بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله أجوركم بذكرة شهادة الامام المهموم المظلوم المسموم الذي قضى نحبه في قعر السجون الا لعنة الله على قاتليه وظالميه الى قيام يوم الدين .
في الواقع كل ظالم يحاول جاهد بكل الاساليب ان يضفي على نفسه الشرعية ولو كانت كاذبه وليست واقعية وذلك لكي يجذب القلوب نحوه, ولكي يجعل له شرعية ولو مصطنعه باعين الاخرين
ومن هنا حاولوا حكام الجور بمافيهم العباسين وقبلهم الأمويين ان يحكموا المجتمع الإسلامي لعدة قرون حتى يكون لهم نفوذ روحي في القلوب، وأن يجلبوا ثقة واحترام الناس لهم، كي يرضوا بحكمهم روحاً وقلباً، ويروا في طاعتهم لهم واجباً دينياً، كلّ ذلك من أجل توطيد سلطانهم، وتثبيت قواعد حكمهم حتى يسيطروا على الناس أكثر، غير ان الاعتقاد القلبي والروحي ليس بالأمر الذي يحدث أو يعدم بالقوة والإجبار؟، لذلك راح كلّ منهم يتوسل بوسائل الخداع ,لاستغفال عامة الناس وحياكة الدسائس لاكتساب تعاطفهم والنفوذ فيهم روحياً , ومن بين هؤلاء الظلمة هو هارون الرشيد والذي كان اكثر من غيره يعمل على هذا المبدأ وعلى الرغم ممّا كان تحت ملكه من الحدود كان يشعر بأنّ قلوب الناس مع الإمام موسى بن جعفر الكاظم الامام السابع من ائمة اهل البيت عليهم السلام , وكان ذلك يؤلمه كثيراً، وحاول محاولات يائسة في التقليل من مكانة الإمام الروحية بين الناس ونفوذه فيهم، لم يكن بالأمر الذي يسكت عليه أن يصله خبر دفع الناس الضرائب الإسلامية للإمام موسى بن جعفر بشكل سري ممّا يعني في الواقع هو الرضا بحكمه رسمياً ورفض الحكم العباسي.
وعلى هذا الأساس قال هارون ذات يوم للإمام و قد رآه في جانب الكعبة: هل أنت من بايعه الناس خفية ورضوا به إماماً؟! فقال الإمام: «أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم».كما ينقل صاحب -الصواعق المحرقة، ص 204.
كما ان الذي يراجع التاريخ ومصادر المسلمين من العامة والخاصة فيجد ان هارون كان يعول كثيراً وعلناً على صلة القرابة التي تربطه بالرسول الاعظم ( صلَّى الله عليه وآله ) وكان يؤكد على ذلك في كلّ مناسبة، وقد قدم المدينة يوماً وزار قبر نبي الإسلام ولما وصل إليه كان هناك جموع كثيرة من قريش والقبائل الأُخرى، فتوجّه إلى القبر الشريف و قال: السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا ابن عم.
ليذكّر الناس بالصلة التي تربطه بنبي الإسلام، وكان يتفاخر بذلك عمداً ليعلم الناس أنّه ابن عمّ النبي.
وفي تلك اللحظة قال الإمام الكاظم عليه السلام ، وقد كان حاضراً هناك، وعرف هدف الرشيد من ذلك، بصوت عال قرب الضريح: ((السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا أبة)).
فتغيّر وجه هارون و تبيّن الغيط فيه، فقال: هذا هو الفخر حقاً.
ولم يكتف هارون بالتأكيد على صلة القرابة التي تربطه بالرسول فحسب، بل أراد أن ينكر انتساب الأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ وبنوتهم له أيضاً، فقد قال للإمام السابع يوماً: لمَ يقولون لكم يا بني رسول اللّه وأنتم بنو علي، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء والنبي جدكم من قبل أُمّكم؟!
فأجابه الإمام وقرأ له آية يقول اللّه تعالى ضمنها:(وَمِنْ ذُرِّيتِهِ داودَ وَسُلَيمانَ وَأَيُّوبَ وَ...*وَ زَكريا ويَحيى وعِيسى وإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحين)
ثمّ قال الإمام: إنّما أُلحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم، وأُلحقنا
بذراري النبي من قبل أُمّنا فاطمة.
فلم يحر هارون جواباً.
وفي حوار مماثل ومثير وأكثر تفصيلاً للإمام الكاظم ( عليه السَّلام ) مع هارون حيث قال: لم جوزتم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ويقولون لكم: يا بني رسول اللّه، وأنتم بنو علي وإنّما يُنسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبيّ (عليه السَّلام ) جدّكم من قبل أُمّكم؟
فقلت: يا هارون لو أن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟.
فقال: سبحان اللّه ولم لا أُجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم بذلك.
فقلت: لكنّه ( عليه السَّلام ) لا يخطب إلي ولا أزوّجه .
فقال: ولم؟!
فقلت: لأنّه ولدني ولم يلدك.
فقال: أحسنت يا موسى.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله أجوركم بذكرة شهادة الامام المهموم المظلوم المسموم الذي قضى نحبه في قعر السجون الا لعنة الله على قاتليه وظالميه الى قيام يوم الدين .
في الواقع كل ظالم يحاول جاهد بكل الاساليب ان يضفي على نفسه الشرعية ولو كانت كاذبه وليست واقعية وذلك لكي يجذب القلوب نحوه, ولكي يجعل له شرعية ولو مصطنعه باعين الاخرين
ومن هنا حاولوا حكام الجور بمافيهم العباسين وقبلهم الأمويين ان يحكموا المجتمع الإسلامي لعدة قرون حتى يكون لهم نفوذ روحي في القلوب، وأن يجلبوا ثقة واحترام الناس لهم، كي يرضوا بحكمهم روحاً وقلباً، ويروا في طاعتهم لهم واجباً دينياً، كلّ ذلك من أجل توطيد سلطانهم، وتثبيت قواعد حكمهم حتى يسيطروا على الناس أكثر، غير ان الاعتقاد القلبي والروحي ليس بالأمر الذي يحدث أو يعدم بالقوة والإجبار؟، لذلك راح كلّ منهم يتوسل بوسائل الخداع ,لاستغفال عامة الناس وحياكة الدسائس لاكتساب تعاطفهم والنفوذ فيهم روحياً , ومن بين هؤلاء الظلمة هو هارون الرشيد والذي كان اكثر من غيره يعمل على هذا المبدأ وعلى الرغم ممّا كان تحت ملكه من الحدود كان يشعر بأنّ قلوب الناس مع الإمام موسى بن جعفر الكاظم الامام السابع من ائمة اهل البيت عليهم السلام , وكان ذلك يؤلمه كثيراً، وحاول محاولات يائسة في التقليل من مكانة الإمام الروحية بين الناس ونفوذه فيهم، لم يكن بالأمر الذي يسكت عليه أن يصله خبر دفع الناس الضرائب الإسلامية للإمام موسى بن جعفر بشكل سري ممّا يعني في الواقع هو الرضا بحكمه رسمياً ورفض الحكم العباسي.
وعلى هذا الأساس قال هارون ذات يوم للإمام و قد رآه في جانب الكعبة: هل أنت من بايعه الناس خفية ورضوا به إماماً؟! فقال الإمام: «أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم».كما ينقل صاحب -الصواعق المحرقة، ص 204.
كما ان الذي يراجع التاريخ ومصادر المسلمين من العامة والخاصة فيجد ان هارون كان يعول كثيراً وعلناً على صلة القرابة التي تربطه بالرسول الاعظم ( صلَّى الله عليه وآله ) وكان يؤكد على ذلك في كلّ مناسبة، وقد قدم المدينة يوماً وزار قبر نبي الإسلام ولما وصل إليه كان هناك جموع كثيرة من قريش والقبائل الأُخرى، فتوجّه إلى القبر الشريف و قال: السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا ابن عم.
ليذكّر الناس بالصلة التي تربطه بنبي الإسلام، وكان يتفاخر بذلك عمداً ليعلم الناس أنّه ابن عمّ النبي.
وفي تلك اللحظة قال الإمام الكاظم عليه السلام ، وقد كان حاضراً هناك، وعرف هدف الرشيد من ذلك، بصوت عال قرب الضريح: ((السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا أبة)).
فتغيّر وجه هارون و تبيّن الغيط فيه، فقال: هذا هو الفخر حقاً.
ولم يكتف هارون بالتأكيد على صلة القرابة التي تربطه بالرسول فحسب، بل أراد أن ينكر انتساب الأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ وبنوتهم له أيضاً، فقد قال للإمام السابع يوماً: لمَ يقولون لكم يا بني رسول اللّه وأنتم بنو علي، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء والنبي جدكم من قبل أُمّكم؟!
فأجابه الإمام وقرأ له آية يقول اللّه تعالى ضمنها:(وَمِنْ ذُرِّيتِهِ داودَ وَسُلَيمانَ وَأَيُّوبَ وَ...*وَ زَكريا ويَحيى وعِيسى وإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحين)
ثمّ قال الإمام: إنّما أُلحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم، وأُلحقنا
بذراري النبي من قبل أُمّنا فاطمة.
فلم يحر هارون جواباً.
وفي حوار مماثل ومثير وأكثر تفصيلاً للإمام الكاظم ( عليه السَّلام ) مع هارون حيث قال: لم جوزتم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ويقولون لكم: يا بني رسول اللّه، وأنتم بنو علي وإنّما يُنسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبيّ (عليه السَّلام ) جدّكم من قبل أُمّكم؟
فقلت: يا هارون لو أن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟.
فقال: سبحان اللّه ولم لا أُجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم بذلك.
فقلت: لكنّه ( عليه السَّلام ) لا يخطب إلي ولا أزوّجه .
فقال: ولم؟!
فقلت: لأنّه ولدني ولم يلدك.
فقال: أحسنت يا موسى.
تعليق