سطورٌ قيَميَّةٌ في المَقام العِلمي والمَعرفي للإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام)
__________________________________________
إنَّ الإمامَ موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) تمكّنَ في عصره العصيب من مواجهة التيارات الفلسفية والعقدية والتفسيرية والروائية من المدارس الأخرى .
مواجهةً علِميةً وكلاميةً مَكينةً , بإمكان أيّ أحدٍ أن يُراجعها في بطون الكتب الموثوقة والتي سأشيرُ الى بعضها ضمناً .
بحيث أثبتَ حَقانية وشرعيّة مذهبَ أهل البيت المعصومين (عليهم السلام) .
فالإمام موسى الكاظم لم يتركَ وظيفته العلمية في تصحيح المسار الإسلامي والذي أصابه الانحرافُ بقدرٍ كبير , إذ انتشرت التيارات الإلحادية والزندقة .
ليتصدى (عليه السلام) لتثبيت أركان التوحيد الإلهي الحق وتنقيَة العقيدة الإسلامية من دخائل الانحراف الفكري , و كما أغنى مدرسة الفقه بحديثه وروايته وتفسيره الصحيح .
ويتبيّن ذلك في مجموعةٍ من المراجع الأصلية الموثوقة والتي تذكر فقه وحديث وتفسير و فكر الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عند المتقدمين من علمائنا الكرام (رضوان الله تعالى عليهم ) كما في كتب , المُقنع والهداية للصدوق والخلاف والنهاية للطوسي , فضلاً عن كتب المتأخرين من فقهائنا كالمحقق الحلي في كتابه المُعتبر والعلاّمة الحلي في كتابه تحرير الأحكام وغيرها كثير .
وللإمام الكاظم ( عليه السلام) أيضاً دورٌ واضحٌ وهادفٌ في تربية وإعداد أصحابه الخُلّص من العلماء والفقهاء والمفكرين إعدادا قويماً لدرجةٍ إلى ألان تعتمدُ المؤسسات المعرفية والعلمية في أوساطنا الدينية على مخزونهم الفقهي والأصولي والكلامي والتفسيري والحديثي .
ومن أبرز هؤلاءِ التلامذة هو علي بن يقطين بن موسى الكوفي البغدادي وهو ثقة جليلُ القدرِ والمَكانة عند الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
بحيث لثقة الإمام بعدله أجازَ له العمل في وزارة الرشيد العباسي وحكومته الظالمة
كي يخدمَ الصالح العام ويُحافظ على حرمة المؤمنين.
: انظر : الخلاف: الطوسي: ج1 : ص220.
وأما يونسُ بن عبد الرحمن فهو الآخر من خيرة أصحاب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وعلاّمة زمانه .
حتى أنّ الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) كان يُشير إليه في العلم والفتيا.
: انظر: تحف العقول: ابن شعبة الحراني: ص 444.
فالمُتتبع في دراسة ومطالعة منهج الإمام موسى الكاظم يجده مُهتماً بعقيدة توحيد الله تعالى بالصورة الصحيحة وتنزيهها عن الأوهام والخرافات.
وكذا يجده إنسانا مُفكِّراً ومؤسِّساً لمختلف العلوم والفنون والمعارف الإسلامية.
بحيث كان ينهج نهجاً قويماً وتربوياً في بناء الشخصية المؤمنة للإنسان المسلم.
ولقد ذكرت كتب الرجال وتراجم الرواة وكتب الحديث أنّ أكثر من ثلاثة مئة راوٍ رووا الحديث عن الإمام موسى الكاظم( عليه السلام) وكلّهم ثقات خُلّص ومن جلّة أصحابه , ولهم كتبٌ ومؤلفاتٌ ثرية وعلمية يُعتمد عليها علميا.
وتكفّلتْ ببيان ذلك المجاميعُ الروائية الأربعة الشيعية الموثوقة والصحيحة الصدور
ك (الكافي للشيخ الثقة للكليني ) و (مَن لا يحضره الفقيه للصدوق )
وكتابَي( التهذيب و الاستبصار للطوسي )
_________________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
تعليق