بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
نتقدم بأجمل التهاني والتبريكات إلى العالم الإسلامي كافة بذكرى الزواج المبارك الميمون زواج عبد الله وآمنة (رضي الله عنهما) الذي أثمر بولادة أشرف الخلق خاتم الأنبياء والمرسلين المصطفى الأمجد أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
نعتقد نحن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية بإيمان وتوحيد أبوي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالله سبحانه وتعالى إلتزاما بظاهر قول الله سبحانه وتعالى : { وتقلبك في الساجدين } . (1) . وظاهر الآية يشير بكل وضوح تقلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - حال كونه نطفة - في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة الموحدة لله سبحانه وتعالى والمتصفة بالسجود له عز وجل هذه الأحشاء النقية الصافية من شوائب الشرك والكفر .
ولكن مع شديد الأسف نجد في طيات بعض الكتب السنية الصحيحة - إن صح التعبير - وغيرها وصف أبوي الصادق الأمين رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكفر وأنهما ماتا على دين الكفر وأنهما من أهل النار .
ولكن وصف أبوي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكفر عاري عن الصحة وبعيد عن قول الباري تعالى : { وتقلبك في الساجدين } ، بل أن هناك أدلة أخرى قوية ومن كتب علماء أهل الخلاف تشير إلى عكس ونقيض هذا الرأي المرفوض القائل بكفر أبوي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه بعضا منها .
أولاً : الكتاني / نظم المتناثر من الحديث المتواتر / كتاب المناقب / الجزء 1 / الصفحة 190 / حديث رقم 225 :
أحاديث أن جميع آبائه وأمهاته على التوحيد : أن جميع آبائه عليه السلام وأمهاته كانوا على التوحيد ، لم يدخلهم كفر ولا عيب ولا رجس ، ولا شيء مما كان عليه أهل الجاهلية - ذكر الباجوري في حاشيته على جوهرة التوحيد أنها بالغة مبلغ التواتر يعني المعنوي .
ثانياً : الصالحي الشامي / سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد / جماع أبواب نسبه الشريف (ص) / الباب الرابع : في شرح أسماء آبائه (ص) وبعض أحوالهم على وجه الاختصار / تفسير الغريب / الجزء 1 / الصفحة : ( 255 - 256 ) :
...... المسلك الثاني : أنهما لم يثبت عنهما شرك بل كانا على الحنيفية دين جدهما إبراهيم (ص) ، كما كان زيد بن عمرو بن نفيل وأضرابه في الجاهلية ، ومال إلى هذا المسلك الامام فخر الدين الرازي (ر) ، وزاد أن آباءه (ص) كلهم إلى آدم كانوا على التوحيد ، كما قال في كتابه ( أسرار التنزيل ) ما نصه : قيل : إن آزر لم يكن والد إبراهيم بل كان عمه ، واحتجوا عليه بوجوه منها : أن آباء الأنبياء ما كانوا كفارا ، ويدل عليه وجوه ، أحدهما : قوله تعالى : { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 218 - 219 ) قيل معناه : أنه كان ينقل نوره من ساجد إلى ساجد ، قال : وبهذا التقدير فالآية دالة على أن جميع آباء محمد (ص) كانوا مسلمين ، وحينئذ يجب القطع بأن والد إبراهيم ما كان من الكافرين إنما ذاك عمه ، أقصى ما في الباب أن يحمل قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) على وجوه أخرى ، وإذا وردت الروايات بالكل ولا منافاة بينها وجب حمل الآية على الكل ، ومتى صح ذلك ثبت أن والد إبراهيم ما كان من عبدة الأوثان ، قال : ومما يدل على أن آباء محمد (ص) ما كانوا مشركين قوله (ع) : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، وقال تعالى : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } . ( التوبة : 28 ) } فوجب أن لا يكون أحد من أجداده (ص) مشركا .
ثالثاً : أثير الدين الأندلسي / التفسير الكبير المسمى البحر المحيط / تفسير سورة الشعراء / الآيات 210 - 211 / تفسير قوله تعالى : { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } / الجزء 7 / الصفحة 47 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قالوا : فاحتمل الوجوه التي ذكرت ، واحتمل أن يكون المراد أنه تعالى نقل روحه من ساجد إلى ساجد ، كما نقوله نحن ، فإذا احتمل كل هذه الوجوه ، وجب حمل الآية على الكل ضرورة ، لأنه لا منافاة ولا رجحان ، وبقوله عليه الصلاة والسلام : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، وكل من كان كافرا فهو نجس لقوله تعالى : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } . ( التوبة : 28 ) .
رابعاً : الحلبي / السيرة الحلبية / باب : نسبه الشريف (ص) / الجزء 1 / الصفحة : ( 44 - 45 )
...... وعن ابن عباس (ر) في قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا ، أي وجدت الأنبياء في آبائه فسيأتي أنه قذف بي في صلب آدم ، ثم في صلب نوح ، ثم في صلب إبراهيم (ع) بدليل ما يأتي فيه ، وفي لفظ آخر ، عنه ما زال النبي (ص) يتقلب في أصلاب الأنبياء أي المذكورين أو غيرهم حتى ولدته أمه ، أي وهذا كما لا يخفى لا ينافي وقوع من ليس نبيا في آبائه ، فالمراد وقوع الأنبياء (ص) في نسبه (ع) ، كما علمت ضرورة أن آباءه كلهم ليسوا أنبياء ، لكن قال غيره : لا زال نوره (ص) ينقل من ساجد إلى ساجد .
خامساً : القرطبي / تفسير القرطبي / الجامع لأحكام القرآن / سورة الشعراء / الآية 214 / قوله تعالى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } / الجزء 13 / الصفحة 133 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال مجاهد ، وقتادة في المصلين ، وقال ابن عباس : أي في أصلاب الآباء ، آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا .
سادساً : الهيثمي / مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / كتاب التفسير / سورة طسم الشعراء / الآية 219 قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } / الجزء 7 / الصفحة 86 / حديث رقم : 11247 :
عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيا ، رواه البزار والطبراني ، ورجالهما رجال الصحيح ، غير شبيب بن بشر وهو ثقة .
سابعاً : الهيثمي / مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / كتاب علامات النبوة / باب في كرامة أصله (ص) / الجزء 8 / الصفحة 214 / رقم الحديث : 13819 :
عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيا ، رواه البزار ، ورجاله ثقات .
ثامناً : ابن كثير / البداية والنهاية / كتاب سيرة رسول الله (ص) / باب ذكر نسبه الشريف / الجزء 3 / الصفحة 364 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... ثم أورد ابن عساكر من حديث أبي عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا ، ورواه عن عطاء .
تاسعاً : ابن كثير / تفسير ابن كثير / تفسير القرآن العظيم / تفسير سورة الشعراء / الآية 213 / تفسير قوله تعالى : { فَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } / الجزء 6 / الصفحة 171 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... وقوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) ...... وروى البزار ، وابن أبي حاتم من طريقين ، عن ابن عباس ، أنه قال في هذه الآية : يعني تقلبه من صلب نبي إلى صلب نبي حتى أخرجه نبيا.
عاشراً : الشوكاني / فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية / تفسير فتح القدير / تفسير سورة الشعراء / الآيات 192 - 195 / تفسير قوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } / الجزء 1 / الصفحة 1070 /
...... وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده ، والبزار ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، عن ابن عباس في قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
أحد عشر : ابن سعد / الطبقات الكبرى / السيرة النبوية الشريفة / ذكر من انتمى إليه رسول الله (ص) / الجزء 1 / الصفحة 22 :
...... قال : وأخبرنا : الضحاك بن مخلد الشيباني ، عن شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي ومن نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا.
إثنى عشر : الطبراني / المعجم الكبير / باب العين / عكرمة عن ابن عباس / الجزء 11 / الصفحة 362 / 12021 :
حدثنا : أبو مسلم الكشي ، ثنا : أبو عاصم ، أنا : شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
ثلاثة عشر : الأصبهاني / دلائل النبوة / الفصل الأول : في ذكر ما أنزل الله تعالى / في كتابه من فضله (ص) إن الله تعالى جعل بعثته للعالمين رحمة / ذكر فضيلته (ص) بطيب مولده وحسبه ونسبه / الجزء 1 / الصفحة 58 / حديث رقم 17 :
حدثنا : أبو بحر محمد بن الحسن ، قال : ثنا : محمد بن غالب ، قال : ثنا : الحسن بن بشر ، ثنا : سعدان بن الوليد ، عن عطاء ، عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) ما زال النبي (ص) يتقلب في أصلاب الأنبياء ، حتى ولدته أمه .
أربعة عشر : السيوطي / الدر المنثور في التفسير بالمأثور / الشعراء / الآية 219 / الجزء 6 / الصفحة 332 :
...... وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده ، والبزار ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن مجاهد في قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
خمسة عشر : السمعاني / تفسير السمعاني / الشعراء / الآية 219 / الجزء 4 / الصفحة 71 :
...... وقوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) أي إذا صليت جماعة ، وعن ابن عباس معناه ، قال : أخرجه من صلب نبي إلى صلب نبي ، إلى صلب نبي هكذا إلى أن جعله نبيا ، فهذا معنى التقلب ، والساجدون هم الأنبياء (ص).
ستة عشر : ابن عساكر / تاريخ دمشق / السيرة النبوية / باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده / الجزء 3 / الصفحة 401 /
رقم الحديث : 755 :
أخبرنا : أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه ، أنبأنا : أبي أبو العباس الفقيه ، أنبأنا : أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا : خيثمة ، أنبأنا : إسحاق بن سيار النصيبي ، أنبأنا : أبو عامر ، أنبأنا : أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ( الشعراء : 219 ) } قال من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
-------------------------------
(1) الآية 219 / من سورة الشعراء .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
نتقدم بأجمل التهاني والتبريكات إلى العالم الإسلامي كافة بذكرى الزواج المبارك الميمون زواج عبد الله وآمنة (رضي الله عنهما) الذي أثمر بولادة أشرف الخلق خاتم الأنبياء والمرسلين المصطفى الأمجد أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
نعتقد نحن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية بإيمان وتوحيد أبوي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالله سبحانه وتعالى إلتزاما بظاهر قول الله سبحانه وتعالى : { وتقلبك في الساجدين } . (1) . وظاهر الآية يشير بكل وضوح تقلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - حال كونه نطفة - في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة الموحدة لله سبحانه وتعالى والمتصفة بالسجود له عز وجل هذه الأحشاء النقية الصافية من شوائب الشرك والكفر .
ولكن مع شديد الأسف نجد في طيات بعض الكتب السنية الصحيحة - إن صح التعبير - وغيرها وصف أبوي الصادق الأمين رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكفر وأنهما ماتا على دين الكفر وأنهما من أهل النار .
ولكن وصف أبوي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكفر عاري عن الصحة وبعيد عن قول الباري تعالى : { وتقلبك في الساجدين } ، بل أن هناك أدلة أخرى قوية ومن كتب علماء أهل الخلاف تشير إلى عكس ونقيض هذا الرأي المرفوض القائل بكفر أبوي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه بعضا منها .
أولاً : الكتاني / نظم المتناثر من الحديث المتواتر / كتاب المناقب / الجزء 1 / الصفحة 190 / حديث رقم 225 :
أحاديث أن جميع آبائه وأمهاته على التوحيد : أن جميع آبائه عليه السلام وأمهاته كانوا على التوحيد ، لم يدخلهم كفر ولا عيب ولا رجس ، ولا شيء مما كان عليه أهل الجاهلية - ذكر الباجوري في حاشيته على جوهرة التوحيد أنها بالغة مبلغ التواتر يعني المعنوي .
ثانياً : الصالحي الشامي / سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد / جماع أبواب نسبه الشريف (ص) / الباب الرابع : في شرح أسماء آبائه (ص) وبعض أحوالهم على وجه الاختصار / تفسير الغريب / الجزء 1 / الصفحة : ( 255 - 256 ) :
...... المسلك الثاني : أنهما لم يثبت عنهما شرك بل كانا على الحنيفية دين جدهما إبراهيم (ص) ، كما كان زيد بن عمرو بن نفيل وأضرابه في الجاهلية ، ومال إلى هذا المسلك الامام فخر الدين الرازي (ر) ، وزاد أن آباءه (ص) كلهم إلى آدم كانوا على التوحيد ، كما قال في كتابه ( أسرار التنزيل ) ما نصه : قيل : إن آزر لم يكن والد إبراهيم بل كان عمه ، واحتجوا عليه بوجوه منها : أن آباء الأنبياء ما كانوا كفارا ، ويدل عليه وجوه ، أحدهما : قوله تعالى : { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 218 - 219 ) قيل معناه : أنه كان ينقل نوره من ساجد إلى ساجد ، قال : وبهذا التقدير فالآية دالة على أن جميع آباء محمد (ص) كانوا مسلمين ، وحينئذ يجب القطع بأن والد إبراهيم ما كان من الكافرين إنما ذاك عمه ، أقصى ما في الباب أن يحمل قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) على وجوه أخرى ، وإذا وردت الروايات بالكل ولا منافاة بينها وجب حمل الآية على الكل ، ومتى صح ذلك ثبت أن والد إبراهيم ما كان من عبدة الأوثان ، قال : ومما يدل على أن آباء محمد (ص) ما كانوا مشركين قوله (ع) : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، وقال تعالى : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } . ( التوبة : 28 ) } فوجب أن لا يكون أحد من أجداده (ص) مشركا .
ثالثاً : أثير الدين الأندلسي / التفسير الكبير المسمى البحر المحيط / تفسير سورة الشعراء / الآيات 210 - 211 / تفسير قوله تعالى : { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } / الجزء 7 / الصفحة 47 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قالوا : فاحتمل الوجوه التي ذكرت ، واحتمل أن يكون المراد أنه تعالى نقل روحه من ساجد إلى ساجد ، كما نقوله نحن ، فإذا احتمل كل هذه الوجوه ، وجب حمل الآية على الكل ضرورة ، لأنه لا منافاة ولا رجحان ، وبقوله عليه الصلاة والسلام : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، وكل من كان كافرا فهو نجس لقوله تعالى : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } . ( التوبة : 28 ) .
رابعاً : الحلبي / السيرة الحلبية / باب : نسبه الشريف (ص) / الجزء 1 / الصفحة : ( 44 - 45 )
...... وعن ابن عباس (ر) في قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا ، أي وجدت الأنبياء في آبائه فسيأتي أنه قذف بي في صلب آدم ، ثم في صلب نوح ، ثم في صلب إبراهيم (ع) بدليل ما يأتي فيه ، وفي لفظ آخر ، عنه ما زال النبي (ص) يتقلب في أصلاب الأنبياء أي المذكورين أو غيرهم حتى ولدته أمه ، أي وهذا كما لا يخفى لا ينافي وقوع من ليس نبيا في آبائه ، فالمراد وقوع الأنبياء (ص) في نسبه (ع) ، كما علمت ضرورة أن آباءه كلهم ليسوا أنبياء ، لكن قال غيره : لا زال نوره (ص) ينقل من ساجد إلى ساجد .
خامساً : القرطبي / تفسير القرطبي / الجامع لأحكام القرآن / سورة الشعراء / الآية 214 / قوله تعالى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } / الجزء 13 / الصفحة 133 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال مجاهد ، وقتادة في المصلين ، وقال ابن عباس : أي في أصلاب الآباء ، آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا .
سادساً : الهيثمي / مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / كتاب التفسير / سورة طسم الشعراء / الآية 219 قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } / الجزء 7 / الصفحة 86 / حديث رقم : 11247 :
عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيا ، رواه البزار والطبراني ، ورجالهما رجال الصحيح ، غير شبيب بن بشر وهو ثقة .
سابعاً : الهيثمي / مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / كتاب علامات النبوة / باب في كرامة أصله (ص) / الجزء 8 / الصفحة 214 / رقم الحديث : 13819 :
عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيا ، رواه البزار ، ورجاله ثقات .
ثامناً : ابن كثير / البداية والنهاية / كتاب سيرة رسول الله (ص) / باب ذكر نسبه الشريف / الجزء 3 / الصفحة 364 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... ثم أورد ابن عساكر من حديث أبي عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا ، ورواه عن عطاء .
تاسعاً : ابن كثير / تفسير ابن كثير / تفسير القرآن العظيم / تفسير سورة الشعراء / الآية 213 / تفسير قوله تعالى : { فَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } / الجزء 6 / الصفحة 171 / النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد :
...... وقوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) ...... وروى البزار ، وابن أبي حاتم من طريقين ، عن ابن عباس ، أنه قال في هذه الآية : يعني تقلبه من صلب نبي إلى صلب نبي حتى أخرجه نبيا.
عاشراً : الشوكاني / فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية / تفسير فتح القدير / تفسير سورة الشعراء / الآيات 192 - 195 / تفسير قوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } / الجزء 1 / الصفحة 1070 /
...... وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده ، والبزار ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، عن ابن عباس في قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
أحد عشر : ابن سعد / الطبقات الكبرى / السيرة النبوية الشريفة / ذكر من انتمى إليه رسول الله (ص) / الجزء 1 / الصفحة 22 :
...... قال : وأخبرنا : الضحاك بن مخلد الشيباني ، عن شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي ومن نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا.
إثنى عشر : الطبراني / المعجم الكبير / باب العين / عكرمة عن ابن عباس / الجزء 11 / الصفحة 362 / 12021 :
حدثنا : أبو مسلم الكشي ، ثنا : أبو عاصم ، أنا : شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
ثلاثة عشر : الأصبهاني / دلائل النبوة / الفصل الأول : في ذكر ما أنزل الله تعالى / في كتابه من فضله (ص) إن الله تعالى جعل بعثته للعالمين رحمة / ذكر فضيلته (ص) بطيب مولده وحسبه ونسبه / الجزء 1 / الصفحة 58 / حديث رقم 17 :
حدثنا : أبو بحر محمد بن الحسن ، قال : ثنا : محمد بن غالب ، قال : ثنا : الحسن بن بشر ، ثنا : سعدان بن الوليد ، عن عطاء ، عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) ما زال النبي (ص) يتقلب في أصلاب الأنبياء ، حتى ولدته أمه .
أربعة عشر : السيوطي / الدر المنثور في التفسير بالمأثور / الشعراء / الآية 219 / الجزء 6 / الصفحة 332 :
...... وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده ، والبزار ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن مجاهد في قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) قال : من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
خمسة عشر : السمعاني / تفسير السمعاني / الشعراء / الآية 219 / الجزء 4 / الصفحة 71 :
...... وقوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } . ( الشعراء : 219 ) أي إذا صليت جماعة ، وعن ابن عباس معناه ، قال : أخرجه من صلب نبي إلى صلب نبي ، إلى صلب نبي هكذا إلى أن جعله نبيا ، فهذا معنى التقلب ، والساجدون هم الأنبياء (ص).
ستة عشر : ابن عساكر / تاريخ دمشق / السيرة النبوية / باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده / الجزء 3 / الصفحة 401 /
رقم الحديث : 755 :
أخبرنا : أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه ، أنبأنا : أبي أبو العباس الفقيه ، أنبأنا : أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا : خيثمة ، أنبأنا : إسحاق بن سيار النصيبي ، أنبأنا : أبو عامر ، أنبأنا : أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ( الشعراء : 219 ) } قال من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا .
-------------------------------
(1) الآية 219 / من سورة الشعراء .