السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
🔹️🌟🔹️🌟🔹️🌟🔹️🌟🔹️
لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونال الزهراء عليهاالسلام ما نالها من القوم ،
لزمت الفراش ، ونحل جسمها ومرضت مرضاً شديداً (١) ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلىٰ أن توفيت ( صلوات الله عليها ) (٢)
وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يمرضها بنفسه ،
وتعينه علىٰ ذلك أسماء بنت عميس (٣).
فلمّا نعيت إليها نفسها ،
أوصت أمير المؤمنين عليهالسلام أن يتزوج بابنة أُختها أُمامة بنت زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لحبّها لأولادها ،
وأن يتخذ لها نعشاً وصفته له ،
وأن لا يدع أحداً يشهد جنازتها ممن ظلمها ،
ولا يصلي عليها أحد منهم ،
وأن يتولىٰ أمرها بنفسه ، ويدفنها في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار (٤).
وروي أنّ أسماء بنت عميس هي التي وصفت صورة النعش لفاطمة عليهاالسلامأول نعش أُحدث في الإسلام نعش فاطمة عليهاالسلام ،
إنّها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها ،
وقالت لأسماء : إنّي نحلت وذهب لحمي ، ألا تجعلي لي شيئاً يسترني ؟
قالت أسماء : إنّي كنت بأرض الحبشة ، فرأيتهم يصنعون شيئاً ، أفلا أصنع لك ، فإن أعجبك صنعت لك ؟ قالت : نعم.
فدعت بسرير فأكبّته لوجهه ،
ثمّ دعت بجرائد فشددتها علىٰ قوائمه ،
ثم جلّلته ثوباً ،
فقالت : هكذا رأيتهم يصنعون.
فقالت عليهاالسلام : اصنعي لي مثله ، استريني سترك الله من النار » (١).
قال ابن عباس رضياللهعنه : فقبضت فاطمة عليهاالسلام فارتجّت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ،
ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ،
واجتمعت نساء بني هاشم في دارها ،
فصرخن صرخة واحدة ، كادت المدينة تتزعزع من صراخهن ، وهن يقلن :
يا سيدتاه ، يا بنت رسول الله ،
وأقبل الناس إلىٰ علي عليهالسلام مثل عرف الفرس وهو جالس
، والحسن والحسين عليهمالسلام بين يديه يبكيان ، فبكىٰ الناس لبكائهما.
وخرجت أُمّ كلثوم عليهاالسلام وعليها برقعها تجرّ ذيلها ، متجلّلة برداء عليها تسحبه ،
وهي تقول : يا أبتاه ، يا رسول الله ، الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً (وروي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام وقع علىٰ وجهه وهو يقول :
« بمن العزاء يا بنت محمد ، كنت بك أتعزّىٰ ، ففيم العزاء من بعدك ؟ » (١).
واجتمع الناس وهم يرجون أن تخرج جنازة الزهراء عليهاالسلام فيصلّوا عليها ،
فخرج أبو ذر رضياللهعنه وقال : انصرفوا ،
فإنّ ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أُخّر إخراجها في هذه العشية ،
فقام الناس وانصرفوا (٢).
___________________
١)
راجع الرويات في هذا المعنىٰ في الاحتجاج / الطبري : ٨٣ ودلائل الإمامة / الطبراني : ١٣٤. وكتاب سليم : ٤٠. ودعائم الإسلام ١ : ٢٣٢. ووصفت عليهاالسلام بالشهيدة في كثير من الروايات والزيارات. راجع الكافي ١ : ٤٥٨ / ٢. والمزار / المفيد : ١٥٦. والمقنعة / المفيدة : ٤٥٩. وتهذيب الأحكام / الطوسي ٦ : ١٠ / ١٩. والبلد الأمين / الكفعمي : ١٧٨. ٢) روضة الواعظين / الفتال : ١٥١. والمناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٦٢. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٩١ / ٢٠. ٣) أمالي المفيد : ٢٨١ / ٧. وأمالي الطوسي : ١٠٩ / ١٦٦. وبحار الأنوار ٤٣ : ٢١١ / ٤٠. وقيل : إنّ أسماء التي حضرت زواج الزهراء عليهاالسلام ووفاتها ، هي غير أسماء بنت عميس ، فلعلّها مصحفة عن سلمىٰ امرأة أبي رافع ، أو سلمىٰ بنت عميس امرأة حمزة ( رضي الله عنه ) ، أو أسماء بنت يزيد بن السكن. ٤) روضة الواعظين / الفتال : ١٥١. والمناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٦٢. وأمالي المفيد : ٢٨١ / ٧. وأمالي الطوسي : ١٠٩ / ١٦٦. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٨١ و ١٩٢ و ٢١١ / ٤٠.
اللهم صل على محمد وال محمد
🔹️🌟🔹️🌟🔹️🌟🔹️🌟🔹️
لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونال الزهراء عليهاالسلام ما نالها من القوم ،
لزمت الفراش ، ونحل جسمها ومرضت مرضاً شديداً (١) ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلىٰ أن توفيت ( صلوات الله عليها ) (٢)
وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يمرضها بنفسه ،
وتعينه علىٰ ذلك أسماء بنت عميس (٣).
فلمّا نعيت إليها نفسها ،
أوصت أمير المؤمنين عليهالسلام أن يتزوج بابنة أُختها أُمامة بنت زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لحبّها لأولادها ،
وأن يتخذ لها نعشاً وصفته له ،
وأن لا يدع أحداً يشهد جنازتها ممن ظلمها ،
ولا يصلي عليها أحد منهم ،
وأن يتولىٰ أمرها بنفسه ، ويدفنها في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار (٤).
وروي أنّ أسماء بنت عميس هي التي وصفت صورة النعش لفاطمة عليهاالسلامأول نعش أُحدث في الإسلام نعش فاطمة عليهاالسلام ،
إنّها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها ،
وقالت لأسماء : إنّي نحلت وذهب لحمي ، ألا تجعلي لي شيئاً يسترني ؟
قالت أسماء : إنّي كنت بأرض الحبشة ، فرأيتهم يصنعون شيئاً ، أفلا أصنع لك ، فإن أعجبك صنعت لك ؟ قالت : نعم.
فدعت بسرير فأكبّته لوجهه ،
ثمّ دعت بجرائد فشددتها علىٰ قوائمه ،
ثم جلّلته ثوباً ،
فقالت : هكذا رأيتهم يصنعون.
فقالت عليهاالسلام : اصنعي لي مثله ، استريني سترك الله من النار » (١).
قال ابن عباس رضياللهعنه : فقبضت فاطمة عليهاالسلام فارتجّت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ،
ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ،
واجتمعت نساء بني هاشم في دارها ،
فصرخن صرخة واحدة ، كادت المدينة تتزعزع من صراخهن ، وهن يقلن :
يا سيدتاه ، يا بنت رسول الله ،
وأقبل الناس إلىٰ علي عليهالسلام مثل عرف الفرس وهو جالس
، والحسن والحسين عليهمالسلام بين يديه يبكيان ، فبكىٰ الناس لبكائهما.
وخرجت أُمّ كلثوم عليهاالسلام وعليها برقعها تجرّ ذيلها ، متجلّلة برداء عليها تسحبه ،
وهي تقول : يا أبتاه ، يا رسول الله ، الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً (وروي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام وقع علىٰ وجهه وهو يقول :
« بمن العزاء يا بنت محمد ، كنت بك أتعزّىٰ ، ففيم العزاء من بعدك ؟ » (١).
واجتمع الناس وهم يرجون أن تخرج جنازة الزهراء عليهاالسلام فيصلّوا عليها ،
فخرج أبو ذر رضياللهعنه وقال : انصرفوا ،
فإنّ ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أُخّر إخراجها في هذه العشية ،
فقام الناس وانصرفوا (٢).
___________________
١)
راجع الرويات في هذا المعنىٰ في الاحتجاج / الطبري : ٨٣ ودلائل الإمامة / الطبراني : ١٣٤. وكتاب سليم : ٤٠. ودعائم الإسلام ١ : ٢٣٢. ووصفت عليهاالسلام بالشهيدة في كثير من الروايات والزيارات. راجع الكافي ١ : ٤٥٨ / ٢. والمزار / المفيد : ١٥٦. والمقنعة / المفيدة : ٤٥٩. وتهذيب الأحكام / الطوسي ٦ : ١٠ / ١٩. والبلد الأمين / الكفعمي : ١٧٨. ٢) روضة الواعظين / الفتال : ١٥١. والمناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٦٢. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٩١ / ٢٠. ٣) أمالي المفيد : ٢٨١ / ٧. وأمالي الطوسي : ١٠٩ / ١٦٦. وبحار الأنوار ٤٣ : ٢١١ / ٤٠. وقيل : إنّ أسماء التي حضرت زواج الزهراء عليهاالسلام ووفاتها ، هي غير أسماء بنت عميس ، فلعلّها مصحفة عن سلمىٰ امرأة أبي رافع ، أو سلمىٰ بنت عميس امرأة حمزة ( رضي الله عنه ) ، أو أسماء بنت يزيد بن السكن. ٤) روضة الواعظين / الفتال : ١٥١. والمناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٦٢. وأمالي المفيد : ٢٨١ / ٧. وأمالي الطوسي : ١٠٩ / ١٦٦. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٨١ و ١٩٢ و ٢١١ / ٤٠.
تعليق