قلْ بـعـد بـاتـوا يـا عـلـيُّ الـهادي حرزٌ لتسقطَ كلَّ كيــــدِ الـعادي
باتوا على القللِ التي اختاروا لها واخـتـارَ ربُّكَ سحـقـــهمْ بوهـادِ
باتوا على السُررِ التي قد ناسبتْ أحلامَـهـم مـن غـــــفـلـةٍ ورقـادِ
واخـتـارَ ربَّـكَ حـفـرةً مـن نـارَهِ قـبـراً لـهـمْ يـا ســـــوءَها لـمهادِ
باتوا وباتَ عليُّ وسـطَ ضـريحِهِ من ظنِّهم يـبـقــى مــع الأقــيــادِ
عـظـةٌ بـكـلِّ زمــانِــنـا ورجـالِـهِ من أهلِ إفــــســادٍ وأهـلِ رشـادِ
عظةٌ تقول: الـمـلـكُ لـلتقوى وما ملكُ البغيِّ ســـوى شعورِ عــنادِ
عظةٌ .. تـقـولُ الـملكُ ليس بدائمٍ هيَ دولةٌ خــتـمـتْ لأهــلِ سَـدادِ
لـمـحـمَّــــدٍ حصراً وآلِ مـحـمَّــدٍ والـكـلُّ بـاتـوا عــــنـدهـمْ بـودادِ
كبرُ الـتـنـادي مـنـذ نُوديَ لا فتى إلاَّهُ أكــرمْ بـالـــنـبـيِّ مُــنـــادي
ألّا فـتـى فـي الأوصـيـاءِ وكـلُّـهم بـاتـوا إلـى هـذا النداءِ يـفــــادي
قتلوا وسمُّـوا عذُّبوا سَـجـنوا ومن باتوا وثيقتهم إلـى اســــتـشــهادِ
فعلى العـظـاتِ الـسـودِ فـي أيامِنا إذ سوَّدتْ لـصــحـــائـفٍ ومِـدادِ
أن تـرتـديـنـا فـي ولانـا لـحـظــةً نحنُ الألى لـبـســوا لـباسَ سوادِ
وقلـوبُنا جـزعـتْ لـفـقـدِ هـداتِـنــا ما خمرهم قد مــاجَ وسطَ أيادي
وأكفّهمْ مـسكتْ عروشَ سقوطِهم من بعدِ باتوا فــي عـظاتِ جِلادِ
وكـفـوفُـنـا لطمتْ صدورَ حرارةٍ بـعـزاءٍ مـشـتـعــلٍ بــلا إيــقــــادِ
وحـشـودُهـم ذهـبـتْ إلـى باراتِهم واستفقدتْ في الحربِ عن إيجادِ
وحشودُنا بعدَ الدموعِ وموجِها الـ ـلـجـيِّ مـا تـركتْ فداءَ الصادي
باتوا مع ابنِ العاصِ قدرَ هـروبِهِ من عورةٍ كـشـفـتْ بـكـلِّ تـمادي
بـتـنـا مـع الـكـرارِ ما عشنا على حـسِّ الـفـرارِ مـن اكـتـفـاءِ جهادِ
حربُ الكفايةِ بالزيـادةِ أصـبـحتْ حـربٌ كـلـطـفِ اللهِ دونَ نـفـــــادِ
وبـذاك مُـيِّـزنـا ومِـزنـا غـيـرنــا بـاتـوا وبـتـنـا فـــارقٌ بـــمـــــزادِ
سلمان عبد الحسين
العتبة الحسينية المقدسة