بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ (محمود الألوسي) من كبار علماء السنة في العراق وصاحب التفسير المشهور (روح المعاني) زار ذات يوم المرجع الشيخ (كاشف الغطاء) في مجلس درسه بالنجف الأشرف سنة ١٩٥٤م.
فسأل الألوسي الشيخ كاشف الغطاء سؤالا: *سلمنا بوجود أمر بإتباع أمير المُؤمنين علي (عليه السَّلام)، ولكن لا يوجد نهي عن ترك إتباعه إلى غيره، فما الدليل على الإلتزام بالنهي عن ترك إتباعه والنهي عن تقديم أي أحد غيره؟*
*فأجاب الشيخ كاشف الغطاء* فوراً و بدون تريث: فهمنا ذلك من قوله تعالى: *{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَّسُولِْ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَّفْسِهِ}* سورة التوبة آية ١٢٠،
ومعلوم في اللغة العربية أنه إذا ذكر الأسم الظاهر للشيء فإذا أُريد بعد ذلك الرجوع إليه يؤتى بالضمير، ولا يُؤتى بالإسم أو الوصف في الرجوع إليه، وفي الآية ذكرٌ للرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ثم أعقب ذلك بقول: *عن نفسه.*
ولو أراد الله الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم لقال: *عنه.*
*فلماذا قال: عن نفسه؟*
*تحيَّر الألوسي وقال:* إن قلت أن القاعدة المذكورة غير صحيحة فسأبطل جزءاً مهماً وكبيراً من النحو، وبالطبع سأبطل تفسيري لآياتٍ كثيرة جداً لإعتماده على هذه القاعدة.
وإن سلمتُ بصحة القاعدة فالمفروض أن يقال: عنه، لا عن نفسه.
وطلب من الشيخ كاشف الغطاء أن يتفضل *بتوضيح معنى (عن نفسه)* في الآية المشار إليها.
فأجاب الشيخ كاشف الغطاء: *(عن نفسه) يعني أمير المُؤمنين علياً عليه السَّلام،* وفي ذلك نهي عن تقديم أي مسلم نفسه على أمير المُؤمنين عليه السَّلام.
*فقال الألوسي: من أين إستفدت ذلك؟*
أجاب الشيخ كاشف الغطاء: *من آية المباهلة: (وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ) حيث جاء النبي صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم للمباهلة بالزَّهراء عليها السَّلام ممثلة للنساء، وبالحسنين عليهما السَّلام ممثلين للأبناء، وبعلي عليهِ السَّلام ممثلاً نفسه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم.*
ففي الآية الأولى *نهي عن الرغبة بأنفسهم عن نفسه،* وآية المباهلة بينت أن *أمير المُؤمنين علياً عليه السَّلام هو نفس الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم.*
*فبضم الآيتين معاً نستفيد النهي عن تقديم الإنسان نفسه على أمير المُؤمنين علي عليه السَّلام.*
فقال الألوسي متعجباً ومُقبلاً يد الشيخ كاشف الغطاء: كأني لم أقرأ هذه الآية من قبل! وخرج راجعاً إلى بغداد مكتفياً بهذه الفائدة العظيمة.
وبعد أن خرج الألوسي قال بعض تلامذة الشيخ كاشف الغطاء لأستاذهم: نحن أيضاً لم نسمع منك هذا التفسير للآية رغم حضورنا بحوث تفسيرك.
فأجاب أستاذهم الشيخ: وأنا مثلكم لم يحضرني هذا الإستدلال من قبل، فقد خطر على بالي للتو.
الشيخ (محمود الألوسي) من كبار علماء السنة في العراق وصاحب التفسير المشهور (روح المعاني) زار ذات يوم المرجع الشيخ (كاشف الغطاء) في مجلس درسه بالنجف الأشرف سنة ١٩٥٤م.
فسأل الألوسي الشيخ كاشف الغطاء سؤالا: *سلمنا بوجود أمر بإتباع أمير المُؤمنين علي (عليه السَّلام)، ولكن لا يوجد نهي عن ترك إتباعه إلى غيره، فما الدليل على الإلتزام بالنهي عن ترك إتباعه والنهي عن تقديم أي أحد غيره؟*
*فأجاب الشيخ كاشف الغطاء* فوراً و بدون تريث: فهمنا ذلك من قوله تعالى: *{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَّسُولِْ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَّفْسِهِ}* سورة التوبة آية ١٢٠،
ومعلوم في اللغة العربية أنه إذا ذكر الأسم الظاهر للشيء فإذا أُريد بعد ذلك الرجوع إليه يؤتى بالضمير، ولا يُؤتى بالإسم أو الوصف في الرجوع إليه، وفي الآية ذكرٌ للرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ثم أعقب ذلك بقول: *عن نفسه.*
ولو أراد الله الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم لقال: *عنه.*
*فلماذا قال: عن نفسه؟*
*تحيَّر الألوسي وقال:* إن قلت أن القاعدة المذكورة غير صحيحة فسأبطل جزءاً مهماً وكبيراً من النحو، وبالطبع سأبطل تفسيري لآياتٍ كثيرة جداً لإعتماده على هذه القاعدة.
وإن سلمتُ بصحة القاعدة فالمفروض أن يقال: عنه، لا عن نفسه.
وطلب من الشيخ كاشف الغطاء أن يتفضل *بتوضيح معنى (عن نفسه)* في الآية المشار إليها.
فأجاب الشيخ كاشف الغطاء: *(عن نفسه) يعني أمير المُؤمنين علياً عليه السَّلام،* وفي ذلك نهي عن تقديم أي مسلم نفسه على أمير المُؤمنين عليه السَّلام.
*فقال الألوسي: من أين إستفدت ذلك؟*
أجاب الشيخ كاشف الغطاء: *من آية المباهلة: (وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ) حيث جاء النبي صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم للمباهلة بالزَّهراء عليها السَّلام ممثلة للنساء، وبالحسنين عليهما السَّلام ممثلين للأبناء، وبعلي عليهِ السَّلام ممثلاً نفسه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم.*
ففي الآية الأولى *نهي عن الرغبة بأنفسهم عن نفسه،* وآية المباهلة بينت أن *أمير المُؤمنين علياً عليه السَّلام هو نفس الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم.*
*فبضم الآيتين معاً نستفيد النهي عن تقديم الإنسان نفسه على أمير المُؤمنين علي عليه السَّلام.*
فقال الألوسي متعجباً ومُقبلاً يد الشيخ كاشف الغطاء: كأني لم أقرأ هذه الآية من قبل! وخرج راجعاً إلى بغداد مكتفياً بهذه الفائدة العظيمة.
وبعد أن خرج الألوسي قال بعض تلامذة الشيخ كاشف الغطاء لأستاذهم: نحن أيضاً لم نسمع منك هذا التفسير للآية رغم حضورنا بحوث تفسيرك.
فأجاب أستاذهم الشيخ: وأنا مثلكم لم يحضرني هذا الإستدلال من قبل، فقد خطر على بالي للتو.