بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*الجهاد بالمال امتحان صدق الإيمان:
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾1.
في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ...﴾.
بدأ تعالى بأداة الحصر وهي إنّما وقد قال العلّامة الطباطبائيّ في تفسير الميزان: ... تفيد تعريفهم (أي المؤمنين) بما ذكر من الأوصاف (الإيمان بالله والرسول، وعدم الارتياب، والجهاد بالأموال والأنفس) تعريفاً جامعاً مانعاً، فمن اتّصف بها مؤمن حقّاً، كما أنّ من فقد شيئاً منها ليس بمؤمن حقّاً.
فتعني الآية, على هذا, حصر الإيمان الصادق بمن حاز هذه الصفات، ثمّ تشهد الآية في آخرها بكونهم صادقين بمعنى أنّهم صادقو الإيمان.
وعليه فإنّ لنا أن نستنتج أنّ الجهاد بالمال، وإنفاقه في سبيل الله أحد أركان الشخصيّة الإيمانيّة ومقوّم من مقوّماتها.
ولذا فلا عجب أن تأتي الروايات لتخرج الشحيح عن زمرة أهل الإيمان, ومن هذه الروايات ما جاء عن الإمام عليّ عليه السلام: "ثلاث لا تكون في مؤمن، لا يكون جباناً، ولا حريصاً ولا شحيحاً". وعليه فيمكن أن نقول: إنّ أحد الأمور والاختبارات والامتحانات التي بها يمتحن إيمان الإنسان هو الإنفاق في سبيل الله, وبالمقابل فمن يخلص من صفة الشحّ هو من الناجين والناجحين كما قال تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
تعليق