بسم الله الرحمن الرحيم
دخل سفيان الثوري على الإمام الصادق (عليه السلام) فرآه متغير اللون، فسأله عن ذلك، فقال: كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم، والصبي معها، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات، فما تغير لوني لموت الصبي، وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب، قال لها: أنت حرة لوجه الله، لا بأس عليك، مرتين .
فمع أنه (عليه السلام) نهاهم وخالفته الأمة وعصته وعصت الله سبحانه، وارتعدت برؤيتها له، والسبب في ذلك كله هي، ولكنه لم يتغير لونه لموت فلذة كبده، وإنما تغير لاضطراب قلب الجارية، وأسكن اضطرابها بعتقها وآمنها بنفي البأس عليها عن مؤاخذة الدنيا وعذاب الآخرة!
وبذلك أظهر (عليه السلام) بموت ولده بأمر الخالق منتهى الرضا لله، وأظهر بموت ولده بفعل الخلق منتهى الرحمة لخلق الله، فالله أعلم حيث يجعل خلافته.
-------------------
مقدمة في أصول الدين
الشيخ الوحيد الخراساني
دخل سفيان الثوري على الإمام الصادق (عليه السلام) فرآه متغير اللون، فسأله عن ذلك، فقال: كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم، والصبي معها، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات، فما تغير لوني لموت الصبي، وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب، قال لها: أنت حرة لوجه الله، لا بأس عليك، مرتين .
فمع أنه (عليه السلام) نهاهم وخالفته الأمة وعصته وعصت الله سبحانه، وارتعدت برؤيتها له، والسبب في ذلك كله هي، ولكنه لم يتغير لونه لموت فلذة كبده، وإنما تغير لاضطراب قلب الجارية، وأسكن اضطرابها بعتقها وآمنها بنفي البأس عليها عن مؤاخذة الدنيا وعذاب الآخرة!
وبذلك أظهر (عليه السلام) بموت ولده بأمر الخالق منتهى الرضا لله، وأظهر بموت ولده بفعل الخلق منتهى الرحمة لخلق الله، فالله أعلم حيث يجعل خلافته.
-------------------
مقدمة في أصول الدين
الشيخ الوحيد الخراساني
تعليق