إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناظرة عبد الله بن عباس مع عمر حول الخلافة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة عبد الله بن عباس مع عمر حول الخلافة

    (مناظرة ابن عباس مع عمر بن الخطاب)
    قال عبدالله بن عمر:
    كنت عند أبي يوماً، وعنده نفر من الناس، فجرى ذكر الشعر،فقال: مَنْ أشعرُ العَرب ؟
    فقالوا: فلان وفلان، فطلع عبدالله بن عباس، فسلّم وجلَس، فقالعمر: قد جاءكم الخبير، مَنْ أشعرُ الناس يا عبدالله ؟قال: زهير بن أبى سلمى.
    قال: فأنشدْني مما تستجيده له.
    فقال: يا أمير المؤمنين، إّنه مدح قوماً من غطفان، يقال لهم بنوسنان، فقال:
    لو كان يقـعد فوق الشمس من كرم‌ٍقومٌ بأوَّلـهــمْ أو مجدِهمْ قعدواقـــوم أبـوهم سنان حين تَنسبُهُم‌ْطابوا وطاب من الاولاد ما وَلَدُواإنسٌ إذا أمـِنـوا، جِنٌّ إذا فزعـوامُرَزَّؤُون بها لـيــلٌ إذ جُهِدوامُحسّدون على مـا كــان من نعم‌ٍلا ينزع الله منهم ماله حـُـسِدوا
    فقال عمر: والله لقد أحسن، وما أرى هذا المدح يصلح إلاّ لهذا البيتمن هاشم، لقرابتهم من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
    فقال ابن عباس: وفّقك الله يا أمير المؤمنين، فلم تزل موفقا.
    فقال: يابن عباس، أتدري ما منع الناس منكم ؟قال: لا يا أمير المؤمنين.
    قال: لكني أدري.
    قال: ما هو يا أمير المؤمنين ؟
    قال: كرهتْ قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة، فيجخِفواجِخْفا(1)، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت.
    فقال ابن عباس: أيَميطُ أمير المؤمنين عنّي غضبه فيسمع ؟قال: قل ما تشاء.
    قال: أما قول أمير المؤمنين: إن قريشاً كرهـت، فـإن الله تعالىقال لقِوم: (ذَلِك بأنّهُمْ كَرِهُوا ما أنزل الله فأحبط‍أعْمَالهُمْ)(2) .
    واّما قولك: (إنّا كنّا نجخف)، فلو جَخَفْنا بالخلافة جَخَفْنا بالقرابة،ولكنّا قوم أخلاقُنا مشتقةٌ من خُلق رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ الذيقال الله تعالىوَإنّك لَعَلَى خُلقٍ عظيم)(3) ، وقال له: (وَاخْفِضجَنَاحَكَ لِمَنِ اتبعكَ من المؤمنين)(4) .
    وأما قولك: «فإن قريشا اختارت»، فإنّ الله تعالى يقول: (وربك يخلُقُ ما يشاء ويختارُ ما كان لَهُمُ الخَيَرة)(5) وقد علمت يا أمير المؤمنينأن الله اختار من خلقه لذلك مَنْ اختار(6) ، فلو نظرتْ قريش من حيث نظرالله لها لوفقت وأصابت قريش.
    فقال عمر: على رسْلك يابن عباس، أبت قلُوبكم يا بني هاشم إلاغِشّا في أمر قريش لا يُزول، وحقدا عليها لا يَحول.
    فقال ابن عباس: مَهْلاً يا أمير المؤمنين ؟ لا تنسُب هاشما إلى الغشّ،فإن قلوبهم من قلب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ الذي طهّره الله وزكّاه،وهم أهلُ البيت الذين قال الله تعالى لهم: (إنما يرُيدُ الله ليُذهِبَ عنكم الرجسَ أهْل البيت ويُطَهِّرَكم تطهيرا)(7) .
    وأما قولك: «حقدا» فكيف لا يحقد من غُصِب شيئه، ويراه في يدغيره.
    فقال عمر: أما أنت يا بن عباس، فقد بلغَني عنك كلامٌ أكره أنأخبرك به، فتزول منزلتك عندي.
    قال: وما هو يا أمير المؤمنين ؟ أخبرني به، فإنْ يكُ باطلاً فمثليأماط الباطلَ عن نفسه، وإنْ يكُ حقا فإنّ منزلتي لا تزولُ به.
    قال: بلغني أنّك لا تزال تقول: أُخِذَ هذا الامر منك حسدا وظلما.
    قال: أمّا قولك يا أمير المؤمنين: (حسدا)، فقد حسد إبليس آدم،فأخرجه من الجّنة، فنحن بنو آدم المحسود.
    وأما قولك: «ظلما» فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحقِّ من هو !ثم قال: يأمير المؤمنين، ألم تحتجّ العرب على العجم بحق رسولالله ـ صلّى الله عليه وآله ـ، واحتّجت قريش على سائر العرب بحقّ رسولالله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ! فنحن أحقُّ برسول الله من سائر قريش.
    فقال له عمر: قم الان فارجع إلى منزلك، فقام، فلّما ولّى هتف بهعمر: أيها المنصرف، إنِّي على ما كان منك لراعٍ حقك !
    فالتفت ابن عباس فقال: إنّ لي عليك يا أمير المؤمنين وعلى كلّالمسلمين حقا برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ، فمن حفظه فحقّ نفسهحفِظ، ومَنْ أضاعه فحقّ نفسه أضاع، ثم مضى.
    فقال عمر لجلسائه: واها لا بن عباس، ما رأيته لاحى أحدا قطّ إلاّخصَمه !(8) .
    ____________
    (1) جخف: تكبر.
    (2) سورة محمد: الآية 9.
    (3) سورة ن: الآية 5.
    (4) سورة الشعراء: الآية 215.
    (5) سورة القصص: الآية 68.
    (6) هذه الكلمة من ابن عباس تدل على أنه من المتسالم عليه عندهم أن الخلافة قد ثبتت بالنصعلى الامام علي ـ عليه السلام ـ وأنها بأمر الله واختياره، ولو لم يكن كذلك لاعترض عليهالخليفة في ذلك، والحق يقال أن انعقاد الخلافة بالشورى أو الاجماع أو البيعة ما هو الا اجتهادفي مقابل النص وقد قال تعالى: ( وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسولهُ امرا أن يكون لهم الخيرةُ من امرِهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) سورة الاحزاب: الاية 36.
    (7) سورة الاحزاب: الاية 33.
    فقد روى الجمهور أن هذه الآية الشريفة نزلت في خمسة وهم: النبي ـ صلى الله عليه وآلهوسلم ـ وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ.
    راجع: صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أهل بيت النبي ـ صلى الله عليهوآله وسلم ـ ج 4 ص 1883 ح 61، صحيح الترمذي ج 5 ص 327 ح 3205 و ح 3206،المستدرك للحاكم ج 3 ص 133 و ص 146 و ج 2 ص 416، شواهد التنزيل للحسكاني ج 2ص 18 ـ 141 ح 637 و ح 474، مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 259 ج 4 ص 107 و ج 6ص 292، أسباب النزول للواحدي ص 239، المناقب للخوارزمي ص 60 ـ 61 ح 28 ـ 29،تفسير القرطبي ج 14 ص 182، الكشاف للزمخشري ج 3 ص 537، الدر المنثور للسيوطيج 6 ص 603، فرائد السمطين ج 2 ص 9 ح 356، الصواعق المحرقة ص 143، فضائلالخمسة من الصحاح الستة ج 1 ص 270 ـ 289، وغيرها الكثير من المصادر.
    (8) شرح النهج لابن ابي الحديد ج 12 ص 52 ـ 55، تاريخ الطبري ج 4 ص 223، الكامل لابنالاثير ج 3 ص 62 (في حوادث سنة 23)، الايضاح لابن شاذان ص 87




    إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ينجيك يوم الحشر من لهب النار
    فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والمروي عن كعب احبار

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      ماكو هاي المصادر من تروح للكتب تلكه غير احاديث

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X