بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ ما تقدّم عن موقع المرأة في نظام القيم والحقوق والواجبات في الشريعة الإسلامية، في مساواتها للرجل في الوظائف العامّة، قد يشكل عليه بما يراه الفرد من الوضع الحالي للمرأة، حيث تكون أقلّ كفاءة وأهلية من الرجل في مجالات الوظائف العامّة، فهل هذه الفروق ذاتية بحيث تجعل جنس الرجل أفضل من جنس المرأة.
أو تكون كفاءة الرجل أكثر من كفاءة المرأة في الوظائف العامّة؟
أو تكون أهلية المرأة للمناصب العامّة في الدولة أقلّ من أهلية الرجل لتلك المناصب؟
والجواب على ذلك: ما أشار إليه العلّامة شمس الدين: من أنّ هذه الفروق بين جنس الذكر وجنس الأُنثى وإن كانت فروقاً موجودة في الوضع الاجتماعي الذي تعيشه أكثر المجتمعات، إلّا أنّها ليست فروقاً ذاتية، بل هي فروق ناشئة من الظروف التربوية والاجتماعية التي أدّت إلى تكوين ثقافة خاصّة بالمرأة، جعلتها قاصرة عن تنمية وتطوير المواهب والكفاءات التي تتمتّع بها بحسب أصل خلقتها، فتبدوا أقلّ أهلّية وأقلّ كفاءة من الرجل في بعض المجالات، أو تبدو معدومة الأهلّية والكفاءة في مجالات أُخرى.
والحقيقة:
إنّ تلك الفروق كانت نتيجة ظروف شاذّة جعلت منها مخلوقاً شاذّاً ومتدنياً بالنسبة إلى الرجل.
وهذه الظروف الشاذّة استمرت دهوراً طويلة، بحيث كوّنت قاعدة مزوّرة مثلّت تدنّي المرأة في أصل الخلقة وحقيقة الفطرة.
وإذا أردت معرفة الحقيقة، فلاحظ امرأة نشأت في مناخ اجتماعي وتربوي يوفّر ثقافة لها كما يوفّرها للرجل، وكانت الفرص مماثلة لفرص الرجال في الوظيفة العامّة للإنسان، فإنّك ترى المرأة تحصل على مواهب وكفاءات مماثلة لما عند الرجل في الوظائف العامّة.
وإذا أعكست الأمر فجعلت الرجل ينشأ في مناخ اجتماعي وتربوي ينتج ثقافة مماثلة لثقافة المرأة المنكمشة الممنوعة عن الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية، فإنّ هذا الرجل ينشأ معدوم المواهب والكفاءات أو ضعيفها.
والخلاصة:
إنّ المجتمعات الإسلامية قديماً قد تأثّرت بعادات وأعراف دخلية ومستحدثة لم تكن موجودة عند الشارع المقدّس، فكان إرثها الثقافي نتيجة تفاعلها مع أهل الأديان والثقافات غير الإسلامية، وهذه الأعراف والعادات هي التي ميّزت بين الذكر والأُنثى في الوظائف العامّة المشتركة بينهما.
والشاهد على هذا الذي تقدّم: عرض القرآن الكريم لجملة من النساء اللاتي قمن بأدوار بارزة في مجتمعاتهنّ، وقمن بأنشطٍ تُعبّر عن مواهبهنّ وكفاءاتهنّ التي تضاهي مواهب وكفاءات الرجل، وتزيد عليها في بعض الأحيان، كامرأة فرعون والسيّدة مريم وابنتي شعيب وأُمّ موسى وأُخته وبلقيس ملكة سبأ، ومن تاريخ الإسلام السيّدة خديجة والسيّدة فاطمة الزهراء÷ وأُم سلمة والسيّدة زينب÷، وحتّى في تاريخ الأُمم نشاهد كثيراً من النساء اللاتي قمن بأعمال كبرى ومارسنّ أدواراً قيادية ووظائف عامّة كالرجال، مثل كيلو باطرا ملكة مصر، وبنت كسرى ملك الفرس، مع التزامهنّ بالأُمومة والزوجية في نطاق الأُسرة.
والقصص القرآني يُراد منه التعليم بذكر القدرة العلمية في مجال الخير والعمل الصالح لأجل الاقتداء، فيكون القرآن الكريم قد ذكر موقع المرأة في نظام القيم ونظام الحقوق والواجبات الإسلامية في الشريعة الإسلامية، وهذه النصوص تُشكّل الإطار التشريعي لكلّ حكم يرد على المرأة في السنّة، وبواسطتها نفهم النصوص الأُخرى الواردة في حقّ المرأة، وقبولها أو عدم قبولها، ولذا فإنّ من جملة ما يميّز الروايات الصحيحة من غيرها، عرضها على الكتاب الكريم (كتاب الله)، والعمل بما وافق الكتاب منها وردّ ما خالفه.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ ما تقدّم عن موقع المرأة في نظام القيم والحقوق والواجبات في الشريعة الإسلامية، في مساواتها للرجل في الوظائف العامّة، قد يشكل عليه بما يراه الفرد من الوضع الحالي للمرأة، حيث تكون أقلّ كفاءة وأهلية من الرجل في مجالات الوظائف العامّة، فهل هذه الفروق ذاتية بحيث تجعل جنس الرجل أفضل من جنس المرأة.
أو تكون كفاءة الرجل أكثر من كفاءة المرأة في الوظائف العامّة؟
أو تكون أهلية المرأة للمناصب العامّة في الدولة أقلّ من أهلية الرجل لتلك المناصب؟
والجواب على ذلك: ما أشار إليه العلّامة شمس الدين: من أنّ هذه الفروق بين جنس الذكر وجنس الأُنثى وإن كانت فروقاً موجودة في الوضع الاجتماعي الذي تعيشه أكثر المجتمعات، إلّا أنّها ليست فروقاً ذاتية، بل هي فروق ناشئة من الظروف التربوية والاجتماعية التي أدّت إلى تكوين ثقافة خاصّة بالمرأة، جعلتها قاصرة عن تنمية وتطوير المواهب والكفاءات التي تتمتّع بها بحسب أصل خلقتها، فتبدوا أقلّ أهلّية وأقلّ كفاءة من الرجل في بعض المجالات، أو تبدو معدومة الأهلّية والكفاءة في مجالات أُخرى.
والحقيقة:
إنّ تلك الفروق كانت نتيجة ظروف شاذّة جعلت منها مخلوقاً شاذّاً ومتدنياً بالنسبة إلى الرجل.
وهذه الظروف الشاذّة استمرت دهوراً طويلة، بحيث كوّنت قاعدة مزوّرة مثلّت تدنّي المرأة في أصل الخلقة وحقيقة الفطرة.
وإذا أردت معرفة الحقيقة، فلاحظ امرأة نشأت في مناخ اجتماعي وتربوي يوفّر ثقافة لها كما يوفّرها للرجل، وكانت الفرص مماثلة لفرص الرجال في الوظيفة العامّة للإنسان، فإنّك ترى المرأة تحصل على مواهب وكفاءات مماثلة لما عند الرجل في الوظائف العامّة.
وإذا أعكست الأمر فجعلت الرجل ينشأ في مناخ اجتماعي وتربوي ينتج ثقافة مماثلة لثقافة المرأة المنكمشة الممنوعة عن الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية، فإنّ هذا الرجل ينشأ معدوم المواهب والكفاءات أو ضعيفها.
والخلاصة:
إنّ المجتمعات الإسلامية قديماً قد تأثّرت بعادات وأعراف دخلية ومستحدثة لم تكن موجودة عند الشارع المقدّس، فكان إرثها الثقافي نتيجة تفاعلها مع أهل الأديان والثقافات غير الإسلامية، وهذه الأعراف والعادات هي التي ميّزت بين الذكر والأُنثى في الوظائف العامّة المشتركة بينهما.
والشاهد على هذا الذي تقدّم: عرض القرآن الكريم لجملة من النساء اللاتي قمن بأدوار بارزة في مجتمعاتهنّ، وقمن بأنشطٍ تُعبّر عن مواهبهنّ وكفاءاتهنّ التي تضاهي مواهب وكفاءات الرجل، وتزيد عليها في بعض الأحيان، كامرأة فرعون والسيّدة مريم وابنتي شعيب وأُمّ موسى وأُخته وبلقيس ملكة سبأ، ومن تاريخ الإسلام السيّدة خديجة والسيّدة فاطمة الزهراء÷ وأُم سلمة والسيّدة زينب÷، وحتّى في تاريخ الأُمم نشاهد كثيراً من النساء اللاتي قمن بأعمال كبرى ومارسنّ أدواراً قيادية ووظائف عامّة كالرجال، مثل كيلو باطرا ملكة مصر، وبنت كسرى ملك الفرس، مع التزامهنّ بالأُمومة والزوجية في نطاق الأُسرة.
والقصص القرآني يُراد منه التعليم بذكر القدرة العلمية في مجال الخير والعمل الصالح لأجل الاقتداء، فيكون القرآن الكريم قد ذكر موقع المرأة في نظام القيم ونظام الحقوق والواجبات الإسلامية في الشريعة الإسلامية، وهذه النصوص تُشكّل الإطار التشريعي لكلّ حكم يرد على المرأة في السنّة، وبواسطتها نفهم النصوص الأُخرى الواردة في حقّ المرأة، وقبولها أو عدم قبولها، ولذا فإنّ من جملة ما يميّز الروايات الصحيحة من غيرها، عرضها على الكتاب الكريم (كتاب الله)، والعمل بما وافق الكتاب منها وردّ ما خالفه.