مسألة الحجاب من المسائل الفطرية عند الإنسان ، ذكراً كان أم أنثى .. وهذا ما تقرّه لنا الآية القرآنية الكريمة التي تتحدث عن أولى مراحل التكوّن الجديد للإنسان بعد حادثة غواية الشيطان له وأكله من الشجرة التي نهاه الله عنها ، قال تعالى ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) ..
فلم توضّح الآية ثمّة أمر إلهي بتغطية السوءة وإنما هو ناتج عن حاجة متأصلة بالتكوين الجديد للإنسان وأنّ الحياء هو عبارة عن شعور فطري ينطوي عليه .. امّا ما هي علاقة أكل الشجرة بإثارة هذا الشعور والتنبيه الى هذا النقص فهذا له بحثه الخاص ..
نعم ، يفترق حجاب الرجل عن حجاب المرأة فيما يخص جسدهما في المساحة فقط تقريباً ، فحياء الرجل يقتصر على مساحة اقل من مساحة حياء المرأة على جسدها والتي قد تصل احياناً الى 100% ..
وفي لقاء متلفز مع السيد المرجع محمد حسين فضل الله - قدس سره- تسأله فيه مقدمة البرنامج حول سبب فرض الإسلام الحجاب على المرأة .. فيفاجئها بسؤال : هل تستطيعين خلع جميع ملابسك أمام أنظار الناس ..؟ فأجابت بكلا .. فقال لها اذن نحن متفقون على أصل الحجاب ومختلفون في كمية المساحة التي ينبغي ان يغطيها من الجسم ..!
☆☆
مفهوم الحجاب في الإسلام أوسع من قطعة قماش تغطي بها المرأة شعرها أو جسدها ، ومن الخطأ حصره بذلك ، ومن السذاجة ان يُنظر له كتقييد للحرية الشخصية أو ما شاكلها ، وهذه النظرات غير الصحيحة للحجاب ناتجة عن الخطأ في فهمه وعدم الإطلاع على تعدد أشكاله في الاسلام .
الرجل كزوج هو أحد أهمّ أشكال حجاب المرأة ، وكذا الزوجة بالنسبة لزوجها ، قال تعالى ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ ) ، بهذا التعبير الدقيق ( هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن ) ، يقول صاحب الميزان ( الظاهر من اللباس معناه المعروف ، وهو ما يستر به الانسان بدنه ، والجملتان من قبيل الاستعارة فإن كلا من الزوجين يمنع صاحبه عن اتباع الفجور وإشاعته بين أفراد النوع فكان كل منهما لصاحبه لباسا يواري به سوأته ويستر به عورته ) ..
وللصوت حجابه في الاسلام ايضاً ، قال تعالى ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) ، وتخضعن بالقول هو ~ ترقيق الكلام وتليينه مع الرجال بحيث يدعو إلى الريبة وتثير الشهوة ~
الحجاب في الإسلام لا يحرّم الزينة على المرأة سواء كانت الطبيعية ( الخلقية ) منها او المكتسبة وإنما يقنن هذه الزينة ويمنع ابتذالها ويرسم لها حدودها ومساحتها التي ينبغي ان ينحصر ظهورها بها ، قال تعالى ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ..
الحجاب احياناً كثيرة يكون درعاً للمرأة من سهام ونبال مؤذية توجّه إليها ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) فبيّنت الآية صراحةً الحكمة بقولها ( فلا يؤذين ) ، في الميزان ( أي لا يؤذيهن أهل الفسق بالتعرض لهن ) ..
من هذا التعدد نفهم أن الحجاب هو مفهوم ينطبق علىّ كل ما يحفظ المرأة من أذى مرضى القلوب وضعاف النفوس ، والحجاب هو كل ما يرفع من قدر المرأة ويمنع ابتذالها ، والحجاب هو كل ما يجعل من زينة المرأة مُلكاً لا يحق لكل أحد إستعماله او التصرف به ..
♤♤
الحجاب في الإسلام هو جزء من نظام تشريعي متكامل ، يعمل هذا النظام على بناء شخصية الفرد وشخصية المجتمع وتهذيبهما وإعدادهما بالشكل الذي يرتقي بهما الى مستوى الأهداف والغايات المتعلقة بوجودهما في هذه النشأة او في قابل العوالم والنشئات الأخرى ..
ولهذا فعلى مستوى التكليف الفردي لا تكره المرأة على الحجاب رغم مأثوميتها ولكن لتعلّقه بنظام اجتماعي عام وتأثر الأخير سلباً به يأتي الإكراه هنا .. وثنائية التكليف الفردي والاجتماعي معمول به حتى في المجتمعات غير الدينية ، فالغرب مثلاً يسمح لمواطنيه تعاقر الخمرة كونها حرية شخصية ولكن لا يسمح لهم قيادة السيارة والسائق مخمور لتعلق الأخيرة بنظام عام ليس حكراً لفرد دون آخر ..
وأصل حكم الحجاب هو تفاعلي ، بمعنى لا يكون ناجزاً حكمه الا عند وجود موضوعه وهو الناظر الآخر غير المستثنى بنصّ ، مما يؤكد تميّز جنبته الجماعية على الفردية ..
ولعلّ الآية المباركة التي نظّمت تعامل المسلمين مع نساء النبي هي واضحة في حكمة المردود الإيجابي للحجاب على المستوى الفردي والاجتماعي ، قال تعالى ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ ) فطهارة القلب هي من بركات الحجاب على الطرفين ، فما بالك بالسافرة او غير المحتشمة التي تتمشى في الأماكن العامة فماذا ستعمل في نفسها والمجتمع ..!
♤♤
لم يتفرد الإسلام بتشريع الحجاب ، وانّما اجتمعت على فرضه الأديان والأعراف الاجتماعية من سالف الأزمان ، يقول ( ويل ديورانت ) في كتابه قصة الحضارة : إذا خالفت امرأةٌ شريعةَ اليهود ، كأن تخرج بين الناس مكشوفة الرأس أو تغزل في الشارع العام أو تتجاذب أطراف الحديث مع أية طبقة من الرجال أو كانت ترفع صوتها في بيتها بحيث يستطيع جيرانها سماعها ، فقد كان لزوجها في تلك الحالات أن يطلقها بغير أن يدفع لها مهرا .
وتمثال مريم العذراء الموجود في مشارق الأرض ومغاربها ( الذي هو بلا شك تم نحته ونصبه بإشراف المؤسسة الدينية ) دليل صارخ على فرض ارتداء الحجاب في النصرانية ، كيف لا وهي عليها السلام ركن من أركان الثالوث المقدس عند الديانة المسيحية ، وكذلك الراهبات المسيحيات ، فزيهنّ معروف ومشهور بوجود غطاء الرأس واستعمال الملابس الفضفاضة ، بل هو مفروض على النساء عند بعض الطوائف المسيحية ، وبعض الكنائس تُلزم ارتدائه عند ممارسة الطقوس العبادية الى الآن ..
وكذلك جاء في دائرة المعارف الكبرى حول الحجاب في اليونان القديمة ( إن عمران المملكة اليونانية كان سببها عدم اختلاط المرأة مع الرجل في ميادين العمل وكن يشتغلن في بيوتهن ويغالين في الحجاب لدرجة أن الدية - القابلة - لا تخرج من دارها ألا محفورة - هكذا وجدتها - ووجهها ملثم باعتناء وعليها رداء طويل يلامس الكعبين وفوق كل ذلك عباءة لا تسمح برؤية شكل قوامها ) .
وكذلك العرب قبل الاسلام ، فكانت الرجال تغطي رأسهم العمائم التي تسمى بتيجان العرب واما النساء فلهنّ الخمار ..
فدعوات نزع الحجاب في العقود المتأخرة هي البدعة الانسانية المخالفة لوجود البشرية بعموديه الزماني والمكاني على هذه الأرض ، وما التحجج بالحرية والمساواة الاّ مغالطات يوهمون بها عقول الذين طغت اهوائهم وغرائزهم وتمكنت منهم شهواتهم لا اكثر ..
♤♤
من إحدى أهم مفردات المنهج الاسلامي في إيصال عقائده واحكامه وتشريعاته وزرع بذرة الايمان بها وتحبيب الناس اليها هو ارسال وإعداد القدوة والأنموذج الكامل لتلك العقيدة وذلك الحكم او التشريع ، وأعظم قدوة نصّبها الاسلام لنا وبنص قرآني هو الرسول الاكرم صلوات الله عليه وعلى اله ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ..
وأهل بيته عليهم السلام هم على رأس من اقتدى بشخصية النبي ص واله حتى أصبحوا نسخة ثانية منه ، قولهم قوله وفعلهم فعله ، رضاهم رضاه وسخطهم سخطه ، وحازت الصديقة الزهراء على أعلى مستويات الإنصهار والذوبان بشخصية أبيها حتى أصبحت بضعة منه وروحه التي بين جنبيه ، يدور رضا وسخط النبي مدار رضاها وسخطها وهذا ما أجمع عليه المسلمون جميعاً .. فهي بهذا المقام قدوة إسلامية وانموذج إيماني ، قولها وفعلها وتقريرها حجة ، بل هي حجة الحجج كما ورد ..
وفي موضوع الحجاب خاصةً يكون الاقتداء بالزهراء أوضح وأبين ، كيف لا ويقول الرسول ص وآله بحقها : باب فاطمة بابي وحجابها حجابي .. ( وكأنه بأبي هو وأمي يتنبأ بما سيحصل بعده بهذا الباب واي حرمة سينتهك بها هذا الحجاب ) ..
الحديث عن حجاب الزهراء عليها السلام حديث دقيق وعميق وشيّق نسأل الله عز وجل ان يوفقنا للوقوف على اعتابه ..
فمن جملة مواقف حصلت مع الزهراء ع ونصوص صدرت عنها نفهم انّ حجاب المرأة في الإسلام يبدأ من روح المرأة وفطرتها وطبيعة بناء شخصيتها وقناعتها التامة والكاملة به وبمعتقداتها وسائر التزاماتها .. والاّ فكيف نفسّر تعاملها مع الرجل الضرير ( ابن ام مكتوم ) وبحضور أبيها ص واله ، حيث اتخذت كافة إجراءات الإحتشام حتى سألها أبوها بأنه ضرير فقالت : إن كان لا يراني فإنني أراه وهو يشمّ الريح ، فأعجب جوابها النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال لها : ( أشهد ا٥نك بضعة مني ) ..
أنظر الى هذا الحجاب الفاطمي : ( إن كان لا يراني فإنني أراه ) وهل هو إلا حجاب الروح قبل الجسد ، حجاب رصين كأنه الدرع الحصين تحمي المرأة فيه نفسها ودينها وتشترك في تحجّب الآخرين منها ، وقد عززت هذه الفكرة صلوات الله عليها عندما قالت : خير للمرأة أن لا ترى الرجال ..
ولا يُفهم من ذلك حرمة النظر الى الرجال وهذا ما لم يقل فيه مسلم ولا فقيه وإنما نتكلم عن كمال الحجاب وتمامه عند الزهراء عليها السلام والذي يرتفع عند الإستثناءات والضرورات كما سنبينه لاحقاً ..
♤♤
قلنا أن الزهراء عليها السلام هي المؤسِسِة للحجاب العالي الدقة والشديد الحصانة للمرأة والذي ينصّ على قاعدة : خير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا الرجال يراها .. وأن المرأة تحتشم من الضرير لأنها هي التي تراه .. غير أننا نجدها في مواطن ا٥خرى تضع هذه القاعدة كأولوية ثانية عندما تتطلب وظيفتها كمسلمة وحاملة لهدف رسالي أن تخرج وتخطب على الرجال وتؤدي ما عليها كما ينبغي ..
الاّ انها لا تتنازل عن المستويات العالية للحجاب إلاّ بحدود الضرورة وبمقدار ما يؤدي الغرض لا أكثر وهذا ما نجده جلياً في خروجها على القوم ، فالرواية التاريخية تصفها وصفاً دقيقاً بحيث إستطاعت أن تجتهد بأشكال أخرى للحجاب عند الخروج عوضاً عن ذلك الشكل الذي تنازلت عنه إضطراراً ( الحضور بمحضر الرجال ) ..
وأحاول هنا انّ أرتب حجاب الزهراء عند خروجها لأبي بكر وبوجود القوم كما ورد بنقاط :
1. تقول الرواية ( لاثت خمارها .. تطأ أذيالها ) ، والخمار غطاء الرأس .. أي أنها لم يظهر منها شيء من رأسها الى قدميها بحيث تطأ ثوبها من زيادة طوله عليها ..
2. ( أقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها ) ، أي لم تخرج للرجال وحدها ..
3. ( ما تخرم من مشية رسول الله ) ، وأعتقد أنها غيرت مشيتها وتشبهت بمشية رجل لأن مشية المرأة قد تكون فيها فتنة .. واختارت من الرجال أباها لتقلّد مشيته ..
4.( فنيطت دونها ملاءة ) ، أي ضرب بينها وبين الرجال ستر يفصلها عنهم ..
5. ( فأنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء ) ، هكذا افتتحت الكلام ، أدارت عقولهم وعواطفهم وهيئتها بما هي تريد ..
لاحظوا إلى الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الزهراء عليها السلام كحجاب يمكّنها من أداء وظيفتها الرسالية وبدون ايّ خسارة تذكر للعفّة ( بمستواها العالي والدقيق ) : ( ستر كامل لشخصها الكريم + الخروج مع مجموعة نساء + تمشي كرجل لا كإمرأة + وضعت بينها وبين الرجال ستراً وحاجزا + نقلت اليهم حزنها وألمها لينظروا اليها بمنظار المظلومية ) .. ! سلام الله عليها
♤♤
لا ينبغي ان تكون مسألة الحجاب من المسائل الخلافية الكبيرة بين الإسلام والغرب ، ولا داعي أن تكون سبباً لأزمات بين الطرفين ، وليس من اللائق أن يكون الحجاب سبّة الغرب على الشرق ولا السفور سبّة الشرق على الغرب بقدر ما هو يمثل حرية إعتقاد وإلتزام دين وخصوصية مجتمع .
فبالرغم من كون نزع الحجاب هو أمراً طارئاً على المجتمعات الغربية إلا أنه أصبح الآن عندهم هو الأصل للأسف الشديد بفعل التيارات العلمانية والإلحادية والإباحية والتي دخلت لهم تحت عناوين مرتجلة لا علاقة لها بالحجاب والتهتك كالحرية والمساواة ... الخ
والفقه الإسلامي في هذا الجانب واقعي وموضوعي جداً في التعامل والتعايش مع تلك المجتمعات ، فترى الفقهاء مثلاً يفتون بجواز النظر الى ما تعارف ظهوره من المرأة عند تلك الشعوب بشرط عدم احتمال الوقوع بالمحظور ..
ونظرة خاطفة الى الفارق في طبيعة الحياة الأسرية بين المجتمعين ، والى الفرق بين ا٥حصائيات الأمراض الغريبة والمستعصية المتعلقة بالعلاقات غير الأخلاقية بين الجنسين ، وإلى إحصائيات جرائم التحرش والاغتصاب والاجهاض والإنجاب من غير اب معروف .. الخ ، عندها ستبرز لنا أهمية الحجاب وحكمة الستر ومبغوضية التهتك ..
فتشير بعض آخر الإحصائيات أنّ ( في الولايات المتحدة 83% من الفتيات اللاتي تراوح أعمارهن بين 12 و 16 عامًا شهدن نوعًا من التحرّش الجنسي في المدارس العامة ، في حين تعاني واحدة من كل خمس نساء تراوح أعمارهن بين 16 و 59 عامًا من بعض أشكال العنف الجنسي في إنكلترا ) ..
نحن نعتقد أنّ تأصيل ثقافة التستر والإحتشام في الغرب ودقة الا٦لتزام بذلك من قبل المجتمعات الإسلامية ستكون له مردودات إيجابية ملموسة لا نحصل عليها في التقدّم التكنولوجي ولا الرفاهية الإقتصادية ولا غيرها ..
شكراً لكم ووفقنا الله جميعاً لما فيه كل خير وصلاح ..
تعليق