١٣ جمادى الآخرة ، يوم وفاة أم البنين - رض -
أسمها ونسبها : هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعـب بن عـامر بن كـلاب بن ربـيعة بن عـامر بن صعصعة بن معاوية بن هـوازن [1] ، وأمها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب [2] .
كنيتها : أم البنين .
ولادتها : لم يذكر التأريخ زمان ولادتها ، ولكن على مقولة أن عمرها - رضوان الله عليها - في كربلاء كان ( ٥٥ ) عاماً [3] فتكون ولادتها بحدود سنة ( ٥ ) او ( ٦ ) للهجرة بعد أن نعرف أن الواقعة كانت في سنة ( ٦١ ) للهجرة .
زواجها من أمير المؤمنين ع : فـي رواية أن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) قـال لأخيه عـقيل - وكان عـالماً بأنـساب الـعـرب وأخبارهـم - : " أنظر لـي امـرأة قـد ولـدتها الـفحول مـن العـرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً " ، فقال عقيل : " تزوّج فـاطمة بنت حـزام الـكـلابية ، فأنه لـيس في العـرب أشجع من آبائها "[4] .
أم البنين وكربلاء : هي أمّ أربعة شهداء في كربلاء ، العباس ع وأخوته ( جعفر وعثمان وعون ) أبناء أمير المؤمنين ع ، وكـانت (عليها السلام) تخـرج بـعـد واقـعة الطـف إلى الـبقيع تـندب سبط النبي الأكرم (عليه السلام) وأولادها ، وهـي تحمل حفيدها عبيد الله بن العـباس ، فيجتمع الناس لسـماع رثائها فيبكون لـشجي الندبة ، حيث كانت تقول :
لا تدعوني ويك أم البنين تذكريني بليوث العرين
كانوا بنون لي أدعى بهم واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الربى قد واصلوا الموت بقطع الوتين
وفاتها : واتفقت الروايات التاريخية ان في الثالث عـشر من جمادى الثانية سنة 64 هـ توفيت أم البنين (عليها السلام) ودفنت في البقيع [6] .
قبيلتها : لا ينكر أحد أن قـومها مـن شجعان الـعـرب ، فـهـذا مُلاعـب الأسنّة " أبو البراء" عـامر بن مالك بن جعـفـر بن كـلاب ، جـد ثمامة والدة أم البنين (عليها السلام) ، حيث لم يعرف العرب مثل شجاعته وفروسيته [7] ، ومنهم " الطفيل فارس قرزل " ، وهو والد عمرة ، الجدة الأولى لأم البنين (عليها السلام) ، وكـان مـن شجعـان الـعـرب ولـه أشــقّـاء مـن خـيرة الـفـرسـان مـنهم ربيعة وعـبيدة ومعـاوية ، ويقال لأمهم أم البنين .
وكذلك "عـامر بن الطفيل" ، وهـو أخو عـمرة الجدة الأولى لأم البنين (عليها السلام) ، وكـان مـن ألـمـع شـجعان الـعرب فـي شـدّة بـأسـه حـتى ذاع اسـمه بين العرب ، بالإضافة الى "عـروة الرجال" بن عـتبة بن جعفـر بن كلاب ، والد كـبشة الجدة الثانية لأم البنين (عليها السلام) ، وكان مـن الشخصيات البارزة بلاد الحجاز ، وكان يـفـد مـلوك عـصره فـيكـرمـونه ويجـزلـون لـه الـعطاء ويحسنون وفادته [8] .
مكانتها عند المؤمنين : مكانة أم البنين عالية عند المؤمنين ، وذلك لنجاحاتها الباهرة كشخصية إيمانية وكزوجة للرجل الثاني في الإسلام علي بن أبي طالب ، وكأم للعباس واخوته ..
ولأن زواجها من أمير المؤمنين لم يكن صدفة ولم تأت إليه اعتباطاً وكما بيّنا بأنها خضعت لشروط أملاها أمير المؤمنين على أخيه الأكبر العالِم بالأنساب عقيل بن أبي طالب ، ومعادلة صاغها عليه السلام بنفسه لتكون نتائجها وفق ما يخطط له ويُريد ..
نالت رضا المعصوم وحازت على مقبولية عالية من أهل بيت النبوة ، لنجابتها وسموّها وتضحيتها وتربيتها الصالحة لأولادها ولفناءها في خدمة أولاد الزهراء ع مما لم يخفه التاريخ ولم تبخس حقّه الاخبار الواردة ..
يذكر المؤرخون أنها في ليلة زفافها من الإمام علي ع قالت للحسن والحسين وزينب عليهم السلام : " أنا ما جئت هنا لأحلّ محلّ أمّكما فاطمة " ثم اختنقت بعبرتها وقالت : " أنا هنا خادمة لكم ، جئت لخدمتكم فهل تقبلون لهذا والا فإني راجعة الى داري " . ( انظر الى العباس رجل العقيدة والجهاد ص ٣٤ ) ..
ومما يذكره المؤرخون ايضاً انها طلبت من أمير المؤمنين ع أن يناديها بكنيتها ( أم البنين ) لا بإسمها ( فاطمة ) رعايةً لمشاعر أبناء الزهراء صلوات الله عليهم ..
اصبحت الكفوف المقطوعة لولدها العباس في كربلاء كفوف بركة وعطاء لها رضوان الله عليها لكل من تشّفّع بها عند الله ، فبكرامتها عند الله طالما كانت ولا زالت واسطة عطايا وهبات وتفريج عن همّ وغم وتسهيل امور ، إهدِ لها سورة الفاتحة وانتظر ماذا ستهدي لك ام البنين ..!
أم البنين ظاهرة إسلامية ومنهج تربوي وثوري نسوي ينبغي أن يُدرس ويُدرّس ويُتخذ منهجاً لكل أحرار وحرائر العالم ..
من رثاء الشاعر والخطيب الكبير محمد علي اليعقوبي طاب ثراه فيها :
وإن أنسَ لا أنسى أم البنين
وقد فقدت ولدها أجمعــا
تنوح عليهم بوادي البقيع
فيُذري الطريد لها الادمعا
ولم تسلُ من فقدت واحداً
فما حال من فقدت أربعا
------------------
[1]محمد بن سعد بن منيع الزهري أبن سعد ، الطبقات الكبرى، ( بيروت: دار صادر ، 1985م )، مج 3 ، ص 20؛ أبو محمد باقر محسن بن عبد الكريم بن علي العاملي الشقرائي الأمين ، أعيان الـشيعة ، تـحـقـيق حـسن الأمـين ، (بـيروت: دار الـتعارف للـطباعة ، 2000م ) ، مج 11، ص 476 – 477.
[2]محمد باقر القائني البيرجندي، الكبريت الأحمر في شرائط المنبر ، تحقيق: محمد شعاع فاخر ، ( قم: مطبعة شريعت ، 2004م )، ج 2، ص 272؛ أشـرف الـزهيري الـجعفري ، السيدة أم الـبنين سـيرتها وكرامتها، (بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 2006م)،ص39.
[3] الجعفري ، المصدر السابق ، ص 48؛ الأمين ، أعيان الشيعة ، مج 11 ، ص 476
[4]لوط بن يحيى بن سليم الأزدي الغامدي أبو مـخنف، مـقـتل الحسـين، تعليق: ميرزا حسن الغفاري،(قم: المطبعة العلمية،1398هـ) ، ص ١٧٥
[5]مـحمد بن طاهر ، إبصار العين في أنصار الحسين ، تحقيق محمد جعفـر الـطبسي، (طهران : مطبعة حرس الثورة الإسلامية ، 1419هـ) ، ص64 ؛ محمد علي الناصري ، ، مولد العباس أبن علي ، (قم : مطبعة أمير،1414هـ) ،ص 94.
[6] أشـرف الـزهيري الـجعفري، المصدر السابق ،ص 169،170
[7]عبد الرزاق المقرم ، العباس (عليه السلام)، تحقيق محمد الحسون ،(قم:مطبعة الاجتهاد،2006)، ص 122.
[8] عبد الرزاق المقرم ، الـمصدر الـسـابق ، ص 123
أسمها ونسبها : هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعـب بن عـامر بن كـلاب بن ربـيعة بن عـامر بن صعصعة بن معاوية بن هـوازن [1] ، وأمها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب [2] .
كنيتها : أم البنين .
ولادتها : لم يذكر التأريخ زمان ولادتها ، ولكن على مقولة أن عمرها - رضوان الله عليها - في كربلاء كان ( ٥٥ ) عاماً [3] فتكون ولادتها بحدود سنة ( ٥ ) او ( ٦ ) للهجرة بعد أن نعرف أن الواقعة كانت في سنة ( ٦١ ) للهجرة .
زواجها من أمير المؤمنين ع : فـي رواية أن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) قـال لأخيه عـقيل - وكان عـالماً بأنـساب الـعـرب وأخبارهـم - : " أنظر لـي امـرأة قـد ولـدتها الـفحول مـن العـرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً " ، فقال عقيل : " تزوّج فـاطمة بنت حـزام الـكـلابية ، فأنه لـيس في العـرب أشجع من آبائها "[4] .
أم البنين وكربلاء : هي أمّ أربعة شهداء في كربلاء ، العباس ع وأخوته ( جعفر وعثمان وعون ) أبناء أمير المؤمنين ع ، وكـانت (عليها السلام) تخـرج بـعـد واقـعة الطـف إلى الـبقيع تـندب سبط النبي الأكرم (عليه السلام) وأولادها ، وهـي تحمل حفيدها عبيد الله بن العـباس ، فيجتمع الناس لسـماع رثائها فيبكون لـشجي الندبة ، حيث كانت تقول :
لا تدعوني ويك أم البنين تذكريني بليوث العرين
كانوا بنون لي أدعى بهم واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الربى قد واصلوا الموت بقطع الوتين
وفاتها : واتفقت الروايات التاريخية ان في الثالث عـشر من جمادى الثانية سنة 64 هـ توفيت أم البنين (عليها السلام) ودفنت في البقيع [6] .
قبيلتها : لا ينكر أحد أن قـومها مـن شجعان الـعـرب ، فـهـذا مُلاعـب الأسنّة " أبو البراء" عـامر بن مالك بن جعـفـر بن كـلاب ، جـد ثمامة والدة أم البنين (عليها السلام) ، حيث لم يعرف العرب مثل شجاعته وفروسيته [7] ، ومنهم " الطفيل فارس قرزل " ، وهو والد عمرة ، الجدة الأولى لأم البنين (عليها السلام) ، وكـان مـن شجعـان الـعـرب ولـه أشــقّـاء مـن خـيرة الـفـرسـان مـنهم ربيعة وعـبيدة ومعـاوية ، ويقال لأمهم أم البنين .
وكذلك "عـامر بن الطفيل" ، وهـو أخو عـمرة الجدة الأولى لأم البنين (عليها السلام) ، وكـان مـن ألـمـع شـجعان الـعرب فـي شـدّة بـأسـه حـتى ذاع اسـمه بين العرب ، بالإضافة الى "عـروة الرجال" بن عـتبة بن جعفـر بن كلاب ، والد كـبشة الجدة الثانية لأم البنين (عليها السلام) ، وكان مـن الشخصيات البارزة بلاد الحجاز ، وكان يـفـد مـلوك عـصره فـيكـرمـونه ويجـزلـون لـه الـعطاء ويحسنون وفادته [8] .
مكانتها عند المؤمنين : مكانة أم البنين عالية عند المؤمنين ، وذلك لنجاحاتها الباهرة كشخصية إيمانية وكزوجة للرجل الثاني في الإسلام علي بن أبي طالب ، وكأم للعباس واخوته ..
ولأن زواجها من أمير المؤمنين لم يكن صدفة ولم تأت إليه اعتباطاً وكما بيّنا بأنها خضعت لشروط أملاها أمير المؤمنين على أخيه الأكبر العالِم بالأنساب عقيل بن أبي طالب ، ومعادلة صاغها عليه السلام بنفسه لتكون نتائجها وفق ما يخطط له ويُريد ..
نالت رضا المعصوم وحازت على مقبولية عالية من أهل بيت النبوة ، لنجابتها وسموّها وتضحيتها وتربيتها الصالحة لأولادها ولفناءها في خدمة أولاد الزهراء ع مما لم يخفه التاريخ ولم تبخس حقّه الاخبار الواردة ..
يذكر المؤرخون أنها في ليلة زفافها من الإمام علي ع قالت للحسن والحسين وزينب عليهم السلام : " أنا ما جئت هنا لأحلّ محلّ أمّكما فاطمة " ثم اختنقت بعبرتها وقالت : " أنا هنا خادمة لكم ، جئت لخدمتكم فهل تقبلون لهذا والا فإني راجعة الى داري " . ( انظر الى العباس رجل العقيدة والجهاد ص ٣٤ ) ..
ومما يذكره المؤرخون ايضاً انها طلبت من أمير المؤمنين ع أن يناديها بكنيتها ( أم البنين ) لا بإسمها ( فاطمة ) رعايةً لمشاعر أبناء الزهراء صلوات الله عليهم ..
اصبحت الكفوف المقطوعة لولدها العباس في كربلاء كفوف بركة وعطاء لها رضوان الله عليها لكل من تشّفّع بها عند الله ، فبكرامتها عند الله طالما كانت ولا زالت واسطة عطايا وهبات وتفريج عن همّ وغم وتسهيل امور ، إهدِ لها سورة الفاتحة وانتظر ماذا ستهدي لك ام البنين ..!
أم البنين ظاهرة إسلامية ومنهج تربوي وثوري نسوي ينبغي أن يُدرس ويُدرّس ويُتخذ منهجاً لكل أحرار وحرائر العالم ..
من رثاء الشاعر والخطيب الكبير محمد علي اليعقوبي طاب ثراه فيها :
وإن أنسَ لا أنسى أم البنين
وقد فقدت ولدها أجمعــا
تنوح عليهم بوادي البقيع
فيُذري الطريد لها الادمعا
ولم تسلُ من فقدت واحداً
فما حال من فقدت أربعا
------------------
[1]محمد بن سعد بن منيع الزهري أبن سعد ، الطبقات الكبرى، ( بيروت: دار صادر ، 1985م )، مج 3 ، ص 20؛ أبو محمد باقر محسن بن عبد الكريم بن علي العاملي الشقرائي الأمين ، أعيان الـشيعة ، تـحـقـيق حـسن الأمـين ، (بـيروت: دار الـتعارف للـطباعة ، 2000م ) ، مج 11، ص 476 – 477.
[2]محمد باقر القائني البيرجندي، الكبريت الأحمر في شرائط المنبر ، تحقيق: محمد شعاع فاخر ، ( قم: مطبعة شريعت ، 2004م )، ج 2، ص 272؛ أشـرف الـزهيري الـجعفري ، السيدة أم الـبنين سـيرتها وكرامتها، (بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 2006م)،ص39.
[3] الجعفري ، المصدر السابق ، ص 48؛ الأمين ، أعيان الشيعة ، مج 11 ، ص 476
[4]لوط بن يحيى بن سليم الأزدي الغامدي أبو مـخنف، مـقـتل الحسـين، تعليق: ميرزا حسن الغفاري،(قم: المطبعة العلمية،1398هـ) ، ص ١٧٥
[5]مـحمد بن طاهر ، إبصار العين في أنصار الحسين ، تحقيق محمد جعفـر الـطبسي، (طهران : مطبعة حرس الثورة الإسلامية ، 1419هـ) ، ص64 ؛ محمد علي الناصري ، ، مولد العباس أبن علي ، (قم : مطبعة أمير،1414هـ) ،ص 94.
[6] أشـرف الـزهيري الـجعفري، المصدر السابق ،ص 169،170
[7]عبد الرزاق المقرم ، العباس (عليه السلام)، تحقيق محمد الحسون ،(قم:مطبعة الاجتهاد،2006)، ص 122.
[8] عبد الرزاق المقرم ، الـمصدر الـسـابق ، ص 123
تعليق