الإمام الكاظم عالم في الاجتماع (في حقيقة الصبر)
والصبر ضربان: بدني ونفسي.
ـ بدني كتحمل المشاق في السفر أو الأعمال الشاقة من العبادات، أو المرض الشديد أو الجراحات والتعذيب.
ـ ونفسي: وهو الصبر على مشتهيات الطبع، ومقتضيات الهوى، فإن كان على احتمال مكروه اثر مصيبة اقتصر على اسم الصبر.
وإن كان عن شهوة البطن والفرج سمّي عفة، وإن كان في الحرب سمّي شجاعة، وإن كان في نائبة من نوائب الزمان الصعبة سمّي سعة الصدر. وإن كان في إخفاء كلام سمّي كتماناً وإن كان في فضول العيش سُمِّيَ زهداً، وإن كان في كظم الغيظ والغضب سمّي حلماً. والإمام الكاظم هو من أفضل الحالمين لكثرة صبره وكظم غيظه، ولهذا سمي بالكاظم.
والعبد في جميع الأحوال لا يستغني عن الصبر في حياته الخاصة والعامة، لأن ما يلقاه في الدنيا إما أن يوافق هواه، وإما يكرهه، وحاله غير خارج عن هذين الضربين وهو لا محالة محتاج إلى الصبر في كل منهما.
وهناك صبر لا يقع تحت الاختيار كالمصائب مثل الموت لبعض الأحباب وهلاك الأموال وزوال الصحة بالمرض وسائر أنواع البلاء.
وهذا النوع من الصبر مستند إلى اليقين. قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما مضمونه:
(أسألك من اليقين ما يهون به علي مصائب الدنيا). وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية؛ فمن صبر على المصيبة حتى يردّها بحسن عزائها، كتب له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة، كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش(25).
والإنسان قد يخرج عن مقام الصابرين بالجزع الزائد والمبالغة في الشكوى، وهذه بلا ريب داخلة تحت الاختبار، فينبغي أن يتجنب جميعها ويظهر الرضا بالقضاء.
ويروى أنه لمّا مات إبراهيم ولد النبي (صلّى الله عليه وآله) فاضت عيناه بالدموع فقيل له: أما نهيتنا عن هذا؟ قال (صلّى الله عليه وآله) بما مضمونه: (إن هذا رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)، وقال (صلّى الله عليه وآله):(تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب).
وسئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن الصبر الجميل؟ فقال: ذاك صبر ليس فيه شكوى وأما الشكاية إلى الله تعالى فلا بأس بها كما قال يعقوب: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ)(26).
ولكن لكل داء دواء فهل للصبر من دواء أو علاج؟؟
نعتقد أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، ووعد بالشفاء، فالصبر وإن كان شاقاً يمكن تحصيله بتقوية باعث الدين وتضعيف باعث الهوى بالمجاهدة والرياضة الروحية. فمن يكثر فكره فيما ورد في الصبر يعلم أن ثوابه على المصيبة أكثر ممّا فات وإنه بسبب ذلك مغبوط بالمصيبة إذ فاته ما لا يبقى معه إلا مدة الحياة الدنيا وحصل له ما يبقى بعد موته أبد الدهر.
وهذا ما يحصل كل يوم مع أهالي المجاهدين الأبطال في المقاومة حيث نجد العديد من الآباء والأمهات الذين فقدوا أبناءهم في هذه الدنيا فصبروا صبراً جميلاً مقوين باعث الدين ومضعّفغين باعث الهوى بالمجاهدة والرياضة، عاملين بقول الرسول الأكرم الذي قال (صلّى الله عليه وآله): (أسألك من اليقين ما يهون به علي مصائب الدنيا). منقول
- من المعلوم أن الحرب قائمة على قدم وساق بين باعث الدين وباعث الهوى ومكان المعركة بينهما قلب المؤمن. ولكن مدد باعث الدين من الملائكة الناصرين لحزب الله، ومدد باعث الهوى من الشياطين الناصرين لأعداء الله، فالصبر عند ذلك عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة.
والصبر ضربان: بدني ونفسي.
ـ بدني كتحمل المشاق في السفر أو الأعمال الشاقة من العبادات، أو المرض الشديد أو الجراحات والتعذيب.
ـ ونفسي: وهو الصبر على مشتهيات الطبع، ومقتضيات الهوى، فإن كان على احتمال مكروه اثر مصيبة اقتصر على اسم الصبر.
وإن كان عن شهوة البطن والفرج سمّي عفة، وإن كان في الحرب سمّي شجاعة، وإن كان في نائبة من نوائب الزمان الصعبة سمّي سعة الصدر. وإن كان في إخفاء كلام سمّي كتماناً وإن كان في فضول العيش سُمِّيَ زهداً، وإن كان في كظم الغيظ والغضب سمّي حلماً. والإمام الكاظم هو من أفضل الحالمين لكثرة صبره وكظم غيظه، ولهذا سمي بالكاظم.
والعبد في جميع الأحوال لا يستغني عن الصبر في حياته الخاصة والعامة، لأن ما يلقاه في الدنيا إما أن يوافق هواه، وإما يكرهه، وحاله غير خارج عن هذين الضربين وهو لا محالة محتاج إلى الصبر في كل منهما.
وهناك صبر لا يقع تحت الاختيار كالمصائب مثل الموت لبعض الأحباب وهلاك الأموال وزوال الصحة بالمرض وسائر أنواع البلاء.
وهذا النوع من الصبر مستند إلى اليقين. قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما مضمونه:
(أسألك من اليقين ما يهون به علي مصائب الدنيا). وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية؛ فمن صبر على المصيبة حتى يردّها بحسن عزائها، كتب له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة، كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش(25).
والإنسان قد يخرج عن مقام الصابرين بالجزع الزائد والمبالغة في الشكوى، وهذه بلا ريب داخلة تحت الاختبار، فينبغي أن يتجنب جميعها ويظهر الرضا بالقضاء.
ويروى أنه لمّا مات إبراهيم ولد النبي (صلّى الله عليه وآله) فاضت عيناه بالدموع فقيل له: أما نهيتنا عن هذا؟ قال (صلّى الله عليه وآله) بما مضمونه: (إن هذا رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)، وقال (صلّى الله عليه وآله):(تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب).
وسئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن الصبر الجميل؟ فقال: ذاك صبر ليس فيه شكوى وأما الشكاية إلى الله تعالى فلا بأس بها كما قال يعقوب: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ)(26).
ولكن لكل داء دواء فهل للصبر من دواء أو علاج؟؟
نعتقد أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، ووعد بالشفاء، فالصبر وإن كان شاقاً يمكن تحصيله بتقوية باعث الدين وتضعيف باعث الهوى بالمجاهدة والرياضة الروحية. فمن يكثر فكره فيما ورد في الصبر يعلم أن ثوابه على المصيبة أكثر ممّا فات وإنه بسبب ذلك مغبوط بالمصيبة إذ فاته ما لا يبقى معه إلا مدة الحياة الدنيا وحصل له ما يبقى بعد موته أبد الدهر.
وهذا ما يحصل كل يوم مع أهالي المجاهدين الأبطال في المقاومة حيث نجد العديد من الآباء والأمهات الذين فقدوا أبناءهم في هذه الدنيا فصبروا صبراً جميلاً مقوين باعث الدين ومضعّفغين باعث الهوى بالمجاهدة والرياضة، عاملين بقول الرسول الأكرم الذي قال (صلّى الله عليه وآله): (أسألك من اليقين ما يهون به علي مصائب الدنيا). منقول
تعليق