بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
يوم أليم حل على شيعة أمير المؤمنين هو ذلك اليوم الذي ألقى جلاوزة طاغية بني العباس هارون اللا رشيد جثمان الإمام موسى بن جعفر عليه السلام على جسر بغداد بقصد الإهانة والتشفي وليفجع قلوب المؤمنين برؤية إمامهم ممدوداً بقيود السجن ..
عاش إمامنا الكاظم عليه السلام حياة الألم والأسى في عهد اتسم بالبغض لأئمة الهدى وشيعتهم ومحبيهم ..
قضى الإمام السابع والنور التاسع 14-15 سنة من عمره في طوامير مظلمة لا يعرف ليلها من نهارها تذوق خلالها مرارة الألم من جراء الأذى الذي تفنن به جلاوزة الطاغية عليه وعليهم ما يستحقون من العزيز القهار ..
كان عليه السلام صابراً محتسباً شاكراً لله حامداً ، لم يعقه السجن عن أداء دوره كإمام على الأمة ، فقد أضاء الدنيا بنورعلمه وطيبها بأريج نفسه وزينها بجمال صفاته ، لم تمنعه القيود الثقيلة عن عبادة ربه ، ولم تقعده الأغلال عن الإهتمام بشئون أمة جده ، كان عليه السلام مع ما هو فيه من محنة يتلذذ بمناجاة الله بل وجد عليه السلام في سجنه زينة التفرغ للقاء المحبوب ..
حوَّل الإمام الكاظم عليه السلام الطوامير التي سجن فيها إلى مسجد ، حيث كان يقضي جل ساعات سني سجنه قائماً وراكعاً قاعداً وساجداً ، متنفلاً لخالقه ، كان عليه السلام إذا سجد فجراً لا يرفع رأسه إلا لصلاتي الظهر والعصر وإذا سجد ظهراً لا يرفع رأسه إلا لصلاتي المغرب والعشاء حتى سمي عليه السلام بحليف السجدة الطويلة ..
لما لم يجد هارون العباسي وسيلة يتخلص بها من مناقب ومعاجز وكرامات الإمام الكاظم عليه السلام إلا بإنهاء حياته أمر قائد شرطته على سجن بغداد السندي بن شاهك بأن يدس إليه السم النقيع بعد أن ضاق ذرعاً من جمال وجوده حيث عمل كل ما بوسعه لإطفاء نور الإيمام فقد أمر قائد شرطة بغداد الناصبي أن يريه ألوان الأذى ، لكن كلما شدد عليه زها نوره ، لذا لم يجد بداً إلا أن يدس إليه السم فأوكل الأمر للسندي ، فنفذ الأمر ودس إلى إمامنا السم وتركه يتلوى ألماً إلى أن قضى نحبه شهيداً محتسباً في طامورة من طوامير بغداد وذلك في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183هـ عن عمر لي يتجاوز الخامسة والخمسين فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
تعليق