اللهم صل على محمد وآل محمد
البنات نعمة وهبة من الله، وفضلهنّ لا يخفى، هنّ الأمهات، هنّ الأخوات، هنّ الزوجات، جعل الله البنت مفتاح الجنة لوالديها، تُسهّل لهما الطريق إليها، تبعدهم عن النار، بل تضمن لهم أن يحشروا مع النبي -صلى الله عليه و وآله
ولمن أحسن إليهنّ، فهنيئاً لك أبا البنات بهذا الشرف من رسول الله -ص
وأنت بإحسان تربيتهنّ تُعدُّ شَعباً وتبني مجداً،
فعن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-:
"من كان له ثلاث بنات فصبر عليهنّ وأطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته كن له حجابًا من النار يوم القيامة"
ولذلك اهتم الإسلام بالأسرة، وعني بها عناية فائقة، فهي الوحدة الأساسية، والركيزة الكبرى التي تتكون منها المجتمعات، وتنبثق منها العلاقات الاجتماعية، وركز الإسلام على العناية بجميع أفراد الأسرة، وقرر لهم حقوقاً وألزمهم بواجبات، وراعى التوازن بينها.
ولأن الأطفال بهجة الوجود وأمل الأسرة، فقد شرع الإسلام لهم حقوقاً كثيرة، وأوجب العناية بهم ذكراً كان أو أنثى، وألاّ ينزعج الوالدان حين يرزقان بالبنت. فالانزعاج لذلك من أخلاق الجاهلية التي أنكرها الإسلام ونبذها: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُون) [النحل:58، 59].
لذلك كان العرب في جاهليتهم ينتقصون الأنثى ويعدونها عاراً، فجاء الإسلام فأبطل هذه النظرة المقيتة، وأبرز مكانة الأنثى، ورغّب في تربية البنات، ورتّب على ذلك الثواب العظيم.
وأفضل الخلق، وأزكى البشر، وخاتم الرسل -عليه الصلاة والسلام- ما عاش له من الولد إلا البنات، وذلك من أعظم الفخر للبنات، وفيه تسلية لمن لم يرزق من الولد إلا البنات.