إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحكمة من خلقنا في روايات اهل البيت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحكمة من خلقنا في روايات اهل البيت



    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    في علل الشرائع للشيخ الصدوق ج1 ص9 قال:
    أولاً: حدّثنا أبي(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الكريم بن عبد الله، عن سلمة بن عطا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: خرج الحسين بن عليّ(عليهما السلام) على أصحابه، فقال: أيّها الناس! إنّ الله جلّ ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه.
    فقال له رجل: يا بن رسول الله! بأبي أنت وأُمذي فما معرفة الله؟
    قال: معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته.
    قال مصنف هذا الكتاب - يعني ذلك - أن يعلم أهل كلّ زمان أنّ الله هو الذي لا يخليهم في كلّ زمان عن إمام معصوم، فمن عبد ربّاً لم يقم لهم الحجّة فإنّما عبد غير الله عزّ وجلّ.

    ثانياً: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، قال: سألت الصادق جعفر بن محمّد(عليه السلام)، فقلت له: لم خلق الله الخلق؟
    فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لإظهار قدرته وليكلفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة، بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد.

    ثالثاً: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن زيد، قال: جئت إلى الرضا(عليه السلام) أسأله عن التوحيد؟ فأملى عليَّ: الحمد لله فاطر الأشياء إنشاءا ومبتدعها ابتداءا بقدرته وحكمته، لا من شيء فيبطل الاختراع، ولا لعلّه فلا يصح الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء متوحّداً بذلك لاظهار حكمته وحقيقة ربوبية، لا تضبطه العقول، ولا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة، وكلّت دونه الأبصار، وضلّ فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب، وأستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية، ووصف بغير صورة، ونعت بغير جسم، لا إله إلاّ الكبير المتعال.

    رابعاً: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، وحدّثنا أبي(رضي الله عنه)، قال: حدّثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول:
    إنّ الله عزّ وجلّ لمّا أخرج ذرّية آدم(عليه السلام) من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية، وبالنبوّة لكلّ نبيّ، كان أوّل من أخذ عليهم الميثاق نبوّة محمّد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
    ثمّ قال الله جلّ جلالة لآدم: أنظر ماذا ترى؟
    قال: فنظر آدم إلى ذرّيته وهم (ذر) قد ملؤا السماء، فقال آدم: يا ربّ! ما أكثر ذرّيتي ولأمر ما خلقتهم؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟
    قال الله عزّ وجلّ: يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً، ويؤمنون برسلي ويتبعونهم.
    قال آدم: يا ربّ! فمالي أرى بعض الذر أعظم من بعض، وبعضهم له نور كثير، وبعضهم له نور قليل، وبعضهم ليس له نور؟
    قال الله عزّ وجلّ: كذلك خلقتهم لأبلوهم في كلّ حالاتهم.
    قال آدم: يا ربّ! أفتأذن لي في الكلام فأتكلم؟
    قال الله عزّ وجلّ: تكلّم فإنّ روحك من روحي، وطبيعتك من خلاف كينونتي.
    قال آدم: يا ربّ! لو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد وطبيعة واحدة وجبلة واحدة وألوان واحدة وأعمار واحدة وأرزاق سواء، لم يبغ بعضهم على بعض، ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف في شيء من الأشياء؟
    قال الله جلّ جلالة: يا آدم! بروحي نطقت وبضعت طبعك تكلفت ما لا علم لك به، وأنا الله الخالق العليم بعلمي خالفت بين خلقهم، وبمشيتي يمضى فيهم أمري، وإلى تدبيري وتقديري هم صايرون، لا تبديل لخلقي، وإنّما خلقت الجنّ والإنس ليعبدوني، وخلقت الجنّة لمن عبدني وأطاعني منهم واتّبع رسلي ولا أبالي، وخلقت النار لمن كفر بي وعصاني ولم يتّبع رسلي ولا أبالي، وخلقتك وخلقت ذرّيتك من غير فاقة لي إليك واليهم، وإنّما خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيّكم أحسن عملاً في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم، وكذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت، والطاعة والمعصية، والجنّة والنار، وكذلك أردت في تقديري وتدبيري وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم، فجلعت منهم السعيد والشقي، والبصير والأعمى، والقصير والطويل، والجميل والذميم، والعالم والجاهل، والغنى والفقير، والمطيع والعاصي، والصحيح والسقيم، ومن به الزمانة ومن لا عاهلة به، فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته، وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن أعافيه ويصبر على بلائي فأثيبه جزيل عطائي، وينظر الغنيّ إلى الفقير فيحمدني ويشكرني، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته، فلذلك خلفتهم لأبلوهم في السراء والضراء، وفيما عافيتهم وفيما ابتليتهم وفيما أعطيتهم وفيما أمنعهم، وأنا الله الملك القادر، ولى أن أمضى جميع ما قدرت على ما دبرت ولي أن أغير من ذلك ما شئت إلى ما شئت فأقدم من ذلك ما أخرت وأؤخر ما قدمت، وأنا الله الفعال لما أريد، لا أسأل عمّا أفعل وأنا أسأل خلقي عمّا هم فاعلون.

    خامساً: حدّثنا أبي(رحمه الله)، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، قال: قال رجل لجعفر بن محمّد: يا أبا عبد الله! إنا خلقنا للعجب؟
    قال: وما ذاك لله أنت.
    قال: خلقنا للفناء؟
    فقال: مه يا بن أخ، خلقنا للبقاء وكيف تفنى جنّة لا تبيد ونار لا تخمد، ولكن قل: إنّما نتحرك من دار إلى دار.

    سادساً: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عمّن ذكره، عن بعضهم، قال: ما من يوم إلاّ وملك ينادي من المشرق: لو يعلم الخلق لماذا خلقوا. قال: فيجيبه ملك آخر من المغرب: لعملوا لما خلقوا.

    سابعاً: أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمّد بن يونس بن حياة الفقيه فيما أجازه لي ببلخ، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان الهروي، قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن مهاجر، قال: حدّثنا هشام بن خالد، قال: حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: حدّثنا صدقة بن عبد الله، عن هشام، عن أنس، عن النبيّ(صلّى الله عليه وسلّم)، عن جبرئيل(عليه السلام)، قال: قال الله تبارك وتعالى: من أهان وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا فاعله مثل ترددي في قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه، وما يتقرب إلى عبدي بمثل أداء ما اقترضت عليه، ولا يزال عبدي يبتهل إلي حتّى أحبّه، ومن أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً وموئلاً، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإنّ من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فاكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده، وإنّ عبادي المؤمنين لمن لم يصلح إيمانه إلاّ بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه بالغني ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلاّ بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلاّ بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، أني أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم فإنّي عليم خبير.

    ثامناً: حدّثنا الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمارة السكري السرياني، قال: حدّثنا إبراهيم ين عاصم بقزوين، قال: حدّثنا عبد الله بن هارون الكرخي قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلام بن عبد الله بن عبد الله مولى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال: حدّثني عبد الله ابن يزيد، قال: حدّثني أبي يزيد بن سلام، عن أبيه سلام بن عبد الله أخي عبد الله بن سلام، عن عبد الله بن سلام مولى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال: في صحف موسى بن عمران(عليه السلام): يا عبادي! إنّي لم أخلق لأستكثر بهم من قلّة، ولا لأنس بهم من وحشة، ولا لأستعين بهم على شيء عجزت عنه، ولا لجر منفعة، ولا لدفع مضرة، ولو أن جميع خلقي من أهل السماوات والأرض اجتمعوا على طاعتي وعبادتي لا يفترون عن ذلك ليلاً ولا نهاراً ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، سبحاني وتعاليت عن ذلك.

    تاسعاً: حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون)؟
    قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة.
    قال: وسألته عن قوله الله عزّ وجلّ: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)، ولذلك خلقهم؟
    قال: ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم.
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد

    احسنتم ويبارك الله بكم

    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X