تمتص النحلة العاملة الرحيق من الزهور بواسطة خرطومها ، مستفيدة من الخاصة الشعرية ، ثم تدفعه الى فمها بواسطة عضلات البلعوم ، ثم تعود الى الخلية .
ونادراً ما يضع النحل السارح بالحقل حمله من الرحيق مباشرة في القرص الشمعي ، بل انه يعطيه لنحلة اخرى عاملة داخل الخلية او اكثر ، فاذا كان الرحيق من مرعى جديد وزعته على ثلاث او اكثر من العاملات . وهذه عند استلامها الرحيق تعامله معاملة خاصة بواسطة اجزاء الفم لتقلل من نسبة الماء فيه وتزيد من نسبة السكريات . تكرر هذه العملية عدة مرات خلال عشرين دقيقة . واخيرا تمتص هذا الرحيق وبالتدريج ، ثم تقوم بإفراغه في عيون الخلية المسماة(نخاريب) وهي مصنوعة من الشمع بشكل سداسي . ويكون الرحيق بذلك قد تحول الى عسل غير ناضج . ثم تتولاه عاملة اخرى تقوم بتحريك اجنحتها امام النخاريب وتوليد تيار هوائي لتبخير كمية اخرى من الماء العسل .
وتستغرق هذه العملية حوالي ثلاثة ايام . اذا كانت درجة الحرارة من (25-30) في الخلية ، وكانت التهوية جيدة . وعندها يصبح العسل ناضجاً . ثم تقوم العاملة بتغطية النخروب بغطاء رقيق من الشمع . وتكون درجة تركيز السكريات في الرحيق 40% وفي العسل الغير الناضج 60% وفي العسل الناضج حوالي 83% .
اما الشمع الذي تصنع منه العاملات النخاريب السداسية فهي تفرزه من غدد واقعة بين حلقاتها الاربعة البطنية ، وذلك بعد ان تتغذى جيداً بالعسل الذي ادخرته.
المؤلف : د. لبيب بيضون
المصدر : الاعجاز العلمي في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص135-136.