إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبهة ان الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعلم بإستشهاده والرد عليها .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهة ان الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعلم بإستشهاده والرد عليها .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .

    لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) يعلم بأنه مقتول وشهيد ، ويعلم أنه على حق ومصيره إلى الجنة وأن أعدائه وقتلته على باطل ومصيرهم إلى النار ، ويعلم أيضا بمن يقتل معه ويمضي شهيدا إلى جوار ربه ومن ينجو من القتل لإكمال نهج ومبادئ ثورته المباركة ، هذه عقيدتنا بعلم الإمام الحسين (عليه السلام) .
    وقد يتوهم البعض بأن الإمام الحسين (عليه السلام) ليس له أي علم بما سيجري وسيكون وإستدل على ذلك بالرسائل التي أرسلت له من أهل الكوفة والتي يحثونه فيها بالإقبال عليهم والمجيء إليهم ، فظن الإمام أن أهل الكوفة معه ولكن كان نيتهم الغدر والمكر به فلو كان يعلم بنياتهم لما أقبل نحوهم .
    ويمكن أن نجيب المتوهم بعدة أجوبة :
    منها : أن الإمام الحسين (عليه السلام) جعل الرسائل التي بعثها وإستلم جوابها من أهل الكوفة حجة عليهم ليبين للناس مدى الوعود الكاذبة التي تتبعها الدولة الأموية وأتباعها ، وليبين للناس أيضا سيرة بالأسباب و المسببات الطبيعية التي تكون مقدمة ومهيئة لنيل الشهادة .
    ومنها : ما ذكره السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم (طاب ثراه) فقال :
    (( وإنّي لأعجب ممَّن يذهب إلى أن الحسين عليه‌ السلام كان يظنّ موافقة الكوفيين له وقد تخلّف ظنّه ! ، فإنّا لو تنزّلنا وقلنا : بأنّ الحسين عليه ‌السلام لمْ يكن عنده العلم العام لِما كان ويكون وما هو كائن ، ولكن أين يذهب عنه العلم بما يقع من الحوادث بواسطة إخبار جدّه وأبيه الوصي ، بأنّه مقتول بأرض كربلاء ، ممنوع من الورود ومعه ذووه وصحبه قضاءً محتوماً ؟. أليس هو الذي أعلم اُمَّ سلمة بقتله - حين أبدت له خوفها من سفره هذا ؛ لأنّ الصادق المصدّق الذي لا ينطق عن الهوى صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله أعلمها بقتله - بأرض كربلاء ممنوعاً عن الورود ؟.
    وفيما قال لها : ( إنّي أعلم اليوم الذي اُقتل فيه ، والسّاعة التي اُقتل فيها ، وأعلم مَن يُقتل من أهل بيتي وأصحابي . أتظنّين أنّكِ علمت ما لمْ أعلمه ؟ وهل من الموت بدٌّ ! فإنْ لمْ أذهب اليوم ذهبتُ غداً ) .
    وقال لأخيه عمر الأطرف : ( إنّ أبي أخبرني بأنّ تربتي تكون إلى جنب تربته، أتظنّ أنّك تعلم ما لمْ أعلمه ؟ . وقال لأخيه محمّد بن الحنفيّة : ( شاء الله أن يراني قتيلاً ، ويرى النساء سبايا ) .
    وقال لابن الزبير: ( لو كنتُ في جُحر هامة من هذه الهوام لا ستخرجوني حتّى يقضوا فيَّ حاجتهم ) . وقال لعبد الله بن جعفر : ( إنّي رأيت رسول الله في المنام ، وأمرني بأمر أنا ماضٍ له ) . وفي بطن العقبة قال لِمَن معه : ( ما أراني إلا مقتولاً ، فإنّي رأيت في المنام كلاباً تنهشني ، وأشدّها عليَّ كلبٌ أبقع ) . ولمّا أشار عليه عمرو بن لوذان بالإنصراف عن الكوفة إلى أنْ ينظر ما يكون عليه حال الناس ، قال عليه ‌السلام : ( ليس يُخفى عليَّ الرأي ، ولكن لا يُغلب على أمر الله . وإنّهم لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ) .
    إلى غير ذلك من تصريحاته وتلويحاته في المدينة ومكّة والطريق إلى الكوفة - كما ستقرؤها بتمامها - فإنّها شاهدة على أنّه عليه‌ السلام كان على علم ويقين بأنّه مقتول في اليوم الموعود به بأرض كربلاء . ثم هل يتردّد أحد في هذا وهو يقرأ خطبته بمكّة حين أراد السّفر منها إلى العراق ، التي يقول فيها : ( كأنّي بأوصالي هذه تُقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملأن منّي أكراشاً جوفا ، وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خُطَّ بالقلم ) ؟ .
    فدلّت هذه الأجوبة من الحسين عليه‌ السلام - لِمَن طلب منه التريّث في السّفر أو الذهاب في أرض الله العريضة - على وقوف سيّد الشهداء على أمره ، ولمْ تخفَ عليه نوايا الكوفيّين . ولكنّه سرٌّ إلهي تعلق به خاصة ؛ ولأجل إلقاء الحُجّة على هذا الخلق المتعوس كانت استغاثاته وانتصاراته يوم الطّف قبل نشوب الحرب وبعده .
    وإنّما لمْ يصارح بما عنده من العلم لكلّ مَن رغب في إعراضه عن السّفر إلى

    الكوفة ؛ لعلمه بأنّ الحقائق لا تفاض لأيّ متطلب بعد اختلاف الأوعية ، سعةً وضيقاً ، وتباين المرامي قرباً وبُعداً ؛ فلذلك كان عليه ‌السلام يجيب كلّ أحد بما يسعه ظرفه ، وتتحمّله معرفته وعقليّته . فإنّ علم أهل البيت عليهم ‌السلام صعب مستصعب ، لا يتحمّله إلا نبي مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه بالإيمان )) . (1) .
    ----------------------------
    (1) مقتل الامام الحسين (عليه السلام) / للسيد عبد الرزاق المقرم / الصفحة 64 - 65 .



  • #2
    الأخ الفاضل والزميل العزيز والمشرف الغالي المرتجى . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع القيم عن الإمام الحسين (عليه السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد

      احسنتم ويبارك الله بكم

      شكرا لكم كثيرا مولانا

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة صدى المهدي مشاهدة المشاركة
        اللهم صل على محمد وال محمد
        احسنتم ويبارك الله بكم
        شكرا لكم كثيرا مولانا
        اللهم صل على محمد وال محمد .
        اختي الكريمة صدى المهدي . بارك الله فيك وبك واحسن الله اليك . وشكرا لك على حضورك في موضوعي المتواضع .
        تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح الدائم بحق محمد وال محمد .

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة صدى المهدي مشاهدة المشاركة
          اللهم صل على محمد وال محمد
          احسنتم ويبارك الله بكم
          شكرا لكم كثيرا مولانا
          بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صلِ على محمدٍ وآلِ محمد . الأخت الفاضلة صدى المهدي . بارك الله فيكِ وبكِ وأحسن الله إليكِ . والشكر والتقدير لكِ على مروركِ الشذي على المنشور . وفقكِ الله لكل خير بحق محمدٍ وآلِ محمد .

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X