إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح دعاء مكارم الاخلاق للامام السجاد (ع) 3 (نظرة عامة حول الصحيفة السجادية)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح دعاء مكارم الاخلاق للامام السجاد (ع) 3 (نظرة عامة حول الصحيفة السجادية)

    نظرة عامة حول الصحيفة السجادية
    الصحيفة السجادية، كتاب يحتوي على 54 دعاء ومناجاة للإمام علي بن الحسين السجاد (ع) رابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ويحظى بمكانة عظيمة بين الشيعة، ويأتي بالمرتبة الثلاثة عندهم بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة، ويُعرف أيضاً باسم "زبور آل محمد" و"إنجيل أهل البيت (ع)".
    لقد بيّن الإمام السجاد (ع) في طيات أدعيته هذه الكثير من المعارف والعلوم، منها: معرفة الله، ومعرفة الكون، ومعرفة الإنسان، وعالم الغيب، والملائكة، ورسالة الأنبياء، ومكانة الأنبياء وأهل البيت (ع)، والإمامة، والفضائل الأخلاقية، والأمور الاجتماعية والاقتصادية، وإشارات تأريخية، ونعم الله، وآداب الدعاء، وتلاوة القرآن، والصلاة، وغيرها من المعارف الدينية. وأشهر أدعية الصحيفة هو دعاء مكارم الأخلاق الذي نحن بصدد بيان معارفه وشرحه.
    إضافة لمكانته عند الشيعة، لقد مدح بعض علماء أهل السنة فصاحة الكتاب وبلاغته أيضاً.
    يذكر الآغا بزرك الطهراني في الذريعة ما يقارب 50 شرحاً للصحيفة السجادية، من أشهرها: رياض السالكين لابن معصوم المدني. تُرجمت الصحيفة للغات عدة، منها الفارسية، والإنجليزية والفرنسية، والتركية، والإسبانية، والأردو وغيرها من اللغات.
    الأسماء
    تعتبر الصحيفة السجاديّة من أهم الكنوز وأعظم الآثار التي انطوت على الحقائق والمعارف الإسلامية بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة، وقد أشار أغا بزرك الطهراني إلى مجموعة من الأسماء و النعوت التي وصفت بها الصحيفة السجادية، منها: «أخت القرآن»، و«إنجيل أهل البيت»، و«زبور آل محمد» و«الصحيفة الكاملة»([1]).
    و قيل أن السبب الرئيسي وراء تسميتها «بالصحيفة الكاملة» هو وجود نسخة من الصحيفة غير تامة لدى الزيدية لا تتوفر على أكثر من نصف الصحيفة الموجودة– تقريباً- ومن هنا أطلق اسم الصحيفة الكاملة على تمام الصحيفة الموجودة لدى الشيعة الاثني عشرية([2]).
    السند
    بلغت الصحيفة السجادية حد التواتر من حيث السند يقول الشيخ أغا بزرك الطهراني: «هي الصحيفة الاولى التي يرجع سندها الى الامام زين العابدين (ع)... والتي خصها الأصحاب بالذكر في إجازاتهم واهتموا براويتها منذ القديم وتوارث ذلك الخلف عن السلف و طبقة عن طبقة، وتنتهي روايتها الى الإمام الباقر وزيد الشهيد ابني الإمام زين العابدين} [3].
    وعن الشيخ محمد تقي المجلسي أن اسانيدها تزيد على ألف ألف سند (ما يساوي المليون) في نقل الصحيفة وروايتها([4]).
    وقال العلامة المجلسي: «والذي رأيت من أسانيد الصحيفة بغير هذه الأسانيد فهي أكثر من أن تحصى ولا شك في أنها من كلام سيد الساجدين أما من جهة الإسناد فإنها كالقرآن المجيد وهي متواترة من طرق الزيدية أيضا».
    وقد نقلها الشيخ المفيد أيضا في الإرشاد وكذلك علي بن محمد الخراز القمي تلميذ الشيخ الصدوق وأحمد العياشي وأبو الفضل الشيباني و.... ومن علماء السنّة روى مقاطع منها كل من ابن الجوزي في خصائص الأئمة والحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي في ينابيع المودة([5]).
    أهمية الصحيفة
    يقول ابن شهر آشوب في كتاب المناقب: (وذُكرت فصاحة الصحيفة الكاملة عند بليغ في البصرة فقال: خذوا عني حتى أملي عليكم وأخذ القلم وأطرق رأسه فما رفعه حتى مات)‏([6]).
    وقد أرسل السيد المرعشي النجفي نسخة من الصحيفة مع رسالة إلى العلامة الشيخ الطنطاوي (المتوفى عام 1358 ه) صاحب التفسير المعروف، فكتب في جواب رسالته: «ومن الشقاوة إنّا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيّم الخالد في مواريث النبوة، وأهل البيت، و إنّي كلّما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق([7]).
    والعجب من هذا المفسّر المعاصر كيف غفل عن المصادر السنيّة – إن كان معذوراً في عدم مراجعتها في المصادر الشيعية- والتي نقلت قسماً منها كالقندوزي وغيره مما مر ذكره([8]).
    أما ابن الجوزي فقد كتب في خصائص الأئمة حول الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) يقول: {إن لعلي بن الحسين زين العابدين حق التعليم على المسلمين في الإملاء والإنشاء وكيفية التكلم والخطاب وطلب الحاجة من الباري تعالى؛ فلولاه لم يكن ليعرف المسلمون آداب التحدث وطلب الحوائج من الله تعالى؛ إن هذا الإمام علّم البشر كيف يستغفرون الله وكيف يستسقون ويطلبون الغيث منه تعالى وكيف يستعيذون به عند الخوف من الأعداء لدفع شرورهم} ([9]).
    الشروح والترجمات
    ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة 50 شرحا للصحيفة السجادية([10]) بل أوصلها بعض الباحثين الى أكثر من 80 شرحاً، من أشهرها ما صنفه العلامة السيد علي خان المدني المشهور برياض السالكين، و هناك مواقع الكترونية خاصة بالصحيفة السجادية([11]).
    هناك عدة طبعات للصحيفة منها:
    1. طبعة مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام / مؤسسة الأنصاريان للطباعة و النشر في مدينة قم المقدسة باشراف السيد محمد باقر نجل السيد المرتضى الموحد الأبطحي الأصفهاني. الطبعة الاولى١٤١١ ه‍.
    2. طبعة دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع. 2002 م
    وقد ترجمت الصحيفة السجادية إلى كثير من اللغات في العالم، منها الفارسية والإنجليزية والإسبانية، والتركية، والفرنسية، والروسية([12]).
    المستدركات
    دوّن الكثير من العلماء مستدركات على الصحيفة السجادية، والمقصود من المستدركات الأدعية المنسوبة إلى الإمام السجاد (ع) والتي لم ترد في الصحيفة الكاملة، نشير هنا الى بعض، منها:
    1. الصحيفة الثانية تأليف محمد بن حسن الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة.
    2. الصحيفة الثالثة من إعداد المؤرخ والرجالي المعروف الميرزا عبد الله أفندي صاحب كتاب رياض العلماء.
    3. الصحيفة الرابعة من تأليف المحدث الميرزا حسين النوري الطبرسي.
    4. الصحيفة الخامسة للعلامة محسن الأمين الحسيني العاملي.
    5. الصحيفة السادسة تأليف الشيخ محمد باقر بن محمد حسن البيرجنديالقائيني.
    6. الصحيفة السابعة كتبها صاحب كتاب المستدرك الشيخ هادي بن عباس آل كاشف الغطاء النجفي.
    7. الصحيفة الثامنة فمن تأليف الميرزا علي الحسيني المرعشيالشهرستاني الحائري، وملحقات الصحيفة من تأليف الشيخ محمد المعروف بـتقي زيابادي القزويني من تلاميذ الشيخ البهائي.([13])
    المحتوى
    لاتشتمل الصحيفة السجادية على المناجاة وطلب الحاجات من الله تعالى وحسب، بل هي عبارة عن مجموعة من الأدعية التي تحوي في داخلها الكثير من العلوم والمعارف الإسلامية، والتي تجلّت في قالبوهيئة الدعاء،فهي تشتمل على المسائل العقائدية، الثقافية، الاجتماعية، السياسية، وبعض القوانين الطبيعية والأحكام الشرعية.
    لقد خلّف لنا الإمام السجاد (ع) أدعية تستوعب - بنحو ما- جميع الأوقات والأزمان والأحوال المختلفة، فبعضها يقرأ مرّة سنوياً كدعاء عرفة ووداع شهر رمضان، وبعضها في الشهر مرة كدعاء رؤية الهلال، والبعض الآخر منها اسبوعياً وبعضها يومياً.
    وقد ركز الإمام (ع) على «الصلاة على محمد وآل محمد» إذ ما من دعاء الا وورد فيه تلك الصلاة المباركة.
    ففي الوقت الذي كان الوضع الحاكم يستقبح حتى تسمية الأبناء باسم علي (ع) ويهدد من يقوم بذلك ويتوعدهم بأشد العذاب، وفي الوقت الذي يرى الامويون أن دعامة حكمهم لا تقوم إلا بسبّ علي(عليه السلام) والنيل منه([14])، تظهر لنا في تلك الأجواء القاتمة قيمة وعظمة التأكيد على تلك الصلاة، ونشر مفهوم «محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأنجبين» في المجتمع الإسلامي ([15]).
    إن تأكيد الامام (ع) على الآصرة القوية والرابطة القويمة بين النبي محمد (ص) وآله نابعة من أمر الله تعالى بالصلوات على رسوله (صلّوا عليه وسلموا تسليما) وقد أولت الشيعة الإمامية هذه المسألة أهمية قصوى في عقائدها وثقافتها الفكرية لما لها من أهمية كبرى على جميع المستويات، ومن هنا نرى الإمام علي بن الحسين (ع) يروي عن أبيه عن جده، أنه قال: «إن الله فرض على العالم الصلاة على رسول الله (ص) وقرننا به فمن صلى على رسول الله (ص) ولم يصل علينا لقي الله تعالى وقد بتر الصلاة عليه وترك أوامره»([16]).
    إن مسألة الإمامة من المضامين السياسية- الدينية المهمة للصحيفة، حيث إن مفهوم الإمامة يتضمن شيعيا بالإضافة الى أحقيّة الأئمة (ع) بالخلافة بعداً إلهياً للعصمة والتمتع بعلوم الأنبياء وخصوصاً النبي الأكرم (ص)، وقد ركز الإمام السجاد (ع) على مفهوم العصمة و الخلافة و... في أحد أدعيته عندما قال: {رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الْمُنتَجَبِ، الْمُصْطَفَى، الْمُكَرَّمِ، الْمُقَرَّبِ، أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِ برَكاتِكَ أَتَمَّ.... رَبِّ صَلِّ عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لاَمْرِكَ، وَجَعَلْتهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ، وَخُلَفَآءَكَ فِي أَرْضِكَ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ، وَجَعَلْتهُمْ الْوَسِيلَةَ إلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ إلَى جَنَّتِكَ} ([17]).
    ولم تنحصر الأدعية بذلك بل هناك أهداف عبادية وفكرية وسياسية تجدر الإشارة إلى مورد فكري واحد منها كما روى ذلك الإربلي حيث قال: «جاءت الرواية أن علي بن الحسين كان في مسجد رسول الله (ص) ذات يوم إذ سمع قوما يشبهون الله بخلقه ففزع لذلك وارتاع له ونهض حتى أتى قبر رسول الله (ص) فوقف عنده فرفع صوته يناجي ربه فقال في مناجاته له: إلهي بدت قدرتك و لم تبد هيئة فجهلوك و قدروك بالتقدير على غير ما أنت به‏.... الى آخر الدعاء»([18]).


    [1]) آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 18 – 19.

    [2]) مقدمة المرعشي النجفي على الصحيفة، ص 46 المقدمة.

    [3]) آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 18– 19.

    [4]) المرعشي النجفي، الصحيفة السجادية، البلاغي، ص 11 المقدمة.

    [5]) راجع: القندوزي، ينابيع المودة، ج 1 - 2، ص 599.

    [6]) مقدمة المرعشي النجفي، ص 13.

    [7]) مقدمة المرعشي النجفي، ص 37 المقدمة؛ راجع: مهدي بيشوايي، سيره بيشوايان، ص 270 – 271.

    [8]) ينابيع المودة، ص 599 – 630.

    [9]) نقلاً: عن مقدمة المرعشي على الصحيفة، ص 43- 45.

    [10]) الذريعة، ج 3، ص 345 - 359.

    [11]) راجع: الحكيم، السيد محمد حسين، مجله «كتاب ماه دين»، اسفند 1380 وفروردين 1381 ش.

    [12]) موقع الأثر الإلكتروني .. ترجمات الصحيفة السجادية

    [13]) راجع: مقدمة المرعشي النجفي، ص 41 – 43.

    [14]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغه، ج 13، ص220، أنساب الأشراف، ج 1، ص 184.

    [15]) الصحيفة السجادية الدعاء 6 فقرة 24.

    [16]) سهمي، تاريخ جرجان، ص 188.

    [17]) الصحيفة السجادية، الدعاء 47 الفقرة 56.

    [18]) الأربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 89.



  • #2
    الأخ الفاضل محمد البدراوي . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نشر هذه المشاركة القيمة عن كتاب الصحيفة السجادية . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X