بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
▪️يقول المقدس الفقيه العارف السيد المرعشي النجفي (رضوان الله عليه):
▪️في زيارتي للعسكريين [ عليهما السلام ] ، و في طريقي إلى حرم السيد محمد ، ضللتُ الطريق و على أثر العطش الشديد و الجوع و هبوب الرياح في قلب الأسد يئستُ من حياتي ، فَغشيَ عليَّ و سقطتُ على الارض صريعاً مغمىً ، و إذا بي أفتح عيني فأجدُ رأسي في حضن شخص جليل القدر فأسقاني ماءً عذباً ، لم أذق مثله طيلة عمري لحلاوته و عذوبته ، فبعد الارتواء فتح المائدة و إذا فيها اثنتان أو ثلاثة أقراص من الخبز ، فأكلتُ ، ثم قال ذلك الشخص العربي : يا سيد اغتسل في هذا النهر ، فقلت : يا أخي لم يكن هنا نهر ، و كدتُ أن أموت عطشاً و أنت الذي نجّيتني .
▪️فقال العربي : هذا ماء عذب و معين .
و ما أن قال هذا إلا ورأيتُ نهراً بكل صفاء و عذوبة ، فتعجبتُ و قلتُ في نفسي : نهرٌ بهذا القرب مني و أنا وصلتُ إلى الموت من العطش .
على كلٍّ : قال العربي : يا سيد أين تقصد ؟
قلتُ : الحرم المطهر للسيد محمد [ عليه السلام ] ، فقال العربي : هذا حرم السيد محمد .
فوجدتُ نفسي في ظل بقعة السيد محمد و الحال أنني تهتُ عن الطريق في [ الجادسية] [ القادسية ] و مسافة بعيدة بينها و بين السيد محمد [ عليه السلام ] .
▪️على كل حال : من الفوائد التي ذكرها ذلك العربي خلال البرهة التي كنت بخدمته : التأكيد على تلاوة القرآن الشريف و الانكار الشديد لى من يقول بتحريف القرآن . حتى دعا على من جعل أحاديث التحريف .
▪️ومن الفوائد : تأكيده على وضع عقيق ، حكّ عليه الأسماء المقدسة للمعصومين [ الأربعة عشر معصوم عليهم السلام ] تحت لسان الميت .
▪️وتأكيده على برّ الوالدين حيّاً و ميتاً ، و تأكيده على زيارة البقاع المشرفة لِلأئمة [ عليهم السلام ] و أولادهم و تعظيمها ، و التأكيد على احترام الذرية العلوية ، و قال : يا سيد اعرف قدر انتسابك إلى أهل البيت[ عليهم السلام ] و اشكر هذه النعمة التي توجب السعادة و الافتخار كثيراً .
▪️وأكّد أيضاً على تلاوة القرآن وعلى صلاة الليل ، و قال : يا سيد أسفاً على أهل العلم أنهم يعتقدون انتسابهم إلينا و لا يدينون هذا العمل.
▪️وأكّد على تسبيح السيدة فاطمة الزهراء [ عليها السلام ] و على زيارة سيد الشهداء من بعيد و قريب ، و زيارة أولاد الأئمة و الصالحين و العلماء ، و التأكيد على حفظ خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء [ عليها السلام ] في المسجد النبوي و كذلك حفظ الخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين [ عليه السلام ] و خطبة العلياء المخدرّة زينب الكبرى في مجلس يزيد إلى غير ذلك من الوصايا و الفوائد ، و ما أن خطر ذهني من هذا العربي ؟ إلا و قد غاب عن بصري .
المصدر / كتاب قبسات من حياة سيدنا الأُستاذ ص ١١٣
للسيد عادل العلوي