايع الخليفة الأوّل أبا بكر رغم كونه كان دائباً في جهاز رسول الله، فقد نقل البلاذري "أنّ أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة فلم يبايع. فجاءه عمر، ومعه فتيلة، فتلقّته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطّاب، أتراك محرّقاً عليّ بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك."[4] ولئن روّجت بعض المصادر السنّية خبر قبول عليّ بن أبي طالب بالبيعة، رغم غيابه عن مفاوضات السقيفة، فإنّ أخباراً أخرى ظلّ أثرها في المتخيّل الإسلاميّ كبيراً تذكر أنّ "عليّاً كرّم الله وجهه أُتِيَ به إلى أبي بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، فقيل له بايع أبا بكر، فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليه بالقرابة من النبيّ ﷺ، وتأخذونه منّاأهل البيت غصباً؟"[5]
ورغم ما تثيره هذه الأخبار من اختلاف حول صحّتها بين مثبت لها وطاعن فيها إلّا أنّها مازالت تغذّي الوجدان الإسلامي بنزعة عدائية، سواء من المتحاملين على عمر والمؤمنين بقداسته أوالمنكرين لإساءته. أمّا الفصل الثاني فقد بدأ بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان حيث خاضت عائشة زوج النبي وابنة الخليفة الأول أبي بكر الصديق حرب الجمل ضدّ علي وقد ضمّ جيشها حلفاً مع طلحة والزبير. فكانت تلك الحرب بوابة لبروز بؤرة توتّر أخرى في الذّاكرة الإسلاميّة رمزها الجمل ومحورها عائشة أرملة النبي التي رفضت خلافة عليّ واعتبرت قتل عثمان ظلماً[6]. ثم تحوّلت الحرب إلى قتال ضدّ معاوية وجيشه أورث في الذاكرة المحمّلة ببذور النزاع الدموي من أجل السلطة نقمة على أهل السنّة والجماعة بعد وقعة صفين التي كانت أشبه بحرب إبادة[7]. "
_____________
[2]ـ قال هشام: "قال أبو مخنف: فحدثني أبو بكر بن محمّد الخزاعي، أنّ أسلم أقبلت بجماعتها حتّى تضايقت بهم السكك، فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم ، فأيقنت بالنصر." الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ط1، السعودية / الأردن، بيت الأفكار الدولية، (د ت)، ص 493
[4]ـ البلاذري (أحمد بن يحيى)، أنساب الأشراف، (تحقيق محمد حميد الله)، ط1، مصر، دار المعارف، 1959، ج1، ص 586. وقد نقل ابن قتيبة الخبر أيضاً فقال: "إنّ أبا بكر رضي الله عنه تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إنّ فيها فاطمة؟ فقال: وإنْ. فخرجوا فبايعوا إلا عليّاً فإنّه زعم أنّه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتّى أجمع القرآن." ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، (تحقيق علي شيري)، ط1، بيروت، دار الأضواء، 1990، ص 30
[5]ـ ابن قتيبة، المصدر نفسه، ج1، ص ص 28، 29
[6]ـ نقل ابن الأثير أنّه لمّا قتل عثمان بن عفّان، وبلغ عائشة نبأ مبايعة عليّ بن أبي طالب قالت: "ليت هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك (تقصد عليّاً) ردّوني ردّوني فانصرفت إلى مكّة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبنّ بدمه." ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1989، ج2، ص 313
[7]ـ يصوّر المنقري الليلة الأخيرة من وقعة صفين التي سميت بليلة الهرير بقوله: "وزحف النّاس بعضهم إلى بعض فارتموا بالنبل والحجارة حتّى فنيت، ثمّ تطاعنوا بالرّماح حتّى تكسّرت واندقّت، ثمّ مشى القوم بعضهم إلى بعض بالسيف وعمد الحديد، فلم يسمع السّامع إلا وقع الحديد بعضه على بعض، لهو أشدّ هولاً في صدور الرجال من الصّواعق، ومن جبال تهامة يدكّ بعضها بعضاً." نصر بن مزاحم المنقري، وقعة صفّين (تحقيق عبد السلام هارون)، ط1، بيروت، دار الجيل، 1990، ص 475
" انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عمار بنحمودة يذكر أن هناك مصادر سنيه تثبت وجود عنف لإتمام البيعه لأبي بكر بداية من قبيلة أسلم التي إزدحمت بها سكك المدينة ، وتلى ذلك إستخدام عمر للعنف بلسانه وبيده بجلبه فتيله وحطب لإحراق دار الزهراء عليها السلام كما نقل البلاذري وابن قتيبه رغم أن عليا كان مشغولآ بتجهيز جسد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للدفن ، وذكر أن هناك مصادر أخرى منها ماذكره ابن قتيبه في كتابه الإمامه والسياسه أن عليآ عليه السلام قال :" أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليه بالقرابة من النبيّ ﷺ، وتأخذونه منّاأهل البيت غصباً " انتهى
وذكر أن عائشه رفضت بيعة الإمام علي عليه السلام حتى خاضت ضده معركة الجمل وقد ضمّ جيشها حلفاً مع طلحة والزبير
أنقل من مقاله ميراث الفتن بالهوامش موضع الشاهد :
1- ميراث الصراع على السّلطة
بدأت الفصول الأولى للخلاف على السّلطة يوم السّقيفة، حين اجتمع فريق من الأنصار والمهاجرين وغُيّب عليّ بن أبي طالب (ت 40 هـ) عن مفاوضات الحكم، وقُضي الأمر بخلافة أبي بكر (ت 13 هـ) بعد طول جدل بين الفريقين المتنازعين، وبعد أن امتلأت الشوارع بمقاتلي قبيلة أسلم[2] لتحسم موازين القوّة لصالح أبي بكر، وبقيت بوادر الخلاف بين الصحابة مؤجّلة حتّى قامت الاحتجاجات على "عثمان بن عفّان" (ت 35 هـ) وقتل في عقر داره، ثمّ تتالت فصول العنف بين الصّحابة وهم يتنازعون بينهم حكم المسلمين في واقعة الجمل بين أنصار عائشة وأنصار عليّ، ومعركة صفين بين أتباع عليّ وجيش معاوية، وفي النهروان حين انقسم أتباع عليّ إلى فريقين وصاروا يقاتلون بعضهم بعضاً، وبمقتل "الحسين بن علي" (ت 61 هـ) اكتملت ملامح الفصل الديني والسياسيّ بين الفرق الإسلاميّة المتناحرة على الشرعيّة، فقد أريقت الدّماء وأظهر كلّ فريق من المتنازعين أنّ له الحقّ المطلق وأنّ خصمه على ضلال.
3- ميراث العنف ومعارك الشرعيّة
يمكن القول إنّ السبب الرئيس في نقمة كثير من المنتمين إلى المذهب الشيعيّ على أعلام أهل السنّة والجماعة هو أحداث السقيفة والفتنة، ومقتل الحسين بن عليّ، وبؤر التوتّر تلك هي التي غذّت الذاكرة الشيعيّة بنقمة على أهل السنّة والجماعة، فقد اعتبرت السّقيفة المؤامرة الأولى التي حيكت ضدّ عليّ بن أبي طالب من أجل إبعاده عن الحكم، ولذلك فقد نحت بعض الفرق الشيعيّة إلى تكفير أبي بكر وعمر، بل إنّ بعض المصادر التي تبدو محايدة في ظاهرها لا تخفي العنف الذي سلّط على عليّ من أجل أن يبايع الخليفة الأوّل أبا بكر رغم كونه كان دائباً في جهاز رسول الله، فقد نقل البلاذري "أنّ أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة فلم يبايع. فجاءه عمر، ومعه فتيلة، فتلقّته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطّاب، أتراك محرّقاً عليّ بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك."[4] ولئن روّجت بعض المصادر السنّية خبر قبول عليّ بن أبي طالب بالبيعة، رغم غيابه عن مفاوضات السقيفة، فإنّ أخباراً أخرى ظلّ أثرها في المتخيّل الإسلاميّ كبيراً تذكر أنّ "عليّاً كرّم الله وجهه أُتِيَ به إلى أبي بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، فقيل له بايع أبا بكر، فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليه بالقرابة من النبيّ ﷺ، وتأخذونه منّاأهل البيت غصباً؟"[5]
ورغم ما تثيره هذه الأخبار من اختلاف حول صحّتها بين مثبت لها وطاعن فيها إلّا أنّها مازالت تغذّي الوجدان الإسلامي بنزعة عدائية، سواء من المتحاملين على عمر والمؤمنين بقداسته أوالمنكرين لإساءته. أمّا الفصل الثاني فقد بدأ بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان حيث خاضت عائشة زوج النبي وابنة الخليفة الأول أبي بكر الصديق حرب الجمل ضدّ علي وقد ضمّ جيشها حلفاً مع طلحة والزبير. فكانت تلك الحرب بوابة لبروز بؤرة توتّر أخرى في الذّاكرة الإسلاميّة رمزها الجمل ومحورها عائشة أرملة النبي التي رفضت خلافة عليّ واعتبرت قتل عثمان ظلماً[6]. ثم تحوّلت الحرب إلى قتال ضدّ معاوية وجيشه أورث في الذاكرة المحمّلة ببذور النزاع الدموي من أجل السلطة نقمة على أهل السنّة والجماعة بعد وقعة صفين التي كانت أشبه بحرب إبادة[7]. "
_____________
[2]ـ قال هشام: "قال أبو مخنف: فحدثني أبو بكر بن محمّد الخزاعي، أنّ أسلم أقبلت بجماعتها حتّى تضايقت بهم السكك، فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم ، فأيقنت بالنصر." الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ط1، السعودية / الأردن، بيت الأفكار الدولية، (د ت)، ص 493
[4]ـ البلاذري (أحمد بن يحيى)، أنساب الأشراف، (تحقيق محمد حميد الله)، ط1، مصر، دار المعارف، 1959، ج1، ص 586. وقد نقل ابن قتيبة الخبر أيضاً فقال: "إنّ أبا بكر رضي الله عنه تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إنّ فيها فاطمة؟ فقال: وإنْ. فخرجوا فبايعوا إلا عليّاً فإنّه زعم أنّه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتّى أجمع القرآن." ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، (تحقيق علي شيري)، ط1، بيروت، دار الأضواء، 1990، ص 30
[5]ـ ابن قتيبة، المصدر نفسه، ج1، ص ص 28، 29
[6]ـ نقل ابن الأثير أنّه لمّا قتل عثمان بن عفّان، وبلغ عائشة نبأ مبايعة عليّ بن أبي طالب قالت: "ليت هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك (تقصد عليّاً) ردّوني ردّوني فانصرفت إلى مكّة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبنّ بدمه." ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1989، ج2، ص 313
[7]ـ يصوّر المنقري الليلة الأخيرة من وقعة صفين التي سميت بليلة الهرير بقوله: "وزحف النّاس بعضهم إلى بعض فارتموا بالنبل والحجارة حتّى فنيت، ثمّ تطاعنوا بالرّماح حتّى تكسّرت واندقّت، ثمّ مشى القوم بعضهم إلى بعض بالسيف وعمد الحديد، فلم يسمع السّامع إلا وقع الحديد بعضه على بعض، لهو أشدّ هولاً في صدور الرجال من الصّواعق، ومن جبال تهامة يدكّ بعضها بعضاً." نصر بن مزاحم المنقري، وقعة صفّين (تحقيق عبد السلام هارون)، ط1، بيروت، دار الجيل، 1990، ص 475
" انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
تعليق