بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة الزهراء ( ع ) هي الكوثر
يقول المفسرون في سبب نزول سورة الكوثر :
أن أحد أقطاب المشركين ، و هو العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند باب المسجد الحرام ، فتحدّث مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش ، و هم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمَّ حديثه مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) و فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين ، فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟
قال : ذلك الأبتر ، و كان مقصوده من هذا الكلام أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليس له أولاد و عقب ، إذن سينقطع نسلُه ، فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر ، و هي : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) سورة الكوثر .
رَدّاً على العاص ، الذي زعم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبتر .
أما المعنى ، فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة ، لا ينقطع إلى يوم القيامة .
و قال فخر الدين الرازي في تفسيره ، الكوثر أولاده ( صلى الله عليه وآله ) ، لأن هذه السورة ، إنما نزلت رَدّاً على مَن عَابَهُ ( صلى الله عليه وآله ) بعدم الأولاد .
فالمعنى أنَّه سيعطيه نسلاً يبقون على مَرِّ الزمان ، فانظر كم قُتل من ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لكن العالم ممتلئٌ منهم ، بينما لم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به .
هذا ، و إنَّ للمفسرين آراءً أخرى في معنى الكوثر ، تصل إلى ( 26 ) رأياً ، منها : العِلْم ، النبوَّة ، القرآن ، الشفَاعة ، شَرَف الجنة ، الحوض ، إلى غيرها من الأقوال في معنى الكوثر ، لكنَّ جميع ما قيل في معنى الكوثر ، يندرج تحت عنوان الخير الكثير ، فلا تناقض بين الأقوال إذن .
و ممّا يؤيِّد ذلك ما روي عن ابن عباس ، أنه قد فَسَّر الكوثر بالخير الكثير ، فقال له سعيد بن جبير ، ان أناساً يقولون هو نهر في الجنة .
فقال : هو من الخير الكثير .
و لعلَّ أحسن الأقوال و أكثرها إنطباقاً على سبب نزول السورة ، هو ما قيل بأن المراد من الكوثر كثرة النسل و الذرية .
و قد ظهر ذلك في نسله ( صلى الله عليه وآله ) من ولد فاطمة ( عليها السلام ) ، إذ لا ينحصر عددهم ، بل يتَّصل بحمد الله إلى آخر الدهر مَدَدهم ، و هذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة .
بل ، و هذا الرأي أرجحُ في ميزان التحليل العلمي المُحايِد ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعدم استمرار نسله
، نزلت هذه الآية لكي تُقرِّر في الحقيقة أمرين ؛الأول : أنَّ البنت هي كالابن ، من حيث اعتبارها من الذرِّية و النسل والعقب .الثاني : إن الله عَزَّ و جَلَّ ، سَيرزُقُ النبي ( صلى الله عليه وآله ) من هذه البنت نسلاً و ذرية ، و إن اسمه ( صلَّى الله عليه وآله ) ، سيبقى حياً و متألقاً على مرِّ العصور ، و على طول التاريخ .
تعليق