تويت
تغلب الضمير على النفس الامارة بالسوء وبالعكس . الحر وعمر ابن سعد نموذجا .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اعطى الله سبحانه وتعالى للإنسان شيئا اثمن من الجواهر و قيمته اهم من الدنيا وما فيها من ملذات وخيرات وهذا الشيء هو العقل وبعد ان وهبه هذه النعمة العظيمة التي لا تقدر بثمن خيره - ولم يجبره - في اختيار الطريق الذي يسلكه إما طريق الهداية وإما طريق الضلال . قال تعالى : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) - 1 -
وبعد ان خير الله سبحانه وتعالى الانسان وفوض له الامر في اختيار الطريق الذي يريده اخبره بان طريق الهداية نتيجته الثواب وطريق الضلالة نتيجته العقاب .
ولذلك ترى الانسان يعيش في داخله صراع مستمر بين اختيار طريق الحق واختيار طريق الباطل .
فالمؤمن المهتدي تجد ان ضميره قد انتصر على النفس الامارة بالسوء التي تجره الى الانحراف والضلال عن طريق الحق والهداية .
بينما تجد المنافق والكافر والمشرك قد انتصرت النفس الامارة بالسوء على ضميره الحي فابعدته عن الوصول الحق وأهله .
وهذا ما حصل فعلا في يوم عاشوراء فنشاهد الحر بن يزيد الرياحي نموذجا للمؤمن الذي انتصر عقله على هواه وانتصر ضميره على نفسه الامارة بالسوء فاشترى اخرته بدنياه وفاز في الدنيا والاخرة رغم انه في البداية جعجع وضيق على الامام الحسين (ع) ومن معه .
ونشاهد عمر ابن سعد نموذجا للمنافق الذي انتصرت نفسه الامارة بالسوء على عقله وضميره حتى باع اخرته بدنيا غيره املا في حصوله على ملك الري . فقال :
فواللّه ما أدري وإنــــــــي لـحائرٌ *** أفكّرُ في أمــــري على خطرينِ
أأتركُ ملكَ الرّيِّ والرّيُّ مـــنيتي *** أم أرجعُ مأثــــــوماً بقتلِ حسينِ
حسينُ ابن عمي والحوادثُ جمّةٌ *** لعمري ولـي في الرّيِّ قرةُ عينِ ... - 2 -
ولكنه في نهاية الامر قد ضيع الدنيا والاخرة بقتله سبط رسول الله الامام الحسين (ع) .
اللهم ارزقنا حسن العاقبة .
************************************
الهوامش :
1 - الانسان ، الاية 3 .
2 - اللهوف في قتلى الطفوف ، السيد ابن طاووس ، ص 193 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد اعطى الله سبحانه وتعالى للإنسان شيئا اثمن من الجواهر و قيمته اهم من الدنيا وما فيها من ملذات وخيرات وهذا الشيء هو العقل وبعد ان وهبه هذه النعمة العظيمة التي لا تقدر بثمن خيره - ولم يجبره - في اختيار الطريق الذي يسلكه إما طريق الهداية وإما طريق الضلال . قال تعالى : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) - 1 -
وبعد ان خير الله سبحانه وتعالى الانسان وفوض له الامر في اختيار الطريق الذي يريده اخبره بان طريق الهداية نتيجته الثواب وطريق الضلالة نتيجته العقاب .
ولذلك ترى الانسان يعيش في داخله صراع مستمر بين اختيار طريق الحق واختيار طريق الباطل .
فالمؤمن المهتدي تجد ان ضميره قد انتصر على النفس الامارة بالسوء التي تجره الى الانحراف والضلال عن طريق الحق والهداية .
بينما تجد المنافق والكافر والمشرك قد انتصرت النفس الامارة بالسوء على ضميره الحي فابعدته عن الوصول الحق وأهله .
وهذا ما حصل فعلا في يوم عاشوراء فنشاهد الحر بن يزيد الرياحي نموذجا للمؤمن الذي انتصر عقله على هواه وانتصر ضميره على نفسه الامارة بالسوء فاشترى اخرته بدنياه وفاز في الدنيا والاخرة رغم انه في البداية جعجع وضيق على الامام الحسين (ع) ومن معه .
ونشاهد عمر ابن سعد نموذجا للمنافق الذي انتصرت نفسه الامارة بالسوء على عقله وضميره حتى باع اخرته بدنيا غيره املا في حصوله على ملك الري . فقال :
فواللّه ما أدري وإنــــــــي لـحائرٌ *** أفكّرُ في أمــــري على خطرينِ
أأتركُ ملكَ الرّيِّ والرّيُّ مـــنيتي *** أم أرجعُ مأثــــــوماً بقتلِ حسينِ
حسينُ ابن عمي والحوادثُ جمّةٌ *** لعمري ولـي في الرّيِّ قرةُ عينِ ... - 2 -
ولكنه في نهاية الامر قد ضيع الدنيا والاخرة بقتله سبط رسول الله الامام الحسين (ع) .
اللهم ارزقنا حسن العاقبة .
************************************
الهوامش :
1 - الانسان ، الاية 3 .
2 - اللهوف في قتلى الطفوف ، السيد ابن طاووس ، ص 193 .
تعليق