تويت
لم يُعد كتاب نهج البلاغة من قبل الشريف الرضي لغرض الحصول على ثواب تلاوته وتحسين صوت الفاظه كما هو احد فروع ثواب القرآن الكريم ، ولا هو دعاء يقال في قنوت او في آناء الليل ووقت حضور القلب كالصحيفة السجادية او كتب الادعية ..
وإنما علينا ان نتعرف على اغراض كتابته التي نحتمل انها كانت في خُلد جامعه رضوان الله عليه وهي :
1. لإثبات اعلمية وافضلية وبلاغة وفصاحة أمير المؤمنين ع التي سعى اعدائه سعيهم لاخفائها او انتسابها لآخرين ، ولهذا عندما نتصفح هذا الكتاب الشريف انما نتصفح صفحات من عبقرية علي بن ابي طالب ع وخارطة مبسطة من خرائط فكره الإلهي الوقّاد ..
2. عندما نقرأ في بعض صفحات كتاب نهج البلاغة إنما نقرأ صفحات مهمة من تأريخ نزاع اسلامي طالما حرّف طريق تكامل المسلمين وأطال عليهم الوصول الى اهدافهم الكبرى ، هذا النزاع الذي يُسمى بحروب التأويل ، ما دوّن في هذا التأريخ المهم هو الواقع الذي لا انحراف به ولا تضليل ..
3. هو كتاب عقائدي بامتياز ، قدّم العقيدة الصحيحة في اوقات اصبح النزاع فيه عقائدي وبدأت الامة تتفرق وتتمذهب عقديا ، اختصت بعض الخطب بذلك وتضمنت خطب اخرى أفكاراً عقائدية معمقة لا يقولها غيره سلام الله عليه ..( أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده .. وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه .. الخ ) .
4. كما انه كتاب علمي وسياسي واداري واجتماعي ، هو كتاب دولة في الواقع ، فيه علوم جمّة ، استطاع بعض المتخصصين الكشف عن بعض اسرارها وتبقى منها ما يملأ الخافقين علوماً ومهارات ، فعهده لمالك الاشتر عندما ولاّه مصر فيه دستور حكم كامل ، نقرأ في السطر الأول منه ما يختصر هذا الدستور حيث يقول ( هذا ما أمر به .. جباية خراجها وجهاد عدوها واستصلاح أهلها وعمارة بلادها ) ..
5. لم يبخل الكتاب عن حكم قليلة الكلمات غزيرة المعاني هي بحقيقتها برامج عمل وطريقة حياة ، اسمع ( قيمة كل امرىء ما يُحسنه ) ، بالله عليك اي كلمة هذه ..!!
أريد من هذا الكلام القول ان نهج البلاغة يُقرأ للغرض الذي تنعقد عليه عزيمة القارىء وتكون طريقة القراءة حسب الهدف الذي يرجوه ..
تعليق