بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١)
ما هي حقيقة النوم؟ وما سبب ميل الإنسان إلى النوم؟
بهذا الشأن كتب العلماء أبحاثًا كثيرة، فالبعض یعتبر النوم حالة فیزیائیة والبعض الآخر يعتقد أنّ النوم نتیجة تفاعلات کیمیاویة في الجسم، ومجموعة أخرى تقول أن النوم حالة من الحالات العصبیة لدی الإنسان، وما إلی ذلك ...
أما القرآن المجيد يقول: إن النوم هو نوع من أنواع (قبض الروح) وانفصال الروح من الجسد، ولكن هذا الانفصال ليس انفصالًا كاملًا. فعندما يخفت شعاع الروح في الجسد بأمر من الله، ولا يبقى غير شعاع خافت اللون يشع في ذلك الجسد، يتعطل جهاز الإدراك والشعور عن العمل، ويتوقف الحسّ والحركة عند الإنسان، عدا بعض الأجزاء التي تبقى تواصل نشاطها لحفظ واستمرار الحياة عند الإنسان، كضربات القلب ودوران الدم ونشاطات الجهاز التنفسي والغذائي. فإن النوم يعني في الإسلام حركة الروح نحو عالم الأرواح، فيما تعني اليقظة عودة الروح إلى الجسد لبدء حياة جديدة. ورد حديث آخر عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيه: «إذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي لأحمده وأعبده.»(٢)
-------------------------------
١. سورة الزمر ٤٢
٢. تفسير نور الثقلين ٤٨٨:٤