بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما يلي نُبيِّن كيفية الصلاة و نقتصر على بيان الواجبات دون ذكر المستحبات :
واجبات الصلاة
1. النيّة : أي القصد و العزم على إتيان صلاة مُعيَّنة أداءً أو قضاءً لوجوبها قربة إلى الله تعالى ، و لا يلزم التلفُّظ بالنية ، و لا بُدَّ أن تستمر هذه النية حتى الانتهاء من الصلاة .
2. تكبيرة الإحرام ، و بها يدخُل المُصلي في صلاته ، و تكبيرة الإحرام هي أن يقول المُصلي : " الله أكبر " ، و يجب الاستقرار البدني عند التلفظ بها .
3. القراءة : تجب قراءة سورة الحمد و سورة أخرى معها _ حال القيام _ في الركعة الأولى و الثانية من كل صلاةٍ ، و يتخير المُصلي في الركعة الثالثة و الرابعة بين قراءة سورة الحمد وحدها ، و بين التسبيحات الأربع ، و هي : ـ سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلاّ الله ، و الله أكبر _ يكررها ثلاث مرات جمعاً بين الواجب و المستحب _ .
و يجب تعلُّم القراءة الصحيحة و تلفُّظ الحروف و الحركات بشكل صحيح ، كما و يجب على الرجال الإخفات في القراءة في صلاة الظهر و العصر ، و الجهر فيها في صلاة الصبح و المغرب و العشاء ، أمّا النساء فيجوز لهنّ الإخفات في مواضع الجهر .
و يجب الإخفات عند قراءة التسبيحات و كذلك إذا قُرِئَتْ سورة الحمد بدلاً منها .
4. الركوع : و هو الإنحناء بعد إتمام القراءة ، و يجب أن يكون الإنحناء بمقدار تصل أطراف الأصابع إلى الركبة , و يجب أن يقول المُصلي حال الركوع : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ ، أو يقول : سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله ، ثم يستوي قائماً و يصبر قليلاً و هو منتصب قبل أن يهوي إلى السجود .
5. السجود : و هو وضع المساجد السبعة على الأرض ، و المواضع السبعة هِيَ : الْجَبْهَةُ ، وَ الْكَفَّانِ ، وَ الرُّكْبَتَانِ ، وَ الْإِبْهَامَانِ _ إبهامي القدمين _ ، و يجب على المُصلِّي أن يقول : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ ، أو يقول : سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله ، ثم يرفع رأسه من السجدة الأولى و يجلس قليلاً ، ثم يسجد مرة أخرى في كل ركعة من صلاته ، و لا بُدَّ من وضع الجبهة على ما يصح السجود عليه ، و هو الأرض أو النبات عدا المأكول و الملبوس .
6. التشهُّد : بعد الانتهاء من السجدة الثانية في الركعة الثانية على المُصلِّي الجلوس للتشهد ، و هو أن يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، و أشهد أنّ محمداً عبدُهُ و رسوله ، اللهم صلِّ على محمد و آل محمد ، فإن كانت صلاته ثنائية أتى بالتسليم ، و إلاّ أكمل صلاته .
7. التسليم : و هو أن يقول : السلام عليك أيّها النبي و رحمة الله و بركاته ، السلام علينا و على عباد الله الصالحين ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته _ جمعاً بين الواجب و المستحب _ ، و به تنتهي صلاته .
أما إذا كانت الصلاة ثلاثية كصلاة المغرب ، أو رباعية كالظهر و العصر و العشاء قام المُصلي بعد التشهد ليُكمِلَ صلاته .
و لمزيد من التفصيل و معرفة أحكام الصلاة يمكنك مراجعة الرسائل العملية لمراجع التقليد .
صلاة الامام الصادق (عليه السلام)
عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) يَوْماً : " يَا حَمَّادُ تُحْسِنُ أَنْ تُصَلِّيَ " ؟
قَالَ : فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي أَنَا أَحْفَظُ كِتَابَ حَرِيزٍ فِي الصَّلَاةِ !
فَقَالَ : " لَا عَلَيْكَ ، يَا حَمَّادُ : قُمْ فَصَلِّ " .
قَالَ : فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَوَجِّهاً إِلَى الْقِبْلَةِ فَاسْتَفْتَحْتُ الصَّلَاةَ فَرَكَعْتُ وَ سَجَدْتُ .
فَقَالَ : " يَا حَمَّادُ لَا تُحْسِنُ أَنْ تُصَلِّيَ ، مَا أَقْبَحَ بِالرَّجُلِ مِنْكُمْ يَأْتِي عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً أَوْ سَبْعُونَ سَنَةً فَلَا يُقِيمُ صَلَاةً وَاحِدَةً بِحُدُودِهَا تَامَّةً " .
قَالَ حَمَّادٌ : فَأَصَابَنِي فِي نَفْسِي الذُّلُّ .
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَعَلِّمْنِي الصَّلَاةَ .
فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ مُنْتَصِباً ، فَأَرْسَلَ يَدَيْهِ جَمِيعاً عَلَى فَخِذَيْهِ ، قَدْ ضَمَّ أَصَابِعَهُ ، وَ قَرَّبَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ حَتَّى كَانَ بَيْنَهُمَا قَدْرُ ثَلَاثِ أَصَابِعَ مُنْفَرِجَاتٍ ، وَ اسْتَقْبَلَ بِأَصَابِعِ رِجْلَيْهِ جَمِيعاً الْقِبْلَةَ لَمْ يُحَرِّفْهُمَا عَنِ الْقِبْلَةِ ، وَ قَالَ _ بِخُشُوعٍ _ : " اللَّهُ أَكْبَرُ " .
ثُمَّ قَرَأَ الْحَمْدَ بِتَرْتِيلٍ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، ثُمَّ صَبَرَ هُنَيَّةً بِقَدْرِ مَا يَتَنَفَّسُ وَ هُوَ قَائِمٌ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ وَجْهِهِ وَ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ هُوَ قَائِمٌ .
ثُمَّ رَكَعَ وَ مَلَأَ كَفَّيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ مُنْفَرِجَاتٍ ، وَ رَدَّ رُكْبَتَيْهِ إِلَى خَلْفِهِ حَتَّى اسْتَوَى ظَهْرُهُ حَتَّى لَوْ صُبَّ عَلَيْهِ قَطْرَةٌ مِنْ مَاءٍ أَوْ دُهْنٍ لَمْ تَزُلْ لِاسْتِوَاءِ ظَهْرِهِ ، وَ مَدَّ عُنُقَهُ ، وَ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ سَبَّحَ ثَلَاثاً بِتَرْتِيلٍ ، فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ .
ثُمَّ اسْتَوَى قَائِماً ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنَ الْقِيَامِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ وَجْهِهِ .
ثُمَّ سَجَدَ وَ بَسَطَ كَفَّيْهِ مَضْمُومَتَيِ الْأَصَابِعِ بَيْنَ يَدَيْ رُكْبَتَيْهِ حِيَالَ وَجْهِهِ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَ لَمْ يَضَعْ شَيْئاً مِنْ جَسَدِهِ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ ، وَ سَجَدَ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَعْظُمٍ : الْكَفَّيْنِ ، وَ الرُّكْبَتَيْنِ ، وَ أَنَامِلِ إِبْهَامَيِ الرِّجْلَيْنِ ، وَ الْجَبْهَةِ ، وَ الْأَنْفِ ، وَ قَالَ : " سَبْعَةٌ مِنْهَا فَرْضٌ يُسْجَدُ عَلَيْهَا وَ هِيَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ : ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ 1 وَ هِيَ الْجَبْهَةُ ، وَ الْكَفَّانِ ، وَ الرُّكْبَتَانِ وَ الْإِبْهَامَانِ ، وَ وَضْعُ الْأَنْفِ عَلَى الْأَرْضِ سُنَّةٌ " .
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ ، فَلَمَّا اسْتَوَى جَالِساً قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ .
ثُمَّ قَعَدَ عَلَى فَخِذِهِ الْأَيْسَرِ وَ قَدْ وَضَعَ ظَاهِرَ قَدَمِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى بَطْنِ قَدَمِهِ الْأَيْسَرِ ، وَ قَالَ : " أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ " .
ثُمَّ كَبَّرَ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ سَجَدَ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ ، وَ قَالَ كَمَا قَالَ فِي الْأُولَى ، وَ لَمْ يَضَعْ شَيْئاً مِنْ بَدَنِهِ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ فِي رُكُوعٍ وَ لَا سُجُودٍ ، وَ كَانَ مُجَّنِّحاً ، وَ لَمْ يَضَعْ ذِرَاعَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ عَلَى هَذَا وَ يَدَاهُ مَضْمُومَتَا الْأَصَابِعِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي التَّشَهُّدِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّشَهُّدِ سَلَّمَ .
فَقَالَ : " يَا حَمَّادُ هَكَذَا صَلِّ " 2 .
ملاحظة : لم يأت الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) بالصلاة كاملة حيث لم يذكر ذكرَ التشهد و التسليم ، و السبب في ذلك أن الإمام ركَّزَ على مواضع الخلل في صلاة حمَّاد ليصحح له صلاته و سكت عن سائر الموارد كما هو واضح .
المصادر
1.القران الكريم : سورة الجن ( 72 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 573 .
2. الكافي : 3 / 311 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
تعليق