بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع نسمع الكثير من محاوري اهل السنه والجماعة يستدلون بان الله تعالى مدح جميع الصحابة ورضى عنهم, بدليل ماورد في سورة الفتح اية 18
(( لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا )) (الفتح:18)
فيقولون كيف تتكلمون على بعض الصحابة وقد مدحهم الله تعالى ورضى عنهم ؟
نقول قبل ان نقدم ادلتنا لابد من الرجوع لنفس سورة الفتح ونرى هل ان الله رضي عنهم بلا قيد ولاشرط ام لا ؟ في نفس سورة الفتح
وهل ان هذا الرضا مطلق لهم الى اخر حياتهم مهما فعلوا, ام ان هذا الرضا مشروط بشروط ذكرها القران الكريم .
الجواب نجده في من نفس سورة الفتح بدليل ( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه )) سورة الفتح اية 10
فالاية واضحة وصريحة هذا الرضا لمن وفى بعهده لرسول الله (صلى الله عليه واله ) اما الذي ينكث عهده ومثياقة؟
فلا رضى له بنص صريح القران الكريم .
ثم هل يوجد في التاريخ ممن نكث هذا العهد والميثاق مع رسول الله (صلى الله عليه واله ) ام لا وهل ارتد وانقلب من الصحابة ام لا ؟
قال المفسرون كابن كثير والزمخشري وغيرهما, إن رضوان الله وسكينته مشروطه بالوفاء وعدم نكث العهد (راجع الكشاف 3/543, ابن كثير 4/199).
وبالتالي انه لايوجد رضا مطلق مالم يفي الصحابي بعهده مع رسول الله الى الموت ولذلك روى البخاري عدة احاديث في باب الحوض تبين مدى ارتداد اغلبية الصحابة ؟
وانهم لم ينجوا منهم الا القليل لانهم لم يبقون على عهدهم لرسول الله وانما بدلوا وارتدوا .
بدليل :
صحيح البخاري: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ)(1).
وفي صحيح البخاري: (عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الحَوْضَ، حَتَّى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ")(2).
وفي صحيح البخاري: (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ"، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، لَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا: "فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي")(3).
وفي صحيح البخاري: (عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ القِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُحَلَّئُونَ عَنِ الحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ القَهْقَرَى")(4).
اقول الذي يطالع التاريخ يجد بكل وضوح هذه هذا المعنى من خلال الحروب التي نشبت فيما بين الصحابة ويجد القتل والدماء والظلم والتكفير وابادة اهل البيت وقتلهم ومحاربتهم من اجلى المصاديق على نكث العهد والميثاق مع الله ورسوله فكيف يرضى الله عن الجميع وهذا حالهم .
المصدر
(1) صحيح البخاري لمحمد البخاري، طبعة دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، ج8، ص119.
(2) المصدر السابق، ص120.
(3) المصدر السابق ص 120.
(4) المصدر السابق.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع نسمع الكثير من محاوري اهل السنه والجماعة يستدلون بان الله تعالى مدح جميع الصحابة ورضى عنهم, بدليل ماورد في سورة الفتح اية 18
(( لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا )) (الفتح:18)
فيقولون كيف تتكلمون على بعض الصحابة وقد مدحهم الله تعالى ورضى عنهم ؟
نقول قبل ان نقدم ادلتنا لابد من الرجوع لنفس سورة الفتح ونرى هل ان الله رضي عنهم بلا قيد ولاشرط ام لا ؟ في نفس سورة الفتح
وهل ان هذا الرضا مطلق لهم الى اخر حياتهم مهما فعلوا, ام ان هذا الرضا مشروط بشروط ذكرها القران الكريم .
الجواب نجده في من نفس سورة الفتح بدليل ( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه )) سورة الفتح اية 10
فالاية واضحة وصريحة هذا الرضا لمن وفى بعهده لرسول الله (صلى الله عليه واله ) اما الذي ينكث عهده ومثياقة؟
فلا رضى له بنص صريح القران الكريم .
ثم هل يوجد في التاريخ ممن نكث هذا العهد والميثاق مع رسول الله (صلى الله عليه واله ) ام لا وهل ارتد وانقلب من الصحابة ام لا ؟
قال المفسرون كابن كثير والزمخشري وغيرهما, إن رضوان الله وسكينته مشروطه بالوفاء وعدم نكث العهد (راجع الكشاف 3/543, ابن كثير 4/199).
وبالتالي انه لايوجد رضا مطلق مالم يفي الصحابي بعهده مع رسول الله الى الموت ولذلك روى البخاري عدة احاديث في باب الحوض تبين مدى ارتداد اغلبية الصحابة ؟
وانهم لم ينجوا منهم الا القليل لانهم لم يبقون على عهدهم لرسول الله وانما بدلوا وارتدوا .
بدليل :
صحيح البخاري: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ)(1).
وفي صحيح البخاري: (عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الحَوْضَ، حَتَّى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ")(2).
وفي صحيح البخاري: (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ"، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، لَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا: "فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي")(3).
وفي صحيح البخاري: (عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ القِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُحَلَّئُونَ عَنِ الحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ القَهْقَرَى")(4).
اقول الذي يطالع التاريخ يجد بكل وضوح هذه هذا المعنى من خلال الحروب التي نشبت فيما بين الصحابة ويجد القتل والدماء والظلم والتكفير وابادة اهل البيت وقتلهم ومحاربتهم من اجلى المصاديق على نكث العهد والميثاق مع الله ورسوله فكيف يرضى الله عن الجميع وهذا حالهم .
المصدر
(1) صحيح البخاري لمحمد البخاري، طبعة دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، ج8، ص119.
(2) المصدر السابق، ص120.
(3) المصدر السابق ص 120.
(4) المصدر السابق.
تعليق